يترقب المسؤولون اللبنانيون زيارة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس المنتظرة للبنان، أملا في ان تحمل معها تعديلا او تغييرا في التعاطي مع الواقع الراهن ، خصوصا ان
لبنان نفذ من خلال ما قام ويقوم به الجيش اكثر من تسعين بالمئة مما هو مطلوب منه جنوبي الليطاني ، من تسلم وازالة سلاح
حزب الله من المنطقة .
وقال مصدر سياسي مطلع ل"الديار" ان موعد زيارة الموفدة الاميركية اورتاغوس لم يحدد بعد ، وان مجيئها الى لبنان قد يكون مرتبطا بجولة الرئيس
الاميركي
ترامب الخليجية خلال الايام المقبلة ، مع
العلم ان ليس هناك علاقة مباشرة بين هذه الجولة ومهمة اورتاغوس .
ولفت المصدر الى انه منذ مجيء الجنرال الاميركي الجديد، وانضمامه الى زميله في ترؤس لجنة المتابعة ، لم تظهر مؤشرات جديدة على تفعيل عمل اللجنة للجم العدو ووقف اعتداءاته ، مع العلم ان لبنان كان متجاوبا دائما مع اللجنة المذكورة.
وامس، نقلت "وول ستريت جورنال"عن مسؤول اميركي كبير في لجنة الاشراف على اتفاق وقف النار، قوله حول الوضع "هناك ما يدعو للامل ، لم يمض ستة او سبعة اشهر وقد وصلنا الى مرحلة لم اكن متأكدا سابقا من انها تتحقق».
ونقلت الصحيفة عن رئيس الحكومة نواف سلام قوله عن وضع مطار
رفيق الحريري في
بيروت والمعابر "يمكنكم الشعور بالفرق ، نحن نحقق تقدما في مكافحة التهريب لاول مرة في تاريخ لبنان المعاصر"، واشار الى «توقيف مهربين يخضعون للمحاكمة وفق للقوانين» .
كم نقلت عن مسؤول امني كبير "ان الدولة تعمل على تركيب تقنيات مراقبة جديدة تتضمن الذكاء الاصطناعي".
وكتبت" الانباء الكويتية":طرح التصعيد
الإسرائيلي الأخير نفسه على طاولة البحث والنقاش، على اعتبار انه تجاوز لكل الاتفاقات ويهدد الاستقرار الأمني ويزيد من حالة النقمة الشعبية، ما يهز الثقة بالدولة بحيث لا أحد يضمن استمرار الوضع على ما هو عليه من دون ردات فعل غير محسوبة. وفي الوقت عينه يشكل هذا التصعيد إحراجا للسلطة
اللبنانية ويعرقل مساعيها واتصالاتها لإنجاح الخطة التي تتبعها، سواء لبسط سلطة الدولة أو لتحقيق الإصلاحات المطلوبة.
وقال مصدر نيابي بارز لـ«الأنباء»: «استمرار هذا الوضع له عواقب وتداعيات لا يمكن للبنان ان يتحملها». وسأل: «أين هي لجنة الاشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، بعدما راهن البعض على ان وصول الجنرال الأميركي مايكل ليني رئيسا جديدا للجنة خلفا للجنرال جاسبر جيفرز سيحدث الفرق والعمل وفقا للاتفاق، بأن يتم إبلاغ (اليونيفيل) والجيش اللبناني عن أي خرق او اشتباه بوجود بنى عسكرية حزبية. فيما الذي يحصل ان
إسرائيل تمارس العدوان والغارات بذرائع واهية، من دون تقديم أي مبرر أو اثبات على صحة ما تدعي».
وأضاف المصدر: «في وقت تتابع قوات
الأمم المتحدة أي تحرك مدني في منطقة عملياتها جنوب الليطاني إلى حد إزالة الإعلام الحزبية، فإن الطائرات
الإسرائيلية والمسيرات أصبحتا جزءا من حياة اللبنانيين اليومية ليلا ونهارا من دون ضابط او رادع».
