مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن"
بعكس ما يتم الترويج له من سيناريوهات لم تنقطع الإتصالات لتذليل العقد المتبقية في ملف تشكيل الحكومة وهذا ما أكده رئيس الجمهورية جوزاف عون أمام نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الاوسط مورغان أورتيغيس عندما قال ان المشاورات في هذا الشأن تكاد تصل الى خواتيمها.
وفي هذا الإطار يزور الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام قصر بعبدا وسط معلومات تتحدث عن حل عقدة الوزير الشيعي الخامس والتوافق على إسم ناصر السعيدي.
أما ما صرحت به الموفدة الأميركية من بعبدا فهو بحسب بيان لرئاسة الجمهورية يعبر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنية به.
وحول الوضع جنوبا شدد رئيس الجمهورية أن الاستقرار الدائم في الجنوب رهن بإنجاز الانسحاب الاسرائيلي وتطبيق القرار 1701 لافتا الى ان اطلاق الاسرى اللبنانيين جزء من الاتفاق.
وبالحديث عن وقف اطلاق النار فإن العدو الإسرائيلي وبالتزامن مع وصول اورتيغيس خرق الإتفاق مجددا وشن غارات بقاعا وجنوبا بالأمس واليوم.
في الشأن الفلسطيني تواصل قوات الاحتلال عدوانها على جنين ومخيمها لليوم الثامن عشر على التوالي مخلفا أكثر من عشرين شهيدا وسط استمرار سياسة تفجير منازل الفلسطينيين وتدمير الممتلكات والبنية التحتية.
وفيما تستمر مفاعيل تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين برز إلى الواجهة تصريح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الساخر من إقامة دولة فلسطينية مقترحا إقامتها في السعودية وهو ما أثار ردود فعل واسعة.
بعد فكرة التطوير العقاري لغزة وفي آخر قرارات ترامب المبتكرة وقع الرئيس الاميركي أمرا تنفيذيا يقضي بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب إصدارها في تشرين الثاني 2024 أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت فيما نددت المحكمة بالقرار ودعت الدول الأعضاء والمجتمع المدني وجميع دول العالم إلى الوقوف متحدين من أجل العدالة وحقوق الإنسان الأساسية.
مقدمة الـ "أم تي في"
حزب الله خسر الحرب مع اسرائيل، وهو لن يكون في الحكومة، وعهد ترهيبه في لبنان والعالم انتهى... قنبلة ديبلوماسية من النوع الثقيل جدا فجرتها نائبة المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط في قصر بعبدا اليوم.
مورغان اورتاغيس، التي اختارت لبنان ليكون وجهتها الاولى بعد تعيينها في منصبها، اعلنت ايضا ان الولايات المتحدة الاميركية ممتنة لحليفتها اسرائيل لانها هزمت حزب الله. في المضمون انه كلام غير مسبوق في عالم الديبلوماسية لأنه... خال من الديبلوماسية رغم ان من قالته امرأة!
والكلام يؤكد ان اميركا في عهد ترامب ليست كأميركا في عهد جو بايدن، وربما ليست كأميركا في اي عهد آخر. اما في الشكل فخطورة الكلام انه قيل من منبر القصر الجمهوري. ومع ان كلام اورتاغيس استدعى اصدار بيان رسمي من بعبدا واثار بعض ردود الفعل، لكن ما قيل اليوم هو نفس الكلام الذي يتردد في بعض المحافل السياسية منذ فترة، ويشكل جزءا من خريطة طريق موضوعة للبنان من المجتمعين العربي والدولي.
فما تداعيات ما قيل على الواقع اللبناني، وخصوصا ان لبنان يعيش بدايات ازمة حكومية سببها الاساسي : ثنائي امل - حزب الله؟ وكيف سيتصرف الثنائي انطلاقا مما حصل مع رئيس مجلس النواب في بعبدا امس ومع تصريح المسؤولة الاميركية اليوم؟
لعل المشكلة الاساسية ان الثنائي المذكور لا يريد ان يصدق ان ما قبل حرب الاسناد ليس كما بعده. ولا يريد ان يصدق ان زمن هيمنته على القرار اللبناني انتهى. كما لا يريد ان يصدق ان تشكيل الحكومات لم يعد في يده وحده وانه اضحى على قدم المساواة مع سائر المكونات السياسية في البلد. والوضع السياسي المأزوم يترافق مع حدثين امنيين مترابطين.
فالغارات الاسرائيلية تكثفت في الجنوب، كما ان التوتر عاد على الضفة الحدودية الاخرى، اي في البقاع مع هيئة تحرير الشام. الا تشكل التطورات السياسية والامنية والديبلوماسية رسالة واضحة الى حزب الله ليعيد النظر في مواقفه وليعيد تقديم المصلحة اللبنانية على المصالح الايرانية والاحلام المتكسرة لمحور الممانعة؟