آخر الأخبار

بعد اغتيال نصرالله... كيف سيكون وضع حزب الله عند انتهاء الحرب؟

شارك الخبر
ذكر موقع "عربي 21" أنّ مجلة "الإيكونوميست" نشرت تقريرًا تناولت فيه تأثير اغتيال الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله على لبنان والشرق الأوسط؛ حيث يُواجه الحزب لحظة حرجة بعد اغتيال نصرالله، ما يجعل قيادته الحالية تحت ضغط شديد في ظل الأوضاع المتغيرة.

وقالت المجلة إن "الحزب أصيب بالصدمة بعد إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل نصرالله؛ حيث التزم الصمت لأكثر من 24 ساعة، ولم يصرح بأي تصريحات في ما يخص مصيره أو القصف الضخم الذي استهدف مقره في الضاحية الجنوبية لبيروت. وحتى وسائل الإعلام التابعة للحزب، أصيبت بالذهول. وأخيرًا أكد الحزب إستشهاد نصرالله في حوالي الساعة 2.30 بعد الظهر".

وأضافت المجلة أن "الطائرات الإسرائيلية كانت قد نفذت، بحلول هذا الوقت، سلسلة من الغارات الجوية الإضافية في كافة أنحاء لبنان. وقالت إنها كانت تهدف إلى تدمير المزيد من ترسانة حزب الله من الصواريخ والقذائف، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن التي يمكن إطلاقها على منصات الغاز الطبيعي في البحر المتوسط. وترى إسرائيل نفسها في سباق مع الزمن لتدمير أكبر قدر من المناطق التي يمكنها تدميرها قبل أن يتمكن عدوها من إعادة تجميع صفوفه".

وأوضحت المجلة أن "حزب الله أطلق عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل صباح اليوم التالي لاستشهاد نصرالله، لكن ذلك لم يختلف عن تكتيكاته في الأيام السابقة، معتبرة أن الحزب يعاني من حالة من الفوضى"، مشيرة إلى أنه "من السابق لأوانه التكهن بكيفية محاولته الانتقام، فحتى قادته الذين نجوا ربما لا يعرفون الوسيلة المناسبة للانتقام بعد. ومع ذلك، من السهل استنتاج أن اغتيال نصرالله سيعيد تشكيل لبنان والمنطقة بطرق لم يكن من الممكن تصورها قبل سنة".

وذكرت المجلة أنه "منذ الثامن من تشرين الأول عندما بدأ حزب الله بإطلاق الصواريخ على مستوطنات الشمال تضامنًا مع غزة، كان نصرالله يتصور أنه قادر على الاستمرار في صراع حدودي مفتوح ولكنه محدود. واستمرت قواعد الاشتباك الضمنية حتى 27 تموز، عندما أخطأ صاروخ لحزب الله، والذي كان موجهًا ليستهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية، هدفه وقتل 12 طفلاً في ملعب لكرة القدم".

وبحلول ذلك الوقت، كانت العمليات الإسرائيلية في غزة قد انتهت وانتهزت حكومة بنيامين نتنياهو الفرصة لتغيير القواعد مع حزب الله؛ فاغتالت فؤاد شكر، القائد العسكري للحزب، بعد ثلاثة أيام من الحادث. ولم تكتفِ بهذه الضربة فقط، بل كان ذلك مقدمة لسلسلة من الهجمات في أيلول، بما في ذلك تفجير آلاف أجهزة الاستدعاء المفخخة وحملة من الغارات الجوية ضد ترسانة حزب الله المتمثلة في الصواريخ والقذائف.

وأشارت المجلة إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ التحضير للضربة التي قتلت نصرالله قبل يومين، وعندما علم أن امين عام الحزب وصل إلى مقره لعقد اجتماع، تمت الموافقة على الضربة. لقد كان ذلك نتيجة 18 سنة من التخطيط؛ حيث كانت إسرائيل قد نفذت محاولة اغتيال فاشلة خلال حرب سنة 2006، ثم كرست بعد ذلك الكثير من مواردها الاستخبارية لجمع المعلومات اللازمة لاختراق حزب الله واتصالاته مع إيران.

وذكرت المجلة أن من بين خلفائه المحتملين نائبه نعيم قاسم، ونائبه الآخر هاشم صفي الدين الذي يرأس المجلس التنفيذي للحزب. ويعتبر الأول، والذي يبلغ من العمر 71 سنة، خيارًا غير مناسب، بينما يبدو صفي الدين المرشح الأوفر حظًا، فهو أصغر من قاسم بعقد من الزمن، وابن خالة نصر الله ولديه علاقات وثيقة مع إيران، وذلك لمصاهرته قاسم سليماني، الجنرال الإيراني الشهير الذي اغتالته أمريكا في سنة 2020.

وأفادت المجلة بأن من سيتولى زمام الأمر سيواجه أكثر اللحظات خطورة في تاريخ حزب الله الممتد لأربعة عقود. فلا يتعلق الأمر فقط بأن إسرائيل قضت على كامل قيادته العسكرية تقريبًا، ومحت قرونًا من الخبرة في غضون شهرين، بل بسبب أيضًا موقف الحزب الضعيف أمام الرأي العام اللبناني الذي كان قد بدأ يستاء من هيمنته على السياسة.

لقد كان حزب الله لسنوات حليفًا وثيقًا لإيران؛ فقد لعب دورًا حاسمًا في دعم نظام بشار الأسد في سوريا، ووفر التدريب والتوجيه للميليشيات الأخرى المدعومة من إيران في العراق واليمن.

وأعطت هذه الخدمة نصرالله كل الأسباب لتوقع أن تهب إيران لنجدته، خاصة بعد أن نفذت إسرائيل عملية الاغتيال الصادمة في طهران لإسماعيل هنية، زعيم حماس، لكن ذلك لم يحدث، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن قادة إيران يخشون أن تكون إسرائيل قد اخترقتهم أيضًا. كما أنهم قلقون أيضًا من كيفية تأثير إظهار الدعم العلني لفصائل مثل حزب الله على مكانتهم في الداخل. وفي مواجهة الاستياء المتزايد بسبب اقتصاد محتضر، لا يريد النظام أن يظهر بمظهر من يستثمر المزيد من الموارد في وكيل يبدو أنه يخسر حربه ضد إسرائيل.

وذكرت المجلة أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أعلن في 28 أيلول أنه سيدلي بـ"بيان مهم" حول التطورات في لبنان، إلا أن البيان جاء "أجوف". فقد رأى خامنئي أن الهجمات الإسرائيلية لن تضر بـ"البنية الصلبة" لحزب الله، وأن الحزب سيواصل قيادة القتال ضد إسرائيل.

ولفتت المجلة إلى أنه يمكن لأحداث الأسبوعين الماضيين أن تعيد تشكيل سياسة إيران الأمنية على المدى الطويل. فقد كانت إيران تعتبر في الفصائل الموالية لها رادعها الرئيسي ضد أي هجوم إسرائيلي أو أميركي على مدى عقود من الزمان، أما الآن فهي تشاهد القضاء على أقوى أذرعها دون اتخاذ ردة فعل مناسبة. وقد بدأ بعض الإيرانيين بالفعل يجادلون بأنه يتعين على بلادهم بناء قنبلة نووية واختبارها؛ فإذا كان الردع التقليدي قد فشل، لم يبق سوى الردع النووي.

وقالت المجلة إن خامنئي كان يفضل دائمًا الاحتماء تحت القنبلة النووية، إلا أن الأحداث الأخيرة قد تغير رأيه. وحتى لو لم تغيّره، فهو في الخامسة والثمانين من عمره، ولن يكون القرار دائمًا بيده. ومع ذلك، فإن مثل هذه الخطوة ستضع إيران في مأزق ما. فقد اعتمدت ذات مرة على حزب الله لحماية منشآتها النووية من الهجوم، ولكن الآن ستصبح هذه المنشآت مكشوفة، إذا ما اتجهت نحو تصنيع القنبلة، لأنها لم تعد قادرة على الاعتماد على حزب الله.

واختتمت المجلة تقريرها بتوضيح أن حزب الله ليس على وشك أن يختفي؛ فلديه الآلاف من المحاربين المسلحين، وترسانة من الصواريخ بعيدة المدى، وقاعدة من الدعم الشعبي. لكن قواته التي ستخرج من هذه الحرب ستكون مختلفة تمامًا عن تلك التي دخلتها. (عربي 21)
 
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك الخبر

إقرأ أيضا