آخر الأخبار

Google Mapsحين يتحوّل الدليل إلى خطر

شارك
في عصر التكنولوجيا والهواتف الذكية، أصبحت تطبيقات الملاحة الرقمية مثل “Google Maps” من الوسائل الأساسية التي يعتمد عليها الملايين لتحديد وجهاتهم والوصول إلى أماكنهم بدقة وسرعة. ومع أن هذه التطبيقات قد سهّلت حياة كثيرين، إلا أن الاعتماد الكلّي عليها دون تفكير أو تحقق قد يؤدي إلى مواقف خطيرة، بل وكارثية أحيانًا.
فهل يمكن لخريطة إلكترونية أن تغني عن سؤال المارّة أو الاستعانة بأصحاب الخبرة؟ أم أن الثقة الزائدة بها قد تضعنا في مواقف لا تُحمد عقباها؟
يقول فادي، شاب في الثلاثين من عمره، إنه قرر في أحد أيام الصيف أن يذهب في نزهة إلى منطقة جبلية مع أصدقائه، لكنه لم يكن يعرف الطريق إليها. فاستعان بتطبيق “Google Maps”، واعتقد أنه بذلك قد حلّ كل المشكلة.
وأكد فادي بأن "كل شيء كان يبدو طبيعيًا في البداية، لكن التطبيق دلّني على طريق فرعي ضيق لا يُشبه أي طريق سياحي. بعد عدة كيلومترات، بدأت الصخور تظهر في منتصف الطريق، ولم يعد هناك مجال للعودة أو حتى الدوران بسهولة".
وأشار الى أن "بينما كانت الإشارة الهاتفية تنقطع، ازدادت صعوبة القيادة، وبدأ الظلام يحلّ. شعرتُ أنني دخلت فخًا، وكل ذلك لأنني لم أفكر في التحقق من الطريق مسبقًا، ولم أسأل أحدًا عن الطريق الأفضل".
وقال "لحسن الحظ، تمكّنت من العودة بعد معاناة، لكن التجربة كانت كافية لتجعلني أعيد التفكير في الاعتماد الكامل على التطبيقات".
على الجانب الآخر ، قال أبو كنعان ، رجل خمسيني من الجنوب، يمتلك خبرة طويلة في التنقل بين المدن والقرى اللبنانية ، "لا أستخدم Google Maps ، ولا أحتاج إليه، أنا أعرف طرق لبنان كما أعرف راحة يدي".
يرى أبو كنعان أن الاعتماد على الخريطة الرقمية وحدها أمرٌ غير منطقي، ويقول: “الخريطة لا تشعر بالخطر، ولا تعرف أن الطريق قد أغلق بسبب انهيار أو صيانة. أما السائق الواعي، فيسأل ويتحرّى قبل أن ينطلق".
ويضيف "من الأفضل أن تسأل أحد أهل المنطقة، بدلاً من أن تثق بخريطة قد تضعك في موقف لا تُحسد عليه".
في حديث مع المهندس جاد بطحيش، وهو مهندس برمجيات متخصص في تطوير تطبيقات الهاتف، أوضح لنا رؤيته حول الاعتماد على Google Maps.
يقول المهندس جاد: “Google Maps من أقوى التطبيقات في العالم من حيث تغطية الطرق والسرعة في التوجيه، لكنه في النهاية يبقى نظامًا يعتمد على بيانات، وهذه البيانات قد تكون ناقصة أو غير محدّثة في بعض المناطق".
عندما سألناه عن أهم الإيجابيات، أجاب: "الإيجابيات كثيرة. التطبيق يعطي تقديرًا دقيقًا للوقت، يعرض خيارات متعددة للطريق، ويُظهر الازدحام المروري لحظة بلحظة. كما أنه مفيد جدًا في المدن الكبرى أو أثناء السفر".
أما عن السلبيات والمخاطر، فقد أشار إلى عدة نقاط: "المشكلة تبدأ عندما يثق المستخدم بالتطبيق ثقة عمياء. في بعض الأحيان، يوجهك إلى طرق مختصرة غير مناسبة للسيارات، أو إلى طرق مغلقة أو غير آمنة. كما أن بعض التحديثات قد تتأخر، مما يجعل الخريطة غير متوافقة مع الواقع".
وختم حديثه بنصيحة واضحة: "Google Maps أداة ذكية، لكن استخدامها يجب أن يكون بعقل. دائمًا أنصح المستخدمين أن يتحققوا من الطريق، وأن يستخدموا المنطق والخبرة إلى جانب التطبيق. وفي حال الشك، لا تتردد في سؤال الناس".
لا شك أن تطبيقات الملاحة الرقمية مثل Google Maps قد غيّرت طريقة تنقّلنا وسهّلت علينا الكثير من العقبات، لكنها تظلّ أداة، لا يمكن الركون إليها دائمًا دون تدقيق أو تمعّن.
فالطريق ليس مجرد خطّ مرسوم على الشاشة، بل هو واقع مليء بالمفاجآت والتغيرات. لهذا، يُنصح دائمًا بالتحقّق من الطرق مسبقًا، والاستعانة بخبرة من يعرف المنطقة، وعدم التردد في السؤال.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا