لبنان والمنطقة والعالم ينتظرون نتائج المواجهة
الإيرانية الاسرائيلية وقرار الرئيس
الاميركي
ترامب الدخول المباشر في الحرب او الاكتفاء بالدعم اللوجيستي الحالي لاسرائيل في حربها ضد
ايران .
اما داخليا فقد تجمّد البحث في الملفات الأساسية من سلاح
حزب الله الى السلاح الفلسطيني حتى انقشاع صورة المشهد
الإيراني الاسرائيلي.
وكتبت" النهار": شكل التناقض العلني الذي برز مساء الخميس الماضي بين موقفي طرفي الثنائي الشيعي الرئيس
نبيه بري والأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم تطورا لافتا أطلق العنان للكثير من التفسيرات ولو أن الطرفين حاولا التقليل منه بنفي أي تضارب او تناقض بينهما. حتى أن بعض الأوساط ذهب إلى ترجيح أن يكون الرئيس
بري تعمد الجزم مسبقا بنفي أي تورط للحزب في الحرب على سبيل ممارسة ضغط غير مسبوق من جانب بري كشريك وحليف أساسي للحزب منعا لانجرار الحزب مجددا إلى تورط من شأنه هذه المرة أن يشكل الخطر الأقصى خطورة على الطائفة ولبنان كلا.
ومع أن الحزب لم يصدر أي توضيح حيال هذه المسالة بما عزز وجهة النظر الذي تعتقد أن مسارعة الشيخ نعيم قاسم إلى التلويح بعمل ما في مرحلة معينة كان للإيحاء بان الحزب وحده يقرر موقفه من الرد او عدمه كورقة أساسية لا يزال يمتلكها غير ان الأوساط الوثيقة الصلة ببري شددت على نفي كل هذه التفسيرات وأكدت أن ما أعلنه بري وما أبلغه إلى الموفد الأميركي حول عدم التورط أبدا في الحرب هو المحور الجاد والجدي المتبع وتاليا فإنه موقف ثابت انطلاقا من التفويض الذي يمنحه حزب الله إلى الرئيس بري في التفاوض واتخاذ المواقف التي تعبر عن اتجاهات الثنائي.
وكان نقل أمس عن الرئيس بري استغرابه وصف البعض لكلام الشيخ نعيم قاسم كما لو أنه جاء ردّاً على كلامه. وأكد أن ما نُسب لبري بأن الحزب لن يشارك في الحرب هو "أكيد"، أما كلام قاسم فهو موقف مبدئي لا يمكن للحزب اتخاذ موقف غيره، لأنه بطبيعة الحال هو متضامن مع
إيران .
وكتبت" الاخبار":
بيروت تراقب عن كثب تداعيات العدوان الصهيوني على إيران، وسطَ مخاوف متصاعدة من أن تهرب
إسرائيل من مأزقها بتوجيه ضربة إلى لبنان، وفتح الجبهة مجدّداً. وتكثّفت الاتصالات الداخلية والدبلوماسية مع حزب الله، إذ عبّر البعض عن «الاستغراب» من كلام قاسم ومنهم مَن أبدى «قلقاً كبيراً من إمكانية انفجار الوضع»، لا سيّما وأنّ «البيان أتى بُعيد ما جرى تسريبه على قنوات عربية من أنّ حزب الله يتحضّر لفتح الجبهة مع إسرائيل، وأنه في حال دخول أميركا على خط المواجهة مع الكيان الصهيوني يعني أنّ حزب الله سيتحرّك».
من جانبه، يواصل حزب الله سياسة «الغموض» في هذه المرحلة التي يمرّ بها لبنان ارتباطاً بالحرب
الإسرائيلية على إيران، فلا يعطي جواباً عن احتمالات انخراطه في الحرب من عدمها. لكن ما يمكن الإشارة إليه هو أنّ موقف حزب الله الذي عبّر عنه الشيخ قاسم في كلامه الأخير، مرتبط بتطوّرين: الأول، التهديد الأميركي -
الإسرائيلي باغتيال المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، وهو مرجع ديني يتّبعه الملايين في أنحاء العالم الإسلامي، ويُعتبر كلامه فتوى ملزمة لمقلّديه، لذا أتى هذا الموقف في إطار التنبيه إلى خطورة إقدام إسرائيل وأميركا على تنفيذ تهديداتهما، لأنّ ذلك قد يُحدث زلزالاً في المنطقة.
أما التطور الثاني، فيتّصل بالكلام الأميركي عن إمكانية انخراط
الولايات المتحدة مباشرة في الحرب، وهو ما تحذّر منه جميع الدول لعلمها أنّ هذا الأمر سيؤدّي إلى فتح الباب أمام حرب شاملة لا تهدّد فقط إسرائيل وإيران بل كل دول المنطقة وحتى الدول الكبرى، كما سيعطي هذا التدخل شرعية لكل الأطراف للدخول في هذه المعركة والدفاع عن مصالحها.
