آخر الأخبار

الحزب لا يُريد الحرب... وهذا ما يخشاه رئيس الجمهوريّة

شارك
على الرغم من إصرار العماد جوزاف عون على أنّ موضوع نزع السلاح اتُّخِذَ، لا يزال " حزب الله " يُقابل موقف رئيس الجمهوريّة بالتمسّك بسلاحه، باعتباره "نقطة قوّة" لا ينبغي على لبنان التفريط بها لصالح العدوّ الإسرائيليّ، الذي لا يزال يخرق إتّفاق وقف إطلاق النار، ويشنّ الإعتداءات على البلدات اللبنانيّة وعلى الضاحية الجنوبيّة لبيروت.

وبينما أصبح واضحاً أنّ "حزب الله" لا يُريد الإنجرار من جديد إلى الحرب مع إسرائيل ، ولا يقوم بالردّ على الغارات الإسرائيليّة التي تستهدف بيئته الشيعيّة في جنوب لبنان وفي الضاحية الجنوبيّة، وأسند مهمّة إنسحاب الجيش الإسرائيليّ إلى الدولة اللبنانيّة عبر الأطر الديبلوماسيّة، غير أنّه ليس بوارد تسليم سلاحه كما أكّد أمينه العام الشيخ نعيم قاسم يوم الإثنين الماضي، كيّ يبقى للبلاد شيء من القوّة خلال أيّ عمليّة تفاوضيّة.

لكن رئيس الجمهوريّة أشار الأسبوع الماضي إلى أنّ لبنان لم يعدّ قادراً على الدخول في حروبٍ، لأنّه حان الوقت لبناء الدولة والجيش والإقتصاد، ومن هذا المُنطلق، يرغب في حصر السلاح بيدّ القوى العسكريّة الشرعيّة، وبإطلاق حوارٍ مع "حزب الله" في هذا الشأن.

وفي حين لفت العماد عون إلى أهميّة نزع كافة العتاد العسكريّ من الفصائل الفلسطينيّة واللبنانيّة ومن "الحزب"، يعتبر مراقبون أنّ تصريح قاسم الأخير يُعزّز مخاوف رئيس الجمهوريّة بزيادة العدوّ الإسرائيليّ لضرباته للمناطق اللبنانيّة، وربما قد تُوافق الحكومة الإسرائيليّة على عمليّة بريّة أو جويّة أخرى داخل لبنان، للضغط باتّجاه سحب سلاح "المُقاومة"، علماً أنّ بنيامين نتنياهو ينال كامل الدعم من إدارة دونالد ترامب في هذ السياق، بهدف القضاء على قدرات "حزب الله"، وإطلاق عجلة التطبيع بين تل أبيب والدول العربيّة.

وبينما يُؤمن عون بالديبلوماسيّة لدفع إسرائيل إلى الإنسحاب من جنوب لبنان، ووقف عدوانها على البلاد، على الرغم من أنّه أشار بوضوح إلى أنّ الإتّصالات مع الخارج قد لا تُفضي إلى نتائج سريعة، انتقل "حزب الله" من استعمال منطق القوّة إلى تأييد خيار رئيس الجمهوريّة في التفاوض، لكن الشيخ نعيم قاسم دعا الحكومة إلى مُمارسة المزيد من الضغوط على سفراء البلدان المعنيّة بوقف إطلاق النار، مع التشديد على أنّ "حزب الله" احترم منذ 27 تشرين الثاني 2024 كافة بنود الإتّفاق، من حيث انتشار الجيش في جنوب نهر الليطاني، وعدم شنّ أيّ عمليّة ضدّ المستوطنات الإسرائيليّة، خلافاً لما يقوم به الجيش الإسرائيليّ.

ووفق المراقبين، يعمل "حزب الله" من جهّة على تلافي أيّ مُواجهة مع إسرائيل، ومن جهّة ثانيّة يُعرّض إتّفاق وقف إطلاق النار للخطر عبر عدم تسليم سلاحه للجيش. ومن وجهة نظر مُختلفة، تقول أوساط من 8 آذار إنّ المُحافظة على سلاح "الحزب" في هذه الفترة بالذات أمرٌ مهمّ جدّاً، فإذا قرّر نتنياهو إستئناف حربه على لبنان، سيجدّ أنّ هناك "مُقاومة" تقف أمام طموحاته الإستيطانيّة والتوسعيّة، لذا، لا يجب مُناقشة موضوع نزع السلاح غير الشرعيّ الآن، إنّ لم تحصل الحكومة والرئيس عون على ضمانات جادة من الولايات المتّحدة الأميركيّة وفرنسا، بوقف أيّ عملٍ عدائيّ اسرائيلي تجاه لبنان ، وترسيم الحدود البريّة وانسحابها من كامل الأراضي اللبنانيّة، وتحرير الأسرى.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا