آخر الأخبار

النازحون المستقرّون في العراق يخشون عدم العودة

شارك الخبر
مصدر الصورة
كتب ابراهيم بيرم في " النهار":للعراق في الذاكرة الجماعية للشيعة في لبنان وقع تاريخ مبهج، لكن مع موجة النزوح الحالية الواسعة لهؤلاء إلى العراق التي بدأت منذ مطلع الشهر الجاري، ثمة تفسيرات تنطوي على الريبة وتبعث على الخشية مما هو مُحتمَل. 
معلوم أن الشيعي يرتبط روحياً ببلاد الرافدين، لذا فمبجرد أن أعلنت السلطات الرسمية في بغداد فتح العراق أبوابه لاستقبال النازحين اللبنانيين، حتى شدّ قسم لا يُستهان بعدده من هؤلاء الرحال إلى هناك، يشجعهم على أخذ قرار الهجرة عوامل جذب وإغراء عدة أبرزها:  
- أن المرجعية الدينية العليا في النجف الممثَّلة بالمرجع الأعلى للشيعة في العالم السيد علي السيستاني بكّرت في إصدار فتوى قاطعة تحضّ على دعم الشيعة في لبنان. 
- تأمين باصات ووسائل نقل حديثة ومريحة للانتقال الآمن إلى الديار العراقية. 
- تسهيل إجراءات دخول النازحين عبر المعابر الحدودية العراقية مع سوريا. 
- وما إن يصل هؤلاء إلى العراق حتى يجدوا فِرَقاً مهمّتها استقبالهم والإشراف على توزيعهم وإيصالهم إلى حيث يستقرون في بيوت ضيافة أو في فنادق أو حسينيات مخصّصة لاستقبال الزوار. 
احتضنت الأراضي العراقية ما يُقدَّر بما بين 35 إلى أربعين ألف نازح لبناني، حذّرت السلطات العراقية من إطلاق صفة نازح أو لاجئ عليهم، بل فرضت التعامل معهم بمسمّى "ضيوف العراق" وأعفتهم من أيّ رسوم دخول أو إقامة. 
 
 ولكن مع كل هذه الإجراءت الميسّرة، ثمة في أوساط أولئك النازحين من يساوره القلق ومبعثه يتأتّى من أن النازح الشيعي قد تناهى إلى علمه أن إسرائيل تنفّذ عملية تدمير منهجي لكل قرى الحافة الأمامية، حيث إن هناك 5 بلدات منه قد سُوّيت مبانيها بالأرض تماماً على نحو يحول دون العودة إليها نهائياً. 
ولا ريب أيضاً في أن هؤلاء قد سمعوا عن إعلانات انتشرت في الداخل الإسرائيلي تدعو الإسرائيليين إلى الحجز المبكر على أبنية ستُبنى في مناطق الجنوب اللبناني القريبة من الحدود. 
إنها "التغريبة" التي يعيشها قسم لا بأس به من الشيعة في لبنانالذين طالما سمعوا أن ثمة في الماضي من تحدّث بأن عليهمالانتقال إلى ذاك البلد، وهم يجدون مستقراً آمناً نسبياً في بلادالرافدين، لكنهم قلقون على موطنهم الأصلي ويساورهم قلق من أن يطول استقرارهم كما حصل للفلسطينيين الذين وفدوا إليهم قبل 76 عاماً بصفة لاجئين مؤقتين.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك الخبر

إقرأ أيضا