دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى إلى تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، ووقف الهجمات على القرى الدرزية، محذرًا من خطابات النفير والتعبئة، ومؤكدًا أن "الانتصار للسلام والتهدئة أهم بكثير من الانتصار للحرب".
جاء ذلك خلال موقف العزاء الذي أقامته مشيخة العقل في خلوات جرنايا - كفرحيم، تكريمًا لشهداء السويداء، بحضور حشد من المشايخ والقيادات، على رأسهم
النائب تيمور جنبلاط والرئيس السابق للحزب التقدمي
الاشتراكي وليد جنبلاط ، الوزير السابق وئام وهاب، وشخصيات روحية وسياسية وحزبية.
وشدد أبي المنى على ضرورة تحمّل الدولة
السورية مسؤولياتها في حماية الطريق بين
دمشق والسويداء، وتأمين المستلزمات الطبية والغذائية، والعمل الجدي على تبادل الأسرى ومعالجة الجرحى، تمهيدًا لحوار حول اندماج
الدروز في
مؤسسات الدولة السورية.
وتابع شيخ العقل: "أشعر اليومَ وكأنني في قلب كلِّ واحدٍ منكم، بما ينبضُ به من غيرةٍ وحميّةٍ وعنفوان، وفي عقلِ كل شيخٍ من شيوخنا الأجلَّاء وقادة الرأي وزعماء العشيرة المعروفية الإسلامية التوحيدية، بما يوحي به من واقعيّةٍ وإدراكٍ لأهمية الخطاب العقلاني الجامع في هذه اللحظة الدقيقة المصيرية من تاريخ طائفتنا والمنطقة. أشعرُ بكل ما به تشعرون، وأفكّر بكل ما به تفكِّرون، لذلك أختارُ أن يكون كلامي للتهدئة، لا للتعبئة، فليس منَّا من هو أكثرُ غيرةً من الآخر عندما يتعلّق الأمرُ بالكرامة والوجود، ونحن ووليد بك
جنبلاط لا نَكِلُّ عن المتابعة والعمل دونما توانٍ، وهو القائد الواسع المدى والبعيد الرؤيا والأجدرُ والأقدرُ على التواصل والضغط والمتابعة حيث يجب، نخاطب العالم ونتابع الموضوع، كلٌّ على طريقته وتحت سقف التفاهم العام ووحدة الموقف، وغيرُنا لا يقصِّرُ بما يراه مناسباً ومفيداً، لكن علينا جميعاً أن نُدركَ أنَّ الانتصارَ للسلام والتهدئة أهمٌُ من الانتصار للحرب والتعبئة، والتبصُّرَ بالأمور يقضي بأن نصونَ جبلنا وأن نحافظ على أهلِنا بالموقف الواقعي الصلب وبالمعالجة الحكيمة والمواجهة الموحَّدة. لذلك نقول ما قلناه في بياننا الصادر عن الاجتماع الموسَّع للمجلس المذهبي منذ يومين، وما كرّرناه ونكرّره من مطالبَ محقّة وخطواتٍ لا بدَّ منها أولاً بأول".
ورفض شيخ العقل أي دعوات للفتنة أو التعدي على العمال السوريين، داعيًا إلى ضبط الخطاب الإعلامي والتمسك بلغة العقل، والتصدي للتحريض الطائفي، معتبراً أن الدروز لن يقبلوا بالذل، لكنهم يرفضون التطرف أيضًا.
وكان أبي المنى شارك صباحًا في موقف مماثل في مقام الأمير السيد عبدالله التنوخي في عبيه، حيث أكد المشاركون تضامنهم مع أبناء السويداء في مواجهة الحرب القائمة.