وتحدث عن «استياء
أوروبي من عدم الالتزام بالقرار 1701، فيما تقف القوات الدولية عاجزة عن القيام بدورها كاملا في مواجهة الخروقات الإسرائيلية».
وجاء في" الديار": لم تظهر حتى الآن اية مؤشرات او بوادر جدية وايجابية، لوقف الاعتداءات الاسرائيلية وحمل العدو على الانسحاب من التلال باقي الاراضي المحتلة في الجنوب ، لا سيما ان اللجنة المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار برئاسة الجانب الاميركي، لم تلعب دورها في وقف انتهاكات العدو وحمله على تنفيذ الاتفاق ، بينما لم تسفر مهمة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس عن اية نتائج في هذا الخصوص .
ورغم مناشدة لبنان المتكررة للجنة المذكورة ولواشنطن من اجل وقف العدوان ، فان الوضع ما زال على حاله ، وينذر بمزيد من التوترات وعدم الاستقرار .
وفي ظل هذا الجو المتأزم،
وكشف عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي لـ "الديار" عن تواطؤ الجهات المكلفة الاشراف على تطبيق وقف اطلاق النار مع العدو الاسرائيلي في استمرار حربه على لبنان، وان الدولتين المعنيتين بالتواطؤ هما
اميركا وفرنسا. فلا يصدر عنهما استنكار لما يقوم به العدو دون رادع من قبل اعضاء اللجنة، في وقت يلتزم حزب الله بالاتفاق باعتراف قائد "قوات الطوارىء الدولية"، الذي اعلن بانه لم يسجل للمقاومة اي خرق منذ اتفاق وقف النار.
ويسأل جشي عن موقف
الدولة اللبنانية ، التي دعمها حزب الله ووقف وراءها لوقف العدوان، لكنها اثبتت بانها خجولة في مواقفها، ولم تقم باي دور لردع العدوان، مستهجنا موقف
وزير الدفاع اللواء ميشال منسى بوصفه
الجيش اللبناني بانه "للبرستيج"، وهذا لا يبشر بالخير يقول جشي، الذي يسأل عن الجيش الذي نحترمه ونقدر تضحياته الى جانب
المقاومة ، انما لا يعطى القرار السياسي للدفاع عن لبنان المستباح بكامله من العدو "الاسرائيلي".
ويقول جشي ان ترك الوضع الميداني للعدو الاسرائيلي، وعدم تقدم الحكومة باتجاه الاعمار فهذا عمل مشبوه، ويكشف عن تقديم اقتراح قانون لاعادة الاعمار، لكن رئيس الحكومة سلام اعلن بان لا حاجة له لانه يوجد وسائل للاعمار، لكن لم يحصل ذلك بعد مضي نحو ستة اشهر على وقف اطلاق النار، وكأن من لا يعمل لاعادة الاعمار وعدم التصدي للعدو ، فهو يتناغم مع المطالب الاميركية بان لا اعمار ولا وقف للعدوان، قبل ان تستكمل الحكومة الاستيلاء على سلاح حزب الله، الذي اكد رئيس الجمهورية بانه يعالج بهدوء والحوار، وليس بالقوة التي تأخذ لبنان الى حرب اهلية لا احد يريدها.
وحول ما يقال بأن حزب الله لن يصبر كثيرا على استمرار الاعتداءات "الاسرائيلية" فيقول النائب جشي، ان حزب الله يوازن بين مصلحة البلد والقرار الذي سيتخذه، وهو يتواصل مع رئيس الجمهورية ومع شركاء لنا في الوطن، لكن لكل وضع حد ووقت، وهذا ما يحكم موقفنا الذي نريد من هو شريك لنا ان يلاقينا على طريق حماية لبنان، وهذا ما لا نلمسه من بعض الاطراف التي تريد ان يسلم حزب الله سلاحه او ينزع منه، في وقت لا يتوقف العدو "الاسرائيلي" عن خرق السيادة اللبنانية، ولا يواجه باستنكار من هذه الاطراف، التي تسهل للكيان الصهيوني تنفيذ مشروعه التوسعي الاستيطاني منذ اغتصابه لفلسطين.