كتب جان فغالي في" نداء الوطن": المعطى الجديد في هذه الحرب أن
إيران تقاتل من دون "ظهير إسنادي" (بحسب المصطلحات العسكرية)، فهي في الأساس خططت ليكون "
حزب الله " هو "الفرقة السبَّاقة" لإشغال
إسرائيل ، تماماً كما حركة "
حماس " وبعض الميليشيات
العراقية مثل "
كتائب حزب الله -
العراق " و"عصائب أهل الحق" التي زار قائدها قيس خزعلي
جنوب لبنان أكثر من مرة، بدعوة ورعاية من "حزب الله" وتوعَّد بمهاجمة إسرائيل ، و"كتائب الإمام علي" و"سرايا السلام"، وهي الأقل تطرفاً بين سابقاتها.
هذه "الفرق السبَّاقة" تعطَّلت قبل الساعة الصفر من "الواقعة الكبرى" بدليل أن لا جبهة فُتِحَت مع إسرائيل، لا من جنوب
لبنان ولا من غزة ولا من الميليشيات العراقية، وحتى المشاركة الحوثية لم تكن ذات فعالية.
وجدت إيران نفسها في عزلة، وهذا الوضع شبيه بوضع
ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية (ونهاية ألمانيا كانت الهزيمة أمام الحلفاء).
ومن عزلة إيران إلى "حزب الله" المعزول الذي أبلغ إلى مَن يعنيهم الأمر أنه لن يدخل المعركة.
الميليشيات العراقية، بدورها، نأت بنفسها عن المشاركة.
انطلاقاً من كل هذه المعطيات، يتأكد أن إسرائيل خططت لهذه الحرب فيما إيران استعاضت عن التخطيط بالاكتفاء بالرهان على أن
الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح لإسرائيل بشن الحرب، فتصرفت على هذا الأساس وبقيت تصعِّد كتغطية على موقفها، في المقابل باشرت إسرائيل العد العكسي لشن الحرب، وكان فجر الثالث عشر من حزيران بمثابة الساعة الصفر لانطلاق الحرب.
صوَّرت إسرائيل أنها تقاتل إيران، عن الجميع، لمنعها من إنتاج قنبلةٍ نووية تضع المنطقة على كف عفريت، فيما لم تنجح الجمهورية الإسلامية في الدفاع عن برنامجها
النووي ، وفي الأساس لا "يهضم" الغرب أن تمتلك إيران سلاحاً نووياً، وهو ما رفضه أيام الشاه، فكيف سيقبل به أيام الجمهورية الإسلامية التي شعارها "تصدير الثورة"، ولماذا لا يكون السلاح النووي منتَجاً للتصدير مع الثورة؟