آخر الأخبار

بين سوريا ولبنان.. هذا ما فعله حزب الله؟

شارك الخبر
مصدر الصورة
لا يوفر "حزب الله" حالياً أي تركيز حول أمر أساسيّ يتعلق بإستعادة القدرات القتالية الخاصة به وترسيخها، وذلك بعد سلسلة استهدافات طالته عسكرياً واستخباراتياً.

ما يجري فعلياً هو أن الحزب يركز حالياً على خطوطه الخلفية ليس فقط داخل لبنان بل خارجه. هنا، تقول المعلومات نقلاً عن مصادر مقربة من "حزب الله" إنّ الأخير تمكن من الإلتفاف مجدداً على كافة الاستهدافات الإسرائيلية الأخيرة، مشيرة إلى أنّ الضربات التي طالت المزة في سوريا مؤخراً، كانت تهدف لضرب هذه الخطوط من أماكن التخطيط المرتبطة بها، في حين أنّ الضربات المتتالية على معبر المصنع وآخرها فجر الثلاثاء الماضي، تسعى لقطع المزيد من الممرات التي يعتمدها الحزب بين سوريا ولبنان.

عمليا ، فإن الحزب، ورغم الكثير من الاستهدافات الإسرائيلية، نجح في فرض خطوط مرور جديدة، ما يعني أن تدفق الأسلحة والصواريخ إليه يحصل بشكل سلس ولم يتأثر بالضربات الإسرائيلية، وتقول المصادر إن الحزب استفاد من تجربة حرب تموز عام 2006 لتطوير عمليات النقل وسد كافة الثغرات التي قد تؤدي إلى استهدافات مفاجئة.

ورغم أن إسرائيل استهدفت المصنع لمرتين منذ توسيع هجماتها ضدّ لبنان يوم 23 أيلول الماضي، إلا أنه لم تجر أي عملية لاستهداف أي قوافل خاصة بالحزب، والسبب هو أن الخطوات الاستخباراتية التي عمد إليها الأخير جنّبت أي انكشاف جديد لتلك العمليات، ما يعوض الكثير من الخسائر التي تلقاها الحزب في الآونة الأخيرة.

ماذا يعني ذلك؟
مصادر معنية بالشأن العسكري تقول إن "حزب الله" استطاع ترميم قاعدته التسليحية انطلاقاً من سوريا، وهو ما يعطي مجالاً لصمود أكبر على الجبهة القتالية الأمامية في جنوب لبنان تزامناً مع الحرب البرية التي تشنها إسرائيل. وعليه، فإن الحزب، استطاع تأمين الخطوط الخلفية من جهة، كما قام أيضاً برسم خريطة جديدة لتحركات عناصره من دون استنزاف أي منهم خصوصاً أن عمليات كثيرة تحصل من هناك.

لهذا السبب، فإن التكامل في الجبهة وفي الخطوط الخلفية على صعيد التسليح من سوريا وعلى صعيد تأمين أرضية الميدان، يمنح الحزب قدرة كبيرة على التحرك، كما أن هامش المناورة يزيدُ بشكل أكبر طالما أن الحزب بدأ يستخدم أسلحة جديدة تؤثر جداً على مسار المعارك.

ولأن إسرائيل غير قادرة على عرقلة كل ذلك، فإنّ التهديدات التي تطلقها بين الحين والآخر والاستهدافات التي تطال المدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب وبيروت، هدفها بشكل أساسيّ تعويض الإخفاقات الميدانية، وإن كان هذا الأمر ضئيلاً بشكل كبير، وفق ما تقول المصادر.

على هذا الأساس، بحسب المصادر، تتوسع الجبهة باتجاهات عديدة والأساس فيها هو الحفاظ قدر الإمكان على اللوجستيات الأساسية للعمليات، ولهذا السبب يتمتع الحزب بقدرة طويلة على الصمود خصوصاً أن امتداده داخل لبنان كبير وواسع، وهذا أمر يمنحه الكثير من الأساليب والأدوات لتسديد ضربات مهمة جداً ضد إسرائيل كتلك التي طال فيها  قاعدة غليلوت التابعة للجيش الإسرائيلي بصواريخ "قادر 2" في ضواحي مدينة تل أبيب، أمس الأربعاء، وذلك انطلاقاً من إحدى الأنفاق الأساسية التابعة للحزب في جنوب لبنان.


لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك الخبر

إقرأ أيضا