ألقى
نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب كلمة في احياء ذكرى اربعين الامام الحسين التي اقيمت في بلدة الدوير بحضور حشد من علماء الدين والشخصيات والفعاليات الاجتماعية والتربوية و مواطنين .
وقال : "المفترض أننا لا نستطيع أن نعيش بلا نظام و لا بد لنا من نظام نعيش فيه تحفظ فيه أعراضنا وأموالنا ومصالحنا، ونستطيع من خلاله أن نؤمن مستقبلنا ومستقبل أولادنا وبلادنا وأمننا ومصالحنا ، وأن ندفع عنا وعن أهلنا وعن شعبنا الأعداء الذين يريدون بنا الشر أو الذين يهددون أمننا أو يهددون شعبنا أو يريدون الانتقاص منا أو يبغون الاستيلاء على ثرواتنا أو انتهاك سيادتتا، إذاً لا بدّ من وجود نظام، والمشكلة في النظام اللبناني أنه أقيم على أساس أن هناك طوائف، والنظام قام على أساس تركيبة بين هذه الطوائف، لكن كل طائفة مصالحها ولها من يمثلها في الحكم ويحفظ لها مصالحها. فالحاكم لا يمثل كل الطوائف وكل اللبنانيين، والبعض حين يقولون أن مواقفهم من المقاومة هي مواقف وطنية ويريدون حفظ مصلحة البلد، فهذا ليس صحيحاً وهذه ليست مواقف وطنية، هي مواقف بخلفية طائفية وحزبية، لأن الأحزاب في
لبنان هي أحزاب طائفية وليست أحزابا وطنية، وأعتقد أن في الاجتماع السياسي اجتماعا واحدا، في المصالح وفي الأمن وفي كل
القضايا الوطنية. هناك مجتمع متنوع ثقافياً ومتنوع طائفيا. لكن في الحقوق والواجبات الناس كلها سواسية".
وتابع: "في الاجتماع السياسي ليس هناك سني وشيعي ومسيحي وماروني وارثوذكسي وكاثوليكي ودرزي، هناك مجتمع واحد لأنه يعيش في بقعة واحدة وامنه واحد ومصالحه واحدة. انتم ترون عندما تحصل ازمة سياسية في البلد، النقد واحد. ماذا فعلوا خلال الازمة اللي حصلت في البلد؟ سرقوا أموال الناس التي تعبت وهاجرت وتعرضت للأخطار، وبنوا بيوتهم وساعدوا اهلهم، سرقوهم بلحظة. حصار خارجي بتواطؤ مع قوى سياسية داخلية. أعود وأكرر: نحن لماذا احتجنا ان يحمل ابناؤنا السلاح، وان يستشهدوا وان نفقد الامن وأن نضحي بالامن وبالاستقرار وبالابناء وبالاعزاء، لماذا؟ لو كان هناك دولة قائمة على اساس المواطنة ،ولو كان المسؤولون ينظرون بعين واحدة الى اللبنانيين جميعاً ويأخذون المصالح الوطنية لا المصالح الحزبية الطائفية، لو كان هناك دولة حقيقية تتخذ أمثال هذه القرارات وتحافظ على مصالح المواطنين وتدافع عن أمنهم فلماذا سنحمل السلاح؟ أولادنا يأتون من الجامعات ليحملوا السلاح ويستشهدوا ، وأبناؤنا الذين يحملون شهادات عليا يغتالون ويقتلون. هؤلاء سفهاء، حينما يتكلمون بهذا المنطق هم يستغبوننا، هم الأغبياء، نحن الذين دفعنا الأثمان لأنكم لم تبنوا وطناً، لأنكم تدافعون عن مصالحكم الحزبية الطائفية وليس عن مصالح الوطن. الرئيس الأميركي يريد من الشعب اليمني أن يستسلم، ثم قال انه ليس لإيران إلا الاستسلام وأن تنفذ ما نطلبه منها. اليوم في لبنان يطلبون منا أن نستسلم في الداخل لحسابات حزبية طائفية، لأنهم للأسف خلال هذه الفترات الماضية كدّسوا الأحقاد في قلوب اللبنانيين، كل طائفة على طائفة، خوفوا كل طائفة من الطائفة الأخرى، نحن خلال هذه المسيرة للمقاومة في لبنان، هذا السلاح كان في مواجهة العدو الاسرائيلي، لماذا أيتها القوى الحزبية والطائفية في لبنان تثيرون الخوف في نفوس اللبنانيين الآخرين؟ ومن سلاح المقاومة؟ أنتم أولا أثبتتم بأنكم لا تستحقون أن تكونوا قادة لهذا المجتمع لأنكم جبناء، لأنكم تتخلون عن مصلحة لبنان، لأنكم تريدون أن تبيعوا لبنان ، إما لأن ما وعدكم به الأجنبي الخارجي وإما لأنكم جبناء. لا تريدون المواجهة. نحن لا ندعو الشعب اللبناني إلى الانتحار، المقاومة لا تدعو الشعب اللبناني إلى الانتحار ، بالعكس نحن أحرص على كل اللبنانيين من بعض هذه القوى التي تدّعي أنها اليوم حينما تطلب سحب السلاح ونزع السلاح من المقاومة بادّعاء أنها تريد الحفاظ على لبنان، لأننا لا نستطيع ذلك لأن هذا انتحار. مواجهة
إسرائيل ومواجهة الغرب انتحار على زعم ما تقولون. يعني علينا أن نُسلّم البلد ونهاجر. المقاومة أثبتت أنها قوة في مواجهة العدو وللحفاظ على سيادة لبنان وعلى وحدة المجتمع اللبناني، المقاومة استطاعت أن تحرر لبنان وأن تخرج العدو
الإسرائيلي ".
وقال: "لقد بلعوا ألسنتهم عام 2000 ويعيدون نفس الكلام. الآن مرة أخرى يجترون الكلام لدوافع ولخلفيات سياسية طائفية. نريدكم ولو لمرة واحدة أن تتكلموا من منطلق وطني لا من منطلق طائفي. لقد فشلتم في بناء دولة وطنية، فشلتم في الدفاع عن مصالح لبنان، فشلتم في الدفاع عن أمن اللبنانيين، فشلتم في الدفاع وفي تحرير الأرض التي احتلها العدو، ولكن المقاومة حررت الأرض وحمت الأرض.
نعم العدو اليوم يحتل بعض المواقع، وهي مهما كانت صغيرة فهي بمكانة لبنان. المواقع الخمسة التي يحتلها العدو اليوم ويتواجد فيها هي ثمنها لبنان، لبنان محتل الآن، المقاومة دفعت هذا العدو وبخمس فرق وبسبع فرق على الحدود لم يستطع أن يدخلها، وإنما دخلها بفضل تعهداتكم وبفضل دبلوماسيتكم التي تعهدتم أنكم ستحررون لبنان وستحققون للبنان السيادة والأمن والاستقرار بهذه الدبلوماسية ،على اساس أن ينفذ القرار 1701 كما هو وكما ورد. وقف العدوان وانسحاب العدو الإسرائيلي من الأماكن التي يتواجد فيها، وثالثاً تثبيت الحدود والرجوع الى حدود الهدنة، ووصلتكم الورقة الأميركية وتعهد الامريكي والفرنسي والدول الخمس بتطبيق هذا القرار، فأين هي هذه التعهدات؟ اليوم الامريكي أعطاكم ورقة ووضعها على الطاولة وقال لكم: بالغصب وبدون كرامة عليكم ان توقعوا على هذه الورقة الجديدة التي ليس فيها الا سحب السلاح وادخال اللبنانيين في فتنة داخلية، حتى العدو الاسرائيلي لا يلتفت اليه أحد وعلى عدوانيته، لأن اللبنانيين سينشغلون ويشغلون العالم بفتنهم الداخلية. هذا هو المقصود، الى اين انتم ذاهبون بالبلد؟. لذلك المطلوب اليوم، كل هذا الاعلام والاثارات والتحويرات عندما يتوجهون الى خطاب المقاومة التي تحذر من الفتنة ويحوروا خطاب سماحة الشيخ نعيم ويقولون انه يهدد بالفتنة، يهدد بالفتنة? لماذا الكذب? لماذا الكذب؟ لماذا تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض؟ لماذا ألقيتم الامر على عهدة الجيش اللبناني؟ تعرفون لماذا؟ لأن الذي اخذ القرار يريد افتعال الفتنة بين السنة والشيعة وبين المسيحيين. انا هنا انبّه المسيحيين الى هذا الفخ الذي يراد منه إيجاد مشكلة بين الجيش اللبناني وبين الشيعة في لبنان، وليس بين
حزب الله ، بل مع الشيعة في لبنان، بين مكون اساسي في لبنان، حيث اخذتم القرار في
مجلس الوزراء من دون وجود هذا المكون الاساسي، والذي دفع اكبر ثمن للدفاع عن لبنان. تحرجونه وتأخذون القرار، وغير معتبرين أن هناك مكوناً. ماذا سنقول لكم؟ هل نقول لكم يعطيكم العافية؟ أو نقول تسلم اصابعكم التي مضت على هذا القرار؟ قرار الاعدام للطائفة الشيعية في لبنان. انتم اخذتم قرار الاعدام للطائفة الشيعية في لبنان. فماذا تنتظرون من الشيعة في لبنان؟ نحن ندافع عن لبنان، لأن المكون الشيعي في لبنان أحد ركائز وأحد أعمدة هذا المكون. اذا اردتم
القضاء على هذا الكيان لن يبقى حينئذ عامود في هذا البنيان وسيتخلخل كله، فماذا تفعلون ؟ هذا ليس لمصلحة أحد، هذا اعتداء على اللبنانيين جميعاً، هذا عدوان على كل اللبنانيين وعلى كل الطوائف
اللبنانية ".
