آخر الأخبار

الاختبار الثاني لـالتيار: بين تراجع التأثير وواقع التحالفات

شارك
يخضع التيار الوطني الحر اليوم لاختبار سياسي وشعبي ثانٍ لا يقل أهمية عن الأول، بعد ما أظهرته نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان. فذلك الاستحقاق كشف ضعف " التيار " بشكل لا يمكن التخفيف منه، رغم كل ما بُذل من محاولات لإظهاره بصورة الطرف القادر على الصمود شعبياً. النتائج لم تكن لصالحه في عدد كبير من البلديات، لا من حيث الأرقام، ولا من حيث القدرة على إدارة المعارك المحلية، ما يعني أن الحديث عن "ثبات في الشعبية" لم يعد مقنعاً أمام الأرقام والوقائع.

اليوم، ينتقل الاختبار إلى الدائرة المسيحية الثانية، وتحديداً إلى الشمال ، حيث تعد البترون نقطة ارتكاز لرئيس التيار جبران باسيل . ما يحصل هناك هو أكثر من مجرد انتخابات بلدية، بل هو مقياس ميداني للوزن السياسي والشعبي لباسيل نفسه، خصوصاً أن المعركة تُخاض في قلب مناطقه، وفي ظل تحالف سياسي واسع يضم القوات اللبنانية ، الكتائب ، ومجد حرب، وناشطين مستقلين وآخرين من قوى المجتمع المدني .

هذا التحالف ليس تفصيلاً ثانوياً. بل يُنظر إليه كـ"نموذج تجريبي" لما قد تكون عليه صورة الانتخابات النيابية المقبلة، في حال اتفقت هذه القوى على خوضها بلوائح موحدة ضد " التيار الوطني الحر". والواقع أن هذه التجربة تأتي بعد سنوات من التشتت بين خصوم التيار، ما سمح له في السابق بالحفاظ على توازن انتخابي في بعض المناطق. أما اليوم، فالمعادلة مختلفة تماماً، خاصة أن المزاج الشعبي يبدو ميالاً أكثر نحو التغيير، ولو بالتجربة.

بالتالي، فإن التيار الوطني الحر أمام لحظة مفصلية جديدة: إما أن يُظهر أنه لا يزال يحظى بثقة شريحة أساسية من جمهوره التقليدي، وإما أن يتلقّى ضربة ثانية، تكون أكثر اذية من تلك التي تلقّاها في جبل لبنان . فالفارق هنا أن المعركة تأخذ طابعاً شخصياً لرئيسه، وأن نتائجها ستكون بمثابة إشارات مبكرة لِما ينتظر التيار لاحقاً على المستوى النيابي.

يبقى السؤال: هل تنجح قوى المعارضة في تحويل هذا الاختبار إلى فرصة لتكريس فكرة التوحد كمفتاح لإزاحة الحالة العونية سياسياً؟ أم أن التيار سيستفيد من تشتت محدود أو من خصوصيات محلية ليمتص الضربة ويستعيد بعض توازنه؟ الإجابة ستكتبها صناديق الاقتراع في الشمال، وعلى ضوء نتائجها سيتحدد الكثير.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا