عند كل استحقاق، يبرز التنسيق بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب
نبيه بري ، فمنذ انتخابه رئيسا للبلاد، كانت لافتة الزيارات التي قام بها الرئيس
بري الى قصر
بعبدا للقاء
الرئيس عون . صحيح ان ما من لقاءات دورية انما التواصل قائم في كل مرة تستدعي الأوضاع ذلك.
قيل في اكثر من مناسبة ان هناك علاقة مميزة تربط بين الرجلين وهي سائرة على هذا المنوال،ما ينعكس ايجابا
على حسن سير الملفات ووصولها الى خواتيمها المرجوة. وفي الواقع يحرص رئيس الجمهورية على علاقة متماسكة مع الجميع ويظهر ذلك من خلال لقاءاته المتنوعة.
ربما هي قاعدة رئاسية اراد الرئيس عون ارساءها طيلة فترة عهده، مركزا على العمل الجاد لترجمة ما ورد في خطاب القسم، واشراك المعنيين بورشة العمل في البلاد والدعوة هنا موجهة الى النواب والوزراء.
وفي تقدير مصادر سياسية مطلعة ان رئيس الجمهورية اراد منذ البداية المحافظة على علاقة ودية مع رئيس مجلس النواب ، كما ان الرئيس بري حيا في اكثر من مرة مواقف رئيس البلاد ، حتى انه في ملف السلاح لم يخالفه في المقاربة ، وتقول هذه المصادر ل ،"
لبنان ٢٤" ان الرئيس بري أبدى كل دعم لدوره، ومن هنا يحضر هذا التنسيق الدائم وهو ليس برسالة الى
رئيس مجلس الوزراء نواف سلام او تغييب لصلاحياته، وليس المقصود قيام تقارب على حساب احد ، بل هناك ملفات تتطلب معالجتها واتخاذ القرارات بشأنها بالتعاون مع المجلس النيابي.
وتوضح هذه المصادر ان ملف وقف اطلاق النار والتطورات على الجنوب وملف السلاح الفلسطيني ولاحقا ملف سلاح
حزب الله هي من ابرز النقاط المطروحة على جدول التنفيذ من دون اغفال مسألة الإصلاحات وما يبرز في موضوع اعادة الإعمار، ومن هنا يعمل رئيس الجمهورية على مشاركة المعنيين في المعالجة، اما ما يتعلق منها بالصلاحيات الخاصة بالرئاسة، فتشير المصادر الى ان رئيس الجمهورية ليس في وارد الا الالتزام بها ، معتبرة انه كلما قام تفاهم او توافق على آلية العمل تتقدم الملفات المطروحة او تشق طريقها بنجاح، اما بعض التباينات فتخضع للتداول بهدف وضع حد لها، ملاحظة ان الود القائم بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب يستدعي التوقف عنده لاسيما اذا تمت مقارنة العلاقة بين الرئيس بري ورئيس
مجلس الوزراء وهذا ما ظهر في موقف بري الأخير" اذا بيسخن منسخن واذا بيبرد منبرد".
وتوضح المصادر انه على مر العهود مرت العلاقة بين الرئاسات الثلاث بشيء من عدم الأستقرار كما مرت بفترات ذهبية تحت مسمى الترويكا او غير ذلك، اما المسألة في الفصل الجديد في البلاد فتتخذ منحى اخر وهذا يعود الى الطبيعة الشخصية كما الى مقتضيات المرحلة.