واضاف: "نحن ندعو الشعب والطوائف اللبنانية العزيزة التي يعنينا أمرها كما يعنينا أمرنا، نحن لن نعيش بدونهم ولن يتكون وطن ولن يكون هناك وطن بدونهم، وبدوننا أيضاً لا يكون، وبدون أي مكون من هذه المكونات لن يكون هناك وطن أيضاً. نحن نريد من أهلنا وإخواننا وبقية المكونات الأخرى أن يدافعوا عن وطنهم وعن أنفسهم وعن مستقبل هذا البلد. هؤلاء يأخذون قرار إعدام لبنان فهل ترضون؟ أمريكا وإسرائيل والغرب لا يهمهم الا مصالحهم، ويوما ما عرض على إخواننا المسيحيين في لبنان أن يهجّروا إلى أستراليا وإلى أماكن أخرى وقالوا لهم: البواخر جاهزة في ميناء جونية. الرئيس الفرنسي ساركوزي قال لهم: كم عدد المسيحيين في المنطقة نحن نستوعبهم في ضواحي باريس. نحن نضنّ على اهلنا واخواننا جميعاً اللبنانيين لاننا نحترم الجميع ونريد البقاء على هذا العيش وعلى هذه الثروة وعلى هذا التنوع في لبنان، كما قال الامام السيد موسى الصدر: "الطوائف في لبنان ثروة يجب الحفاظ عليها". لبنان كما قال البابا الراحل "رسالة"، ونحن نقول: أن لبنان منبر حضاري يجتمع فيه أعظم ديانتين في هذا العالم، المسيحيون والمسلمون، ليعطوا نموذجا راقيا من التعاطي والتعامل والتعايش بين المسيحية والإسلام في بناء وطن نموذجي لهذا العالم. لذلك أقول: لننتبه الآن قبل وقوع الكارثة التي تصنعونها أنتم وليس المقاومة حينما تعلنون الحرب على المقاومة وتهاجمونها ،وتعدون الجيش لينزع سلاح المقاومة ولا تسألون لا عن نواب الشيعة ولا عن وزراء الشيعة. لبنان بلد توافقي، وعندما تريدون يكون توافقيا، وعندما لا تريدون لا يكون توافقياً. تداركوا الأمور قبل أن نذهب إلى حيث لا نريد، بل سنحارب من أجل ألا تحدث فتنة في البلد. سنواجه هذا كما واجهنا في السابق ومنعنا أولئك الذين يصنعون الأفخاخ والفتن بين الطوائف ودفعنا الثمن، ولكن لم ننجر للفتنة. أسأل الله للمسؤولين الوعي أن يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية وأن لا يبيعوا وطنهم نتيجة الضغوط التي يتلقونها من الخارج.. لا تخافوا من التهديدات
الإسرائيلية ، والله أن هؤلاء لا يستطيعون أن يغيروا الأقدار، تغيير الأقدار هي لله سبحانه وتعالى، انصروا أنفسكم وقضيتكم وسينصركم الله وستتغلبون على كل هذه المشاكل وعلى كل هذه المخاوف، الخوف هو أول الهزائم، حينما تخافون تهزمون وأول هزيمة هي التوقيع على القرارات. السلام عليك سيدي ومولاك يا أبا عبد الله، يا حسين
بن علي يا سيد الشهداء. السلام عليك وعلى أبنائك وعلى أنصارك والمستشهدين بين يديك، السلام عليك وعلى السائرين على هذا النهج، السلام عليك وعلى أبنائك وعلى أنصارك. هذه القافلة السائرة من اول الزمان الى اخر الزمان، قافلة الشهداء على طريق مناهج الله سبحانه وتعالى ورسله وعلى طريق ابي عبد الله الحسين سلام الله عليه، أعظم الله اجوركم وبارك الله لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".