آخر الأخبار

أين المسيحيون؟

شارك
تطرح أسئلة كثيرة عن مستقبل لبنان والدور المسيحي فيه، خصوصًا بعد إثارة موضوع الأقليات وما رافق الاشتباكات في الساحل السوري والسويداء.
وكتب الان سركيس في" نداء الوطن": تضرب الأزمة الجميع، لكنّ وضع المكوّن المسيحي قد يكون أفضل من سواه، الأنوار عادت إلى قصر بعبدا ، الأغلبية المسيحية تشارك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الحكم، ويقترب خطّ اليمين المسيحي الذي ناضل من أجل سيادة لبنان واستقلاله وبناء الدولة التي تمتلك وحدها حصرية السلاح، من تحقيق انتصار تاريخي بعد طول معاناة.

لا يمكن الحديث عن تغييب المسيحيين عن رسم خريطة المنطقة، فالمكوّن المسيحي اختار الحضور من خلال الدولة اللبنانية ، بينما من ينتابه الخوف هو الجزء الأكبر من المكوّن الشيعي الذي لا يزال يربط مصيره بمصير طهران ، ويُصرّ على الاحتفاظ بسلاحه غير الشرعي ويسعى لإعادة ترميم "الدويلة" على حساب الدولة.

يحضر المسيحي في قلب اللعبة بقوّة من خلال رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان بعد تعيين كريم سعيد حاكمًا للمصرف المركزي، خصوصًا أنّ البعض كان قدّ روّج لتمسّك الشيعة بهذا المنصب مثلما فعلوا في الأمن العام. وكذلك تشكّل التعيينات فرصة لعودة المسيحيين إلى الدولة. وعلى الصعيد السياسي، يشارك المسيحي في القرار من خلال أحزابه السيادية وقواه التي دخلت إلى الحكومة الجديدة بحجم وازن، وبدأت مسار التغيير في سياسة لبنان، ويترجم هذا الأمر بشكل واضح في وزارة الخارجية التي عادت إلى الحضن السيادي للمرّة الأولى منذ 35 عامًا.

لا يستطيع المكوّن المسيحي "النق" كثيرًا على الوضع العام، فهو أصبح داخل اللعبة، ووضعه محصّن إلى حدّ ما، وخياراته السياسية السياديّة تنتصر، وإذا حصل أي خلل فقد يكون من خلال تقصير بعض الأشخاص الذين يتولّون مسؤوليات عامة، وهذا الأمر يحتمّ على أي مسؤول مسيحي في الدولة أن يكون على حجم المرحلة والتحدّيات التي تواجهها.

تتجه المنطقة إلى خريطة سياسية قرأها معظم القادة ، ويتوجّب على المكوّن المسيحي الأخذ بها ولا يمكنه النوم "ع حرير"، وإذا كانت بعض القوى المسيحية تتمسّك بانتماءاتها السابقة وتوالي أنظمة ومحاور تنهار، فتقع المسؤولية على عاتق الشعب المسيحي الذي عليه رفض تلك السياسات والتي قد تعزل المسيحيين واللبنانيين عن أوروبا والعالم وتجعله أسير نظام ومحور انتهى، لذلك سيكون التعبير الأكبر عن الواقع الجديد في الانتخابات النيابية المقبلة.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا