فيما تبدي فرنسا اهتماما كبيرا بلبنان لجهة تثبيت الاستقرار وتطبيق
القرار الدولي 1701، وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال تحتلها، ربطا باهتمامها بدعم الجيش والتحضير لمؤتمر لدعم
لبنان ، تشير اوساط سياسية إلى تباين كبير بدأ يتظهر إلى العلن بين المقاربتين الفرنسية والاميركية، فواشنطن من جهتها لا تزال تتعاطى بسياسة التراخي مع إسرائيل وخروقاتها وانتهاكاتها لاتفاق وقف إطلاق النار وما تريده من
لبنان الرسمي هو نزع سلاح حزب الله من شمال الليطاني، وثمة ضغوط اميركية على الجيش للقيام بهذه المهمة، كما تقول هذه الأوساط التي تشير إلى ضغوطات كبيرة يتعرض لها لبنان الرسمي من الولايات المتحدة في هذا الاطار، مع اعتبار المصادر أن هناك إصرارا أميركيا على منع إعادة الاعمار في حال لم يلتزم لبنان بالشروط المطلوبة منه لا سيما في ما خص طرح التطبيع.
واكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أنّ المقاومة التزمت باتفاق وقف إطلاق النار، وقال "إذا استمرّ العدوان
الإسرائيلي ، فسنلجأ إلى خياراتٍ أخرى". وأشار إلى أنّ إسرائيل ما زالت تنظر إلى لبنان بعين التوّسع والضمّ، خصوصًا في جنوبه، مستشهدًا بما حدث في بلدتي حولا وشمع من زياراتٍ إسرائيليّة، معتبرًا إيّاها دليلًا على استمرار "الأطماع الصهيونيّة".
وشدّد في كلمة متلفزة ألقاها مساء امس بمناسبة "يوم القدس العالميّ"، على أنّه ينبغي للبنان أنّ يبقى في حالة جهوزيّة تامّة لمواجهة أي محاولة لفرض واقع جديد على الأرض، قائلاً: "إسرائيل عدوّ توسعي، ولن تتوقف عند حدود، ولذلك علينا أن نبقى على استعداد دائم لمواجهة أيّ عدوان". وأشار قاسم إلى أنّ الاحتلال اضطر لقبول وقف إطلاق النار، بعد عجزه عن تحقيق غاياته، مشددًا على أنّ المقاومة نجحت في منع إسرائيل من بلوغ أهدافها، مضيفًا: "لن نسمح لأحد بسلب قوّتنا في مواجهة إسرائيل، ولا يمكن القبول بمعادلةٍ تتيح لها استباحة لبنان والتحرك فيه ساعة تشاء".
وأكد قاسم أنّ مسؤولية الدولة اللّبنانيّة لا تقتصر على الخطوات الدبلوماسيّة فحسب، بل تشمل أيضًا التصدي للاعتداءات الإسرائيليّة ومنع الاحتلال من فرض وقائع جديدة، موضحًا: "لبنان مع مقاومته نفّذ الاتفاق بشكل كامل، بينما إسرائيل لم تلتزم به". كما لفت إلى أنّ جميع أركان الدولة
اللبنانية متفقون على رفض التطبيع، وأنّ إسرائيل تحاول الحصول بالمسارات السياسيّة على ما عجزت عن تحقيقه في الحروب، قائلًا: "هذا أمرٌ لا يمكن القبول به".
وامس تعرّضت دورية راجلة تابعة للوحدة الفرنسيّة العاملة ضمن قوّة الاحتياط التابعة لقائد الـ"اليونيفيل"، في
وادي قطمون ـ خراج بلدة رميش، لإطلاق رشقاتٍ ناريّة من أحد مراكز قوّات الاحتلال الإسرائيليّ أثناء تفقّدها ساترًا ترابيًّا استحدثته هذه القوّات في
المنطقة .
وفي السياق، نفذت مخابرات الجيش مداهماتٍ ليلية في الجنوب والبقاع الغربي بحثًا عن مشتبه بهم في إطلاق صواريخ من الجنوب، مع استمرار التحقيقات في هذا الشأن.
وعن إطلاق الصواريخ من الأراضي
اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلّة، رأى قائد الجيش العماد رودولف هيكل أنّها "تخدم العدو"، كاشفًا أنّ الجيش يُجري التحقيقات اللازمة لكشف الفاعلين، وقد أوقف عددًا من المشتبه فيهم قيد التحقيق.
وأشار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى دخول لبنان اليوم مرحلةً جديدة من تاريخه بعد عقودٍ من العنف والحروب والأزمات الاقتصادية والمالية وترهّل كيان الدولة، مؤكّدًا أنّه لا عودة إلى الوراء أمام من يعتقد أنّ الهمّة ستتراخى أو العزم سيلين، للوصول إلى الأهداف التي تعهّد بتحقيقها بالتكاتف مع الحكومة والمجلس النيابي وقوى المجتمع المدني.
وليل امس توجه رئيس الحكومة، نواف سلام إلى المملكة على متن طائرة ملكية سعودية خاصة اقلته من مطار رفيق الحريري الدولي لاداء صلاة العيد إلى جانب وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان في رحاب المسجد الحرام في مكّة المكرّمة.