آخر الأخبار

فتنة إسرائيلية تطالُ لبنان.. الجيش أول المستهدفين!

شارك
"لعب بالنار".. بهاتين العبارتين، تحدّث الأمين العام لـ" حزب الله " الشيخ نعيم قاسم خلال خطابه، أمس الإثنين، عن الغارات الإسرائيلية التي طالت منطقة النبطية قبل أيام، مشيراً إلى أن لبنان التزم بوقف إطلاق النار بينما إسرائيل تواصل عدوانها وغاراتها.
الوصف الذي أطلقه قاسم بشأن هذه الغارات يوحي بأنَّ صبر "حزب الله" بدأ ينفد تجاه ما حصل، متحدثاً عن عدم اتجاه الحزب نحو الرضوخ للتهديدات والضغوطات، معلناً التمسك بـ"المواجهة بكل الأشكال المتاحة، وبحسب المرحلة". الكلامُ هنا، يعني أن مسألة التحرك العسكريّ قد لا تكون واردة في الوقت الراهن، ما يعني عدم ذهاب "حزب الله" إلى أيّ رد جديد على الغارات الإسرائيلية، وهو ما تجلى بوضوح في دعوة قاسم الدولة اللبنانية للضغط بفعالية أكثر لوقف العدوان.
أمام المشهدية التي قدّمها قاسم، تتوقف مصادر سياسية عند مسألة خطيرة ترتسم وراء الغارات الإسرائيلية، وأساسها تأجيج وتوتير العلاقة بين جمهور "حزب الله" والجيش على الصعيد الداخلي اللبناني.
الأمر هذا ليس مارقاً، بل هو واقعي ويحصل. ما إن تحصل غارة إسرائيلية، حتى تبدأ حشود الكترونية من مؤيدي "حزب الله" بانتقاد الجيش والدولة، والتحدث عن التقصير وعدم القدرة على تأمين الحماية أو التصدي لإسرائيل.
المسألة هذه مفصلية جداً، وتقول المصادر لـ" لبنان24 " إن إسرائيل تحاول زرع فتنة بين بيئة "حزب الله" والجيش، وأضافت: "الجميع يعلم أن الجيش غير قادر على الدخول بمواجهة عسكرية ضد إسرائيل، لكنه في الوقت نفسه يمارس دوره ومهامه وواجبه بشكل كامل عبر تطبيق إتفاق وقف إطلاق النار لاسيما في منطقة جنوب الليطاني وذلك بموافقة حزب الله".
المصادر اعتبرت أنَّ ما يحصلُ من انتقادات للجيش، قد يُمثل أرضية خصبة لحصول احتكاكات، ما يعني وقوع فتنة، وهو الأمر الذي على "حزب الله" تداركه فوراً وتصويب الوقائع عبر الخطاب المتوازن والذي يساهم من إعلاء دور الجيش من جهة، وتوجيه رسالة واضحة أساسها أن أي انتقاد أو تقليل من قيمة الجيش، هو خطوة ممنوعة ويجب عدم ممارستها إطلاقاً.
من سمع كلام قاسم بالأمس، سيتوقف عند مفصلين تطرق فيهما إلى الجيش. الأول ويتصل بقول قاسم إن "المقاومين انتصروا في معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ووصلنا إلى منع إسرائيل من إمكانية القضم وذلك خلال حرب تموز عام 2006".
أما المفصل الثاني، فقال قاسم خلاله: "في معركة أولي البأس، قدّمت المقاومة صموداً أسطورياً، للمقاومين منعت إسرائيل من أن تتقدم، وقدّم الشعب ‏اللبناني والجيش اللبناني وكل هذا التفاعل مع المقاومة العطاءات والتضحيات".
ما يجب التركيز عليه هنا هو أنَّ قاسم ما زال متمسكاً بالمعادلة التي تذكر الجيش، بينما تحدث عن عطاءات المؤسسة العسكرية وتضحياتها خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة.. ولكن، هل الأمرُ هذا راسخ لدى جمهور "حزب الله"؟ هنا، تجيب المصادر بالقول إنَّ هناك مسؤولية على قيادة الحزب بإصدار التوجيهات اللازمة لتمتين صورة الجيش ومنع المساس بها إطلاقاً، وذلك على قاعدة "بناء الدولة" التي أكد قاسم تمسك "حزب الله" بها يوم أمس.
إذاً، يمكن أن يكون خطاب قاسم، وفق المصادر، منطلقاً لتصحيح العلاقة بين جمهور "حزب الله" والجيش، أقله من خلال الخطاب المتوازن الذي يضع منهجاً وطنياً دقيقاً للعلاقة، وبالتالي إحباط أي مخطط إسرائيلي لإحداث فتنة داخلية بين الجيش وبيئة "حزب الله" الحاضنة.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا