آخر الأخبار

مفاوضات على الارض أو حول الطاولة؟

شارك
كتب ناصيف حتي في" النهار": في اليوم التاسع بعد بدء الحرب الإسرائيلية على إيران ، التغير في "قواعد اللعبة" هو الأهم من حيث تطورات هذه الحرب التي لا تزال حتى الآن محصورة في المكان (إيران وإسرائيل)، لكنها مفتوحة في الزمان.
الهدف الأميركي-الإسرائيلي المشترك، رغم احتمال اختلاف الطرق للوصول إليه، هو منع إيران من امتلاك أي قدرات نووية، حتى ولو كانت مدنية.
لكن واشنطن ، ومعها إسرائيل ، تدركان أنه لا يمكن فعلياً نزع العامل النووي من إيران بالكامل بالقوة، خاصة بعد التقدم الذي حققته على مدى سنوات، وكون هذا المشروع يحظى بدعم وطني واسع بغض النظر عن المواقف من النظام القائم.
توجه واشنطن رسائل إلى طهران مفادها أنها لا تهدف إلى إسقاط النظام، بل إلى تغيير سلوكياته وسياساته في المنطقة، وهو ما يُفترض أن يفتح الباب مجدداً للتفاوض. الهجوم الجوي الأميركي على إيران يندرج ضمن استراتيجية واشنطن التي تقوم على التفاوض من موقع القوة لتقوية موقعها التفاوضي على الطاولة، الأمر الذي ترفضه إيران، وتصرّ على ضرورة وقف القتال كلياً قبل العودة إلى أي مفاوضات.
الخوف الأكبر هو من استمرار الحرب المفتوحة زمنياً في ظل هذه المعادلة، والانزلاق نحو مواجهة أميركية–إيرانية، نتيجة خطأ في الحساب أو من خلال رسائل نارية إيرانية عبر ضربات محدودة لأهداف أميركية في المنطقة. مثل هذا التصعيد قد يؤدي إلى حرب مفتوحة في الجغرافيا، ولو تدريجياً، ويزيد من تعقيد إمكانية وقف الحرب والعودة إلى التفاوض.
الاجتماع الأوروبي– الإيراني الذي عقد في جنيف يوم الجمعة، لم يسفر عن النتائج المرجوة. جاء ذلك رغم أن إيران لا تُخفي مصلحتها في تعزيز الحوار مع القوى الأوروبية الرئيسية الثلاث، ومع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي ، وذلك لأهداف تتجاوز القضية النووية.
الحليف الإسرائيلي سيفعل كل ما بوسعه لمنع وقف النار والعودة إلى المفاوضات، وهي مفاوضات لا تحظى برضى إسرائيلي، رغم وجود خلافات أساسية بين الطرفين الأميركي والإسرائيلي.
كل يوم تأخير في العودة إلى طاولة المفاوضات بعد وقف النار، أياً كانت الصيغة والأطراف المشاركة لتسهيل العملية، سيؤدي إلى المزيد من التعقيدات والمخاطر التي ستمتد آثارها إلى المنطقة. وحدها واشنطن قادرة على فرض وقف إطلاق النار على إسرائيل، فهل تفعل؟ ومتى؟ الإجابة عن هذا السؤال ستحدد إلى حد كبير طبيعة العمل المقبلة ومنحى التطورات في الإقليم.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا