كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أنّ الجيش الإسرائيلي تبنّى عقيدة أمنية جديدة في لبنان ، تسعى لسحق "حزب الله" وليس ردعه فقط.
ويدخل في إطار هذه العقيدة، ما حدث نهاية الأسبوع الماضي، حيث أُطلقت 6 صواريخ على المطلة شمال
إسرائيل ، ما استدعى رداً من تل أبيب حيث قصفت الطائرات الحربية
الإسرائيلية عدداً من المناطق في جنوب
لبنان والبقاع.
وذكرت الصحيفة أنّ" الخلية التي استهدفت المطلة على الأرجح جماعة فلسطينية وليس "حزب الله"، موضحة أنّ "3 صواريخ سقطت داخل
الأراضي
اللبنانية بينما أسقطت الدفاعات الجوية
الإسرائيلية 3 أخرى"، وأردفت: "رغم أنه لم يُصب أيّ إسرائيلي بأذى، ولم يُصب أيّ مبنى، إلا أنّ الجيش
الإسرائيلي ردّ بقوة. لو حدث الاستهداف قبل السابع من تشرين الأول 2023، كانت
إسرائيل ستُبرز أنّ
حزب الله لم يشارك، وأنه لم يُصب أحد بأذى، وستكتفي بتهديد حزب الله".
أما بموجب العقيدة الجديدة لما بعد السابع من تشرين الأول 2023 في جنوب
لبنان ، لم تكتفِ
إسرائيل بالرد على مصدر الهجوم، بل شاركت أيضاً في جولات متعددة من عشرات الغارات الجوية على أهداف لـ"حزب الله" في جميع أنحاء
لبنان .
ويبدو أنّ
إسرائيل تبعث
الرسالة مفادها أنه "في كل مرة تُطلق فيها بضعة صواريخ على
إسرائيل ولا تُصيب أهدافاً، سنشن هجمات مضاعفة على مصادر الصواريخ".
واعتبرت الصحيفة أنّ
إسرائيل لم تكتفِ بهزيمة قيادة "حزب الله"، بما في ذلك اغتيال أمينه العام الشهيد السيد حسن نصر الله و3851 من مقاتلي "حزب الله"، بل هاجم الجيش
الإسرائيلي أكثر من 120 موقعًا لـ"حزب الله" منذ إعلان وقف إطلاق النار.
وفي حين أنّ العديد من هذه الهجمات استهدفت مقاتلين من رتب منخفضة في جنوب
لبنان ، إلا أنّ عدداً منها كان يستهدف مسؤولين لبنانيين كباراً في عمق
لبنان ، بما في ذلك بعلبك، على بُعد 100 كيلومتر.
وفي بعض الأحيان، هاجم الجيش
الإسرائيلي قوافل مدعومة من إيران كانت تحاول تهريب أسلحة من سوريا إلى
لبنان ، وفي أحيان أخرى، أعاد طائرات إيرانية محملة بالإمدادات بالقوة، وفي أحيان أخرى، أعاد البحرية سفنًا في البحر.
وعلى الرغم من أنه كان من المفترض أن ينسحب الجيش
الإسرائيلي من كامل جنوب
لبنان في 26 كانون الثاني، إلا أنه حصل على تأجيلين لهذا الموعد النهائي، ولم ينسحب فعلياً حتى 18 شباط الماضي.
وفي 18 شباط، انسحب جيش
الإسرائيلي بعد 4 أشهر ونصف الشهر، لكنه ترك مع ذلك مئات الجنود في 5 مواقع على بُعد بضع مئات من الأمتار من الحدود.
وبحسب الصحيفة، فإنه "بعبارة أخرى، تلقى
حزب الله ضربات متتالية ولم يرد، وهو يعلم أنه إذا رد، فسيكون الصراع غير متساوٍ بدرجات متفاوتة".
وبحسب مصادر الصحيفة
الإسرائيلية ، فإنّه في حال أقدم "حزب الله" على قصف
إسرائيل ، عندها سيتجهُ الجيش
الإسرائيلي نحو حرب جديدة تصلُ إلى بيروت.
(المشهد)