وبالإضافة إلى الحرب بين إيران والعدو الإسرائيلي، ثمّة جانب داخلي لا بد وأنه استدعى هذا السقف، وهو الاعتداءات الصهيونية اليومية على لبنان وقتل المدنيّين.
ففيما تزداد وتيرة هذه الاعتداءات وتتحوّل إلى روتين يومي تتراجع مواقف الإدانة الرسمية، وكأنّ الدولة غير معنيّة بما يحصل وبالتالي فإنّ حزب الله معنيّ بعدم إظهار أي تراجع، ولو أنه أعطى الفرصة إلى الدولة للقيام بما هو مطلوب منها، علماً أنها تتلكّأ.
وكتبت" نداء الوطن": قالت مصادر نيابية بارزة إن خطورة كلام نعيم قاسم الأخير أنه موجه ضد خطاب القسم الرئاسي والبيان الوزاري. لكن الأخطر هو عجز الدولة عن تطمين اللبنانيين إلى استقرار البلاد مثلما هو عجز «الحزب» عن مواجهة إسرائيل.
أضافت المصادر، أن الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران ماضية إلى تصعيد وأن هناك ضربة كبرى بين ساعة وأخرى ستسبق طاولة المفاوضات. وما يثير القلق أن يقدم «حزب الله» بناء على قرار إيراني على عملية انتحارية يجر معه لبنان مجددًا إلى الانتحار. وتساءلت عن قدرة المسؤولين على توجيه إنذار إلى «الحزب» من مغبة انفراده مرة أخرى بقرار الحرب تحت طائلة مواجهته من الدولة نفسها؟».
واكدت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» الى ان تكرار موقف لبنان من الحياد عن التطورات الحاصلة في المنطقة جراء الصراع الإسرائيلي-الإيراني يدلل ان لا عودة عن هذا الموقف وجاء للتذكير به بمثابة رسالة يراد ان تصل الى الجميع.
كشفت المصادر نفسها انه ليس مستبعدا ان تحضر وفود خارجية الى بيروت في سياق استطلاع الأوضاع، وقالت انه وسط الانشغال المحلي بهذه التطورات فان الحكومة مررت مجموعة ملفات وستواصل العمل على بحث ملفات ملحَّة واقرارها.
ولفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن لبنان لن ينخرط في الحرب، لكن المنطقة برمّتها ستدخل في حالة توتر وفوضى بحال طال أمد الحرب الإسرائيلية الأميركية ودخلت الولايات المتحدة الأميركية مباشرة على خط الصراع، ما سيُلقي بتداعياته على كامل منطقة
الشرق الأوسط والخليج والممرات المائية وصولاً إلى البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وبالتالي لكون لبنان جزءاً من هذه المنطقة فلن يبقى بمأمن من دائرة الحرب ومن خطر العدوان والمشروع التوسعي الإسرائيلي.
بينما لفتت أوساط مطلعة على موقف المقاومة إلى أن حزب الله أحرص الأطراف على استقرار لبنان وحماية اللبنانيين من العدوان الإسرائيلي، لكن لا أحد يمكنه توقّع ما سيحدث في الأسابيع القليلة المقبلة مع تهديد الولايات المتحدة بدخول الحرب إلى جانب “إسرائيل” لإخضاع إيران، وبالتالي بحال نجح مشروع إضعاف الجمهورية الإسلامية في إيران وإخضاعها، فإن المنطقة برمّتها ستسقط في قبضة نتنياهو ومشروعه الشرق الأوسط الجديد، إضافة إلى أن الحزب غير معنيّ بتوجيه تطمينات للعدو الإسرائيلي.
ومساء أمس شارك رئيس الجمهورية جوزف عون وزوجته السيدة نعمة في احتفال أقيم في وسط بيروت بعنوان "بيروت نبض الحياة" لإطلاق ورشة تأهيل ساحة الشهداء وإنارة ساحة النجمة. أكد عون في كلمة القاها أن "إرادة الحياة أقوى من كل شيء ورسالتنا أن بيروت كانت وستبقى نبض الحياة". وقال: "نقف من قلب بيروت النابض من هذا المكان الذي يختزل تاريخ لبنان، لنشهد على فصل جديد من النهوض والإعمار". أضاف: "نعمل على بناء كل لبنان ونشكر كل مَن ساهم ودعم هذا العمل الوطني، وسيبقى لبنان واحة للسلام والحضارة في قلب الشرق الأوسط". ورداً على سؤال حول احتمال دخول لبنان بالحرب، قال عون: "ما في حرب... شو كلفة هالحرب؟".