آخر الأخبار

زياد لم يُكرَّم... إلا اليوم

شارك

زياد الرحباني ، الاسم الذي لم يكن مجرّد فنان، بل ظاهرة فكرية، موسيقية، إنسانية. عبقري لا يشبه أحد، مثقّف سابق لعصره، فنان بنبض الناس، صوت للوجع، للتمرّد، للحبّ، وللوطن كما لم نعرفه من قبل.

ومع رحيله، خسر لبنان أيقونة من بيت الرحباني ، وكنزًا لا يتكرر. رحل من ملأ أرواحنا فناً، ومن قال ما لم يجرؤ أحد على قوله. ورغم كل ما قدّم، لم تُكرّمه الدولة يومًا، لم تمنحه لحظة امتنان واحدة، وكأن من يشبه زياد يُكافَأ بالتجاهل.

اليوم فقط، وفي وداعه، بدا وكأنه يُكرَّم أخيرًا. بالحشود التي احتشدت عند كنيسة رقاد السيدة العذراء في بكفيا ، بالمحبة التي سارت خلفه من مستشفى الخوري في الحمرا حتى مثواه، بالدموع التي لم تُذرف فقط حزناً، بل خجلاً أيضاً، لأننا لم نعرف قيمته كما يجب.

كُرّم بكلماته التي ردّدها الناس، بأمه العظيمة فيروز الحاضرة في وداعه، بأمةٍ بكاملها توحّدت على خسارته، بعد أن فرّقها كل شيء.

ونسأل الدولة: لماذا لا يُكرَّم العظماء في حياتهم؟ لماذا يُتركون في الظلّ، كأنّ ما قدّموه لا يستحق التفاتة؟ هل تُفلس ميزانية الوطن إذا خصّصت لحظة احترام ودرع تكريم لفنان حمل الوطن في كلماته وألحانه؟ لا يريدون مالًا، بل اعترافًا يليق بمسيرتهم.

زياد لم يكن بحاجة إلى وسام، بل إلى كلمة صادقة، إلى تقدير من وطن يعرف كيف يحتضن مبدعيه. لكن، للأسف، لم يُكرَّم إلا حين صار بعيدًا، بعيدًا جدًا.

فيا دولة لبنان ، أما آن لك أن تستيقظي من غفلتك الطويلة تجاه الثقافة وأهلها؟ أما آن أن يُقال "شكرًا" في وقتها، لا بعد فوات الأوان؟

وهل ستتجرأين أخيرًا على تكريم زياد، بعد رحيله؟
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

الأكثر تداولا اسرائيل دونالد ترامب حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا