آخر الأخبار

بعد الحرب الإيرانيّة – الإسرائيليّة... حان الوقت لتسليم السلاح

شارك
زادت الضغوط الخارجيّة على لبنان بعد الحرب الإيرانيّة – الإسرائيليّة، من أجل نزع سلاح " حزب الله "، وسط ترقّب الردّ اللبنانيّ الرسميّ على ورقة المبعوث الأميركيّ توم براك، وإعلان أمين عام "الحزب" الشيخ نعيم قاسم أنّ "المُقاومة" لن تقوم بتسليم سلاحها وترفض "الإستسلام للعدوّ".

وبعد تشدّد "حزب الله" أكثر في موضوع سلاحه، عاد الحديث عن التهديد بعملٍ عسكريّ للقضاء على "الحزب" بالقوّة، بينما لم تتلقَ حارة حريك حتّى اللحظة، ضمانات بانسحاب إسرائيل من الأراضيّ الجنوبيّة المحتلّة، ولا بترسيم الحدود البريّة، وخصوصاً وأنّ هناك إختلافات جوهريّة بين لبنان وإسرائيل بشأن العديد من النقاط المتنازع عليها.

وفي الوقت الذي تُشير فيه مصادر دبلوماسيّة لـ" لبنان 24 "، إلى أنّ "الدولة اللبنانيّة وحدها مسؤولة عن التفاوض والمُطالبة بأراضيها المحتلّة"، تقول أيضاً إنّ "الهدف من بقاء سلاح "حزب الله" انتهى بعد حرب الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل".

فلا يُخفى على أحد أنّ ترسانة المُقاومة الصاروخيّة في لبنان كانت في الأساس لحماية أمن إيران وبرنامجها النوويّ، بينما عمدت الولايات المتّحدة الأميركيّة إلى ضرب المنشآت النوويّة، وأعلنت عن تدميرها ووضع حدٍّ لطموحات طهران بامتلاك سلاح ذريّ. كذلك، لم يقمّ "الحزب" بإقحام البلاد في الموُاجهة الإيرانيّة مع تل أبيب، علماً أنّه "أسند غزة" على الرغم من أنّ " حماس " تُعتبر فقط طرفاً في "محور المُقاومة" وليس راعيته.

أما في الداخل اللبنانيّ، فيُؤخذ على "حزب الله" أنّه لم يحمِ اللبنانيين، لأنّه أقحم البلاد في حرب غزة، وجلب الدمار والقتل إلى البلدات الجنوبيّة والبقاعيّة، وغيرها من المناطق في الضاحية الجنوبيّة وفي الشوف وكسروان وجبيل وزغرتا. فارتفعت الأصوات المُطالبة بنزع سلاحه، وخسر حلفاءه الذين كانوا داعمين لـ"المُقاومة"، ومنهم "التيّار الوطنيّ الحرّ" والحزب "التقدميّ الإشتراكيّ"، اللذين باتا يُناديان بضرورة تسليم السلاح غير الشرعيّ للجيش، خوفاً من تجدّد الحرب.

وتُعلّق مصادر سياسيّة على إعلان الشيخ نعيم قاسم أنّ "الحزب" لن "يستسلم" للشروط الإسرائيليّة والأميركيّة، وتقول إنّه "لو وافق "حزب الله" على تسليم سلاحه، فإنّ الجيش هو من سيحتفظ بهذا العتاد، ليس إسرائيل ولا الولايات المتّحدة. وتُشير إلى أنّ "هذا الأمر لا يعني إستسلاماً للإملاءات الخارجيّة، وإنّما تحصيناً لأمن اللبنانيين ولتلافي أيّ حربٍ مُقبلة قد يتسبّب بها بقاء السلاح بيدّ الفصائل المُواليّة لإيران".

وبعد 7 تشرين الأوّل 2023، وصولاً إلى الحرب الإيرانيّة – الإسرائيليّة، لم يعدّ "محور المُقاومة" قادراً على الدخول في حربٍ جديدة مع إسرائيل، بعدما تلقى ضربات قويّة في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن، ونقلت تل أبيب وواشنطن المعارك إلى قلب إيران، بعدما كانت الأخيرة تتّكل على أذرعها في المنطقة للدفاع عنها وعن مشاريعها التوسعيّة والنوويّة.

وأمام التغيير الكبير الذي يشهده الشرق الأوسط ، فإنّ لا قدرة لدى "حزب الله" على الوقوف ضدّ دونالد ترامب وطموحات بنيامين نتنياهو، لذا، أمسى من الضروريّ أنّ يُواكب ما يجري في المنطقة من تبدلات سياسيّة وعسكريّة، ويُسلّم سلاحه للدولة والجيش كيّ يُجنّب البلاد أيّ مُغامرة متهوّرة، لأنّ ما حصل بعد عمليّة تفجير أجهزة "البيجر" لم يكن محسوباً أبداً لدى قيادة "الحزب"، وكلّف اللبنانيين خسائر فادحة في الإقتصاد والبنى التحتيّة.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا