مع التطور المتسارع لوسائل التواصل الاجتماعي، برز تطبيق "تيك توك" كوسيلة ترويجية ذات فعالية غير مسبوقة، خاصة في مجال الطعام والمطاعم. ويطرح هذا الواقع تساؤلات حول طبيعة التأثير الذي تمارسه المنصة على المستهلكين.
أشارت صانعة المحتوى زيزي
حمادة ، إلى الدور الكبير الذي تؤديه منصة "تيك توك" في ترويج المطاعم.
وقالت إن "في إحدى المرات قمت بتصوير فيديو بسيط في مطعم صغير، وفي اليوم التالي تواصل معي صاحبه مصدوماً من تدفق الزبائن الى المطعم بشكل غير مسبوق. لم يكن يعلم حتى أنني نشرت الفيديو".
وأوضحت أن "المطاعم باتت تتواصل معها ومع غيرها من صانعي المحتوى بشكل مباشر، بهدف نشر فيديوهات ترويجية قصيرة".
وأضافت أن "الجمهور يتفاعل مع المحتوى العفوي أكثر من الإعلانات الرسمية، وكلما كان الفيديو حقيقياً وبسيطاً، زاد تأثيره".
وقال صاحب مطعم سمك انتشر اسمه على تيك توك خلال أيام، : “في البداية كنا نعمل بشكل طبيعي، وفجأة لاحظنا تزايد عدد الزبائن بشكل غير مسبوق. وعندما سألناهم عن السبب، قالوا إنهم شاهدوا فيديو عن المطعم على تيك توك”.
أضاف: “صحيح أن الشهرة مفيدة، لكنها تفرض مسؤولية كبيرة، إذ علينا الحفاظ على الجودة وتلبية الطلب الكبير، وهذا ليس سهلًا دائمًا”.
وتقول الأخصائية النفسية رنا عثمان "إن عقل الإنسان يستجيب للمؤثرات البصرية والصوتية بسرعة عالية. وعندما يرى شخصًا يبدو سعيدًا ويستمتع بالطعام في فيديو قصير، يخلق ذلك نوعًا من الرغبة والتشويق لدى المشاهد، وهو ما يسمى تأثير العدوى العاطفية”.
وتشير إلى أن شعور “الخوف من تفويت التجرب، يجعل الكثير من الناس يسارعون إلى زيارة المطاعم التي تظهر على تيك توك، حتى لو لم يكونوا يخططون لذلك مسبقًا".
وتحذّر من الاعتماد المفرط على ترندات الأكل، قائلة: “
الترند مؤقت، لكن العادات تبقى. من المهم التوازن بين التجربة والمتعة، والصحة والوعي الغذائي”.