وسّع الجيش عملياته عند الحدود الجنوبية بشكل متسارع في الأيام الماضية. ومن
العديسة إلى مركبا وصولاً إلى
عيتا الشعب ، اقترب الجيش أكثر من المناطق التي احتلتها أو عزلتها
إسرائيل بعد تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في 18 شباط الماضي.
وكتبت" الاخبار": أبرز العمليات، استعادته أمس موقع رويسات الحدب المتاخم للجدار الفاصل في أطراف عيتا الشعب، حيث أنزل جنود الجيش علم لواء «غولاني» الذي رفعته قوات
الاحتلال فوق دشمة الموقع ورفعوا
العلم اللبناني مكانه، وأزالوا السواتر الترابية والأسلاك الشائكة والألغام التي زرعها العدو في الطريق إلى الحدب.
يُذكر أن رويسات الحدب كان من ضمن المواقع المشمولة بخطة إعادة انتشار الجيش عقب وقف إطلاق النار. وبعدما استحصل على موافقة من
لجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق، توجّهت دورية مؤلّلة في 18 شباط الماضي، بمؤازرة اليونيفل، نحو الموقع لإعادة التمركز، لكنها تعرّضت لإطلاق نار من المواقع
الإسرائيلية المقابلة، قبل أن تتبلّغ
قيادة الجيش من اللجنة بأن إسرائيل ترفض عودته إلى الحدب.
وبالتزامن مع استعادة الحدب، أزال الجيش السواتر الترابية في خلة وردة بعدما عزّز انتشاره في أرجاء عيتا الشعب إثر تسلّل دورية إسرائيلية باتجاه حي أبو طويل قبالة خلة وردة. كما فتح طرقات أقفلها العدو في الأراضي
اللبنانية المحرّرة في تلة المحافر في العديسة وفي تلة العباد بين مركبا وحولا.
مصدر مطّلع ربط تكثيف الجيش لعملياته بمؤازرة لجنة الإشراف واليونيفل بـ«مرونة أميركية وأوروبية تجاه الملف الجنوبي، فرضها ثبات الموقف الرسمي للمستوى السياسي وقيادة الجيش برفض تطبيق الإملاءات الغربية بالتطبيع ونزع سلاح
المقاومة ضمن مهلة زمنية قصيرة»،
التحركات العملانية جنوباً، تعكس تمايزاً بين التوجه
الإسرائيلي من جهة والتوجه الأميركي من جهة أخرى، وتوجه الدول المساهمة في قوات اليونيفل من جهة ثالثة. لكنّ التمايز الأميركي والغربي التقى على ضرورة دعم الجيش وتسهيل مهمة انتشاره التي تعرقلها إسرائيل وحدها، كما صرّحت مراراً المرجعيات السياسية الرسمية. إلا أنه قد ينعكس خلافاً على شكل التجديد لمهمة اليونيفل في ظل ضغط
الولايات المتحدة لتقليص دورها لمصلحة لجنة الإشراف.