لم يحجب استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي
لبنان
الشمالي وعكار غداً المخاوف المتصاعدة في شأن الوضع الجنوبي وامتداداته بعد الضربة
الإسرائيلية العنيفة التي وجّهت الخميس الماضي الى تلال النبطية والمحيط. ولم تقتصر المخاوف
اللبنانية على اتجاهات إسرائيلية واضحة لتصعيد
الغارات والضربات سواء في الجنوب او في العمق اللبناني مجددا، بل تجاوزتها الى رصد معالم التصعيد الإقليمي الاوسع والذي عكسته ظاهرة تسارع وتتابع إجراءات شركات الطيران العالمية بإلغاء او تمديد الغاء وتعليق رحلاتها إلى
إسرائيل في الأيام المقبلة بما ينذر بتطورات حربية متوقعة بين إسرائيل والحوثيين في اليمن وسط تصاعد المخاوف من تطور الامور الى مواجهة مباشرة بين إسرائيل وايران .
وفي كل الأحوال فان لبنان يجد نفسه معنيا بهذا الواقع المثير للقلق بعدما أبرز التصعيد
الإسرائيلي الأخير لوحة ترابط عملاني بين ما تقوم به إسرائيل في لبنان والمواجهات الإقليمية الأخرى. كما ان الخشية من تجدد الضربات الإسرائيلية في الجنوب ومناطق أخرى ربما في شمال الليطاني تعززت في اليومين الأخيرين خصوصا ان أي معالم لتحرك ديبلوماسي فعال للجم التصعيد تبدو مستبعدة راهنا وقبل زيارة الرئيس الأميركي
دونالد ترامب لعدد من الدول الخليجية.
وذكرت «نداء الوطن» أن اتصالات رئيس الجمهورية نجحت في تبريد الأجواء الجنوبية حيث يبقى الحذر سائداً هناك. وتنتظر
بعبدا زيارة الموفدة الأميركية
مورغان أورتاغوس لبحث عمل لجنة المراقبة الخماسية المكلفة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف النار، بعد تعيين رئيس جديد للجنة هو الجنرال الأميركي مايكل ليني. وحتى الساعة لم تحدد أورتاغوس موعداً نهائياً للزيارة، لكن الأكيد أن زيارتها قائمة.
وكان
وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي اجتمع مع رئيس بعثة قوات اليونيفيل العاملة في لبنان وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو والوفد المرافق، وجرى البحث بتطورات الوضع في الجنوب في ظل الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة. وعرض اللواء لاثارو على الوزير رجّي طبيعة المهام التي تقوم بها قوات اليونيفيل في الجنوب في الفترة الأخيرة ورصدها للانتهاكات لقرار
مجلس الأمن رقم 1701. كما تطرق لاثارو الى التعاون والتنسيق القائمَين بين اليونيفيل والجيش اللبناني، مشيداً بالعلاقة المميزة بين الجانبين. وقدّ وجّه دعوة للوزير رجّي لزيارة مواقع اليونيفيل في
جنوب لبنان .
من جهته ، أكد الوزير رجّي تمسّك لبنان بدور قوات اليونيفيل وشكرها على الجهود التي تقوم بها في الجنوب، مشددا على أهمية تمكينها من أداء مهامها وفق الولاية المحددة لها من قبل مجلس الأمن والتي يُرتقب تمديدها في آب المقبل.
وشهدت بلدة عيترون الحدودية حادثة توتر بين «الأهالي» ودورية تابعة لقوات «اليونيفيل». وأوضحت نائبة مدير المكتب الإعلامي في «اليونيفيل» أن الجنود عندما «توجهوا إلى مكب النفايات لرمي بعض الأغراض، غادروا لحظة مجيء أبناء البلدة، كي لا يعترضوهم، كما حصل في المرات السابقة في قرى جنوبية عدة».
وشهدت الأجواء اللبنانية، امس، تصعيداً ملحوظاً في التحركات الجوية الإسرائيلية، تمثّل في إلقاء قنبلة صوتية من طائرة استطلاع إسرائيلية على معمل للحجارة في بلدة كفركلا جنوبي البلاد، ما أحدث حالة من الهلع في صفوف العاملين دون تسجيل إصابات، وألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة أيضاً على تجمع للمواطنين في بلدة مجدل زون ما أدى الى إصابة أحدهم بجروح.
بالتوازي، حلّق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي على علو منخفض فوق مناطق
البقاع ، مثيراً القلق بين الأهالي، وسط غياب لأي ردّ رسمي حتى الساعة.