نعت "السرايا اللبنانيّة لمقاومة
الاحتلال
الإسرائيلي "، الفنان الكبير الراحل
زياد الرحباني .
واستهلّت السرايا بيانها بمقولة لزياد: "ما فيك تبني بلد وإسرائيل عالباب وما فيك تعمل عدالة وحرية وهني بخلوك تختار بين أمنك وبين كرامتك". وأضافت: "بهذه الكلمات أقفل زياد باب التأويلات لمفاهيم عدة ورحل. وبفقده تتقدّم السرايا اللبنانيّة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي بأحر التعازي لكل أبناء الوطن برحيل قامة استثنائية رسمت معانيَ لوطن مجروح، وبصورة خاصة لعائلة الراحل وكل المحبين له ولسيرته المقاوِمة، فقد انكسر وتر من أوتار الوطن، وغاب صوت كان يصدح للناس، ويعزف للكرامة، ويكتب للمقهورين".
وتابعت: "نجد في زياد الموقف والثبات والعنفوان والمقاومة وإن اختلفت السبل، لأن زياد لم يكن فنانًا فقط بل صرخة مدوية في وجه التواطؤ، وقبضة موسيقية تهز الجبناء. كان ابن الارض التي لا تنحني، وحفيد
الثورة التي لا تنام، وصوت
بيروت حين تهمس (ما خلصت القصة بعد). ولأنه مقاوم لم يهرب من الوجع، بل حمله على المسرح، أضحكنا كي لا نبكي على أوجاعنا وأبكانا في كل فرحة انتصار".
وأكدت السرايا اللبنانيّة لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي، أنها تفتقد مقاومة زياد بالفن، كما هي تقاوم بالسلاح والموقف. التلاقي مع زياد باقٍ في كل جبهة كرامة، وفي كل لحن حر، حيثما أنشد لفلسطين، وكتب للكادحين دون أقنعة، ووقف ضد الطائفية في زمن كان الصمت فيه سيد الكلام. زياد لم يهادن ولم يساوم، ورحيله خسارة لصوت لا يعوض، وفكر لم ينعس، وثورة ثقافية ترفض الطائفية والاستبداد".
وختم البيان بالقول: "نعزي أنفسنا برحيله في زمن الضجيج حيث الفيلم الأميركي
الطويل لا زال جاثماً على صدر الوطن، وزياد في زمن الركوع بقي واقفاً. تحية له ولأنامله المتمردة وعبقريته المتجذرة كأرز
لبنان ، وكل الثقة أن غيابه ليس صمتاً بل بداية عزف جديد في ذاكرة
المقاومة ".