آخر الأخبار

هل يرفض حزب الله حقاً تسليم سلاحه؟

شارك
اصطدمت المساعي الرسميّة اللبنانيّة بنزع كافة السلاح غير الشرعيّ، بتجديد الأمين العام لـ" حزب الله " الشيخ نعيم قاسم موقفه الرافض بالتخلّي عن ترسانة "المُقاومة" العسكريّة، بالتوازي مع الزيارة التي قام بها توم برّاك إلى لبنان . وذهب الأمر ببعض نواب ومسؤولي "الحزب"، إلى الطلب من المبعوث الأميركيّ من خلال تصريحاتهم، دفع إسرائيل إلى الإنسحاب من المناطق المحتلّة الجنوبيّة، ووقف الإعتداءات اليوميّة، عوضاً عن مُمارسة الضغوط على اللبنانيين من أجل تسليم السلاح.

وحتّى الآن، هناك نظريتان لما يقوم به "حزب الله"، الأولى هي عدم رغبته في تسليم سلاحه بأيّ شكلٍ من الأشكال، وخصوصاً بعد الحرب الإسرائيليّة – الأميركيّة على إيران ، وحاجة طهران لكافة الفصائل المُواليّة لها من أجل مُساندتها في أيّ مُواجهة مستقبليّة مع تل أبيب وواشنطن. ويعني هذا الأمر، أنّ النظام الإيرانيّ قد يكون اتّخذ قراراً بإعادة تنظيم صفوف أذرعه في الشرق الأوسط ، بمن فيهم "حزب الله"، الذي أمسى قادراً على إنتاج الصواريخ والمسيّرات في لبنان.

أمّا السيناريو الثاني، فهو إدّعاء "حزب الله" بتشدّده في موقفه الرافض بالتخلّي عن سلاحه، بهدف الحصول على ضمانات أمنيّة وسياسيّة أميركيّة، في مقابل المُوافقة على تسليم السلاح للجيش. ويبدو هذا الأمر واردا بقوّة، لأنّ هناك توافقاً في الورقة اللبنانيّة بين الرؤساء جوزاف عون ونبيه برّي ونواف سلام، بشأن حصر كافة العتاد العسكريّ وقرار الحرب والسلم بيدّ الدولة فقط، وهو ما أراح برّاك عند استلامه الردّ اللبنانيّ.

وفي هذا السياق، فإنّ الشيخ قاسم و"حزب الله"، كلّفا الرئيس برّي منذ بدء التفاوض بوقف إطلاق النار، بقيادة المُحادثات باسم "الحزب" مع الجهّات الدوليّة الضامنة لهذا الإتّفاق، إضافة إلى الجهود الدبلوماسيّة المُتعلّقة بوقف الإعتداءات الإسرائيليّة. وحاليّاً، هناك تنسيق كبير بين عين التينة وحارة حريك في موضوع نزع السلاح، لتجنيب البلاد أيّ حربٍ جديدة من قبل العدوّ الإسرائيليّ.

وبحسب مصادر مُواكبة للردّ اللبنانيّ على الورقة الأميركيّة، فإنّ "حزب الله" يعتبر برّي "الأخ الأكبر" له، وهذا ردّده الشيخ قاسم في العديد من المنُاسبات، أيّ أنّ "الحزب" يُنسّق مع رئيس مجلس النواب، ويُوافق على ما يُقرّره بعد التشاور بينهما. وتُضيف المصادر أنّ جواب رئيس كتلة "التنميّة والتحرير" ضمن الورقة اللبنانيّة قد يكون بالفعل ردّ حارة حريك على واشنطن ، حتّى ولو لم تقمّ بتسليم جوابها الرسميّ على مطالب برّاك إلى رئاسة الجمهوريّة.

وترى المصادر أنّ "حزب الله" يتمسّك بسلاحه من أجل الحصول على مقابلٍ، لأنّه لا يزال يمتلك صواريخ وأسلحة كثيرة، لم تستطع إسرائيل تدميرها خلال الحرب، وتبيّن أنّه فقط بالأطر الدبلوماسيّة، تستطيع واشنطن تجريد "الحزب" من ترسانته التي تُهدّد أمن الإسرائيليين.

كذلك، تربط مصادر معنيّة بالشأن العسكريّ موعد تسليم "حزب الله" لسلاحه، بنجاح المُفاوضات الأميركيّة – الإيرانيّة، لأنّها ستشمل "الحزب" في لبنان، والحوثيين في اليمن، والفصائل في العراق ، لوضع حدٍّ للنزاعات والحروب والتوتّرات في الشرق الأوسط، واستئناف التطبيع مع إسرائيل، الذي يبدو أنّه بدأ بين دمشق وتل أبيب، وتنوي الولايات المتّحدة ضمّ بيروت إلى "اتّفاقيات ابراهيم "، وعدم تضييع الفرصة عليها من أجل اللحاق بقطار السلام، بهدف إنماء البلاد واستقرارها إقتصاديّاً وأمنيّاً.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا