تعود الحركة إلى طبيعتها بعد عطلة الفصح، فيما لا تزال معالم التصعيد الإسرائيلي الميداني في الجنوب وترددات ملف السلاح في الداخل تتعالى وتطغى حتى على الاستعدادات الأخيرة الجارية للشروع في جولات الانتخابات البلدية التي ستنطلق في جولتها الأولى في الرابع من أيار المقبل من محافظة جبل لبنان . ومع ذلك، لا تبدي الأوساط المعنية رسمياً وشعبياً، أي قلق على المسار المرتقب لإنجاز هذه الانتخابات في جولاتها الأربع المقررة بل يبدو أن ثمة اطمئناناً واسعاً وارتياحاً لإجرائها بلا أي مشكلات أمنية او لوجستية بحيث أعدت لها كل الاستعدادات الضرورية لكي تشكل طليعة ناجحة لانجاز الاستحقاقات الديموقراطية بلا عراقيل وبقدر عال من التجرد والشفافية كما يؤكد المعنيون.
وفي هذا السياق، أعلن
رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ"النهار" أمس انه ينتظر حصيلة مناقشات اقتراحات القوانين المعجلة المكررة حيال اجراء تعديلات على أحكام قانون البلديات والنصوص المتعلقة ببلدية
بيروت . وأضاف: "سنتناول كل الاقتراحات في الجلسة العامة يومي الخميس والجمعة المقبلين والقرار النهائي يعود لمجلس النواب"، وأوضح أنه "يميل إلى اللوائح المقفلة لتأمين المناصفة بين المسلمين والمسيحيين وأنه مع حصر المناصفة فقط في بيروت وهي عاصمة كل اللبنانيين ويجب أن تكون واجهة وحدتنا الوطنية".
وقال
بري في حديث تلفزيوني إن
إيران لا تتفاوض نيابة عن لبنان، لكنه عبّر عن أمله في توصل طهران وواشنطن إلى اتفاق يفضي إلى حل أزمة الملف
النووي
الإيراني ورفع
العقوبات المفروضة عليها.
اضاف: «مجرد طلب الفريق التقني من جانب أميركا وإيران للاجتماع والتفاوض يعد عاملاً يعطي ارتياحاً، لكن لا علاقة بين المفاوضات والملف اللبناني».
وأضاف بري أن كل الإشارات الواردة إلى لبنان بشأن المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة مطمئنة، «لكن لا بد من توخي الحذر بشأن مستقبل هذه المفاوضات».
ورداً على سؤال عن الصراع مع
إسرائيل ، قال بري: «نفذنا بنود الاتفاق مع إسرائيل وعليها أن تنفذ ما عليها، ومن بعدها لكل حادث حديث».
وتواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق في لبنان على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، وتتهم جماعة «حزب الله» بانتهاك الاتفاق. ويتهم «حزب الله» بدوره إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه لم يرد على الضربات
الإسرائيلية .
وأجرى الرئيس بري إتصالاً هاتفياً بقائد
الجيش العماد رودولف هيكل إطلع منه على وقائع الإعتداءات الإسرائيلية، وأيضا مقدماً التعازي بشهداء الجيش الذين سقطوا في بلدة بريقع كما بالشهداء المدنيين. وأكد رئيس المجلس "بأن ما قامت به إسرائيل أمس الأول وطيلة الأسابيع الماضية هو محاولة مكشوفة للتشويش على الالتزام الجدي للبنان الذي نفذ ما هو مطلوب منه لجهة تطبيق بنود وقف إطلاق النار، في وقت تمعن فيه إسرائيل بإستباحة سيادة لبنان واللبنانيين وقرارات الشرعية الدولية".
وتفقَّدَ قائد الجيش العماد رودولف هيكل ثكنة عصام شمعون - النبطية، حيث التقى ضباطًا وعسكريين من فوج الهندسة، وقدم إليهم التعازي بشهداء الفوج الثلاثة الذين استشهدوا جراء انفجار ذخائر في بلدة بريقع – النبطية. كما أثنى على جهودهم، مؤكدًا أن عناصر
الوحدات المنتشرة يؤدون دورًا أساسيًّا لخدمة الوطن والمساهمة في صموده. وأضاف: "رسالتنا أن نضحّي، ونحن جاهزون دائمًا لنقوم بواجبنا الوطني. ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الجيش
شهداء ، وسنبقى نعمل على تحقيق كل ما هو مطلوب منّا لنحافظ على لبنان. إن فوج الهندسة يقوم بعمل جبار ودقيق في هذه المرحلة الصعبة ليحمي أهلنا في الجنوب، بما في ذلك ضبط مختلف الذخائر والمتفجرات وتفكيكها، وفتح الطرق، وإجراء الكشف للتأكد من إزالة أي خطر يمكن أن يهدّد المواطنين خلال عودتهم إلى منازلهم، في ظل الخروقات والاعتداءات المتكررة من جانب العدو الإسرائيلي".