آخر الأخبار

مخيم في لبنان يواجه الجوع.. لقمة رمضان لا تتوفر بسهولة

شارك
نشر موقع "الجزيرة نت" تقريراً تحت عنوان: "مخيم كترمايا للاجئين السوريين بلبنان.. معاناة لتأمين إفطار رمضان"، وجاء فيه:
في مخيم كترمايا حيث تمتد الخيام على أرضٍ جرداء، تعيش اللاجئة السورية أم جمعة منذ 14 عاماً، إذ جاءت بها الحرب من إدلب إلى لبنان فوجدت نفسها هنا، تحاول أن تنتزع حياة من بين أنقاض الخسارات.
اليوم، تواجه اللاجئة رمضان وسط بلوغ المعاناة ذروتها، فالجوع يطرق الأبواب قبل موعد الإفطار بساعات طويلة .

في خيمتها المتواضعة تتحرك بين أبنائها العاجزين، ابنها الأكبر يحتاج لعملية وأدوية لا طاقة لها بتوفيرها، ولا يقوى على الوقوف، فيما شقيقه الأصغر يعاني من الحالة ذاتها، طريح الفراش هو الآخر.
أما زوجها، فقد أقعدته جلطة دماغية شلت يده وسلبته القدرة على الكلام، ثم أفقدته إحدى عينيه.
"لا أستطيع تأمين لقمة العيش خاصة في رمضان حيث يصبح الوضع أشد قسوة".. هذا ما قالته السيدة عبر "الجزيرة نت" بصوت أنهكه الحزن والتعب.
عند آذان المغرب، يطرق بابها أحدهم، يقدم لها طبقاً بسيطاً من الطعام وآخر يمدها بقطعة خبز، فتشكرهما بصمتٍ يختزل كل ما مرت به.
معاناة متفاقمة
بدوره، يجلس محمود هماش، اللاجئ السوري الذي أنهكته الإعاقة والفقدان، لكنه لا يزال متشبثاً بالصبر والرضا متكئاً على ما تجود به الجمعيات الخيرية، وبكلمات يملؤها الامتنان يقول للجزيرة نت "والله ما مقصرين معنا أهل الخير يقدمون لنا ما نحتاجه، خاصة في رمضان حيث تزداد المعاناة".
وفقدَ محمود عينه اليمنى في الحرب السورية ، فيما قتل أحد أبنائه، بينما يعاني ابنه الآخر من مرض جعله بالكاد ينطق. وبين وجع الفقد وضيق الحال لا يزال يقاوم في ظل شح المساعدات معتمداً على ما يصل إليه من دعم محدود.
يختصر محمود حاجته قائلاً: "نحن نحتاج إلى كل شيء من طعام وشراب وكهرباء، في رمضان بعض الجمعيات تقدم لنا المؤونة، واليوم نحضر المعكرونة للإفطار ومعها الفتوش".
أيام صعبة
عائشة الحجة، لاجئة سورية أخرى، تتحدث بصوت مملوء بالألم "نعيش أياما صعبة خاصة في شهر رمضان ، بالكاد نستطيع تأمين لقمة العيش، إذا وصلتنا مساعدة استطعنا تدبير أمورنا وإطعام أطفالنا، ولكن إذا لم تصل فلا حول لنا ولا قوة".
وتتابع بمرارة: "مصروفنا محدود وأنا أعيل أسرة كبيرة تضم 15 فرداً تحت سقف واحد، في معظم الأيام لا نجد على مائدة الإفطار سوى البرغل أو المعكرونة مما يصلنا من المساعدات أو ما تقدمه الجمعيات من مؤن شهرية".
كذلك، تضيف الحجة بصوت منخفض وتحاول إخفاء المزيد من المعاناة: "في المخيم يوزعون علينا الخبز يومياً خلال شهر رمضان ، وهذا على الأقل يسد جزءاً من جوعنا".
في السياق، يقول علي طفش، مسؤول مخيم كترمايا ورئيس جمعية "الحياة نور"، إنهم يواصلون تنفيذ عدد من المبادرات التي تهدف إلى تقديم الدعم للنازحين في هذه الأوقات العصيبة، وإنهم يعملون بلا كلل على توفير الدعم الضروري حيث يوزعون الخبز اليومي على الأسر المحتاجة، بالإضافة إلى تأمين وجبات الطعام لجميع سكان المنطقة لتخفيف معاناتهم.
ويضيف طفش للجزيرة نت أنهم في هذا المخيم، يبذلون قصارى جهدهم لتوفير المساعدات الممكنة بناء على الإمكانيات المتاحة لهم، معتمدين بشكل أساسي على المساهمات الطوعية من الأفراد الذين يشاركونهم هذا العمل الإنساني، كما يحرصون على أن تكون هذه الجهود شاملة وفعالة لضمان تلبية احتياجات الناس في هذه الظروف الصعبة.
ووفقاً له، لا توجد أرقام واضحة عن أعداد اللاجئين السوريين بمخيم كترمايا "حيث إن عددا منهم لا يملكون وثائق رسمية لذلك يصعب التعامل مع الإحصاءات في حالتهم".
وأوضح أن المخيم يضم عددا كبيرا من العائلات مع تدفق مستمر لأخرى جديدة معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وهم قادمون من دير الزور، وحمص، وإدلب، والحسكة، وحلب. وشدد على أن المخيم "لن يجبر أي فرد على مغادرة المكان والعودة إلى بلده قبل أن يقرروا ذلك طوعاً".
يُشار إلى أن بلدة كترمايا تستضيف، منذ عام 2011، هذا المخيم الوحيد للاجئين السوريين في إقليم الخروب- جبل لبنان ، والذي أُقيم في وادٍ عند الطرف الشمالي للبلدة.
ومنح علي طفش رئيس جمعية "الحياة نور" الأرض التي يُقام عليها المخيم عندما كان عضواً سابقاً في البلدية. (الجزيرة نت)
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا