في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أكد مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية ومنصة "نون" للتجارة الإلكترونية، محمد العبار، أن السوق السعودية تمثل فرصة استثمارية استراتيجية طويلة الأمد، مشيراً إلى أن "إعمار" تعمل في المملكة منذ نحو 18 عاماً من خلال شركتي "إعمار الشرق الأوسط" و"إعمار المدينة الاقتصادية"، وتواصل استكشاف فرص جديدة في قطاعات الضيافة والمراكز التجارية.
وقال العبار في مقابلة مع "العربية Business" على هامش مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار: "المملكة تشهد زخماً عمرانياً واقتصادياً غير مسبوق، والفرص في تزايد، سواء في الضيافة أو مراكز التسوق. نحن متفائلون جداً بما نراه على الأرض."
وحول التوقعات بتصحيح في أسعار العقارات في دبي خلال العام المقبل، أوضح العبار أن السوق يشهد نمواً يفوق التوقعات، مدفوعاً بالسياسات الحكومية، والاستقرار الجيوسياسي النسبي، وتدفق السكان من دول أخرى نحو الإمارات.
وأضاف: "نعم، هناك ارتفاع في الطلب، سواء على الشراء أو الإيجار، لكن المشاريع قيد الإنشاء والمتوقعة في 2026 و2027 ستعيد التوازن للسوق. نحن لا نبحث عن ارتفاعات غير مستدامة، بل عن سوق صحي طويل الأمد، حتى لو تراجع هامش الربح قليلاً."
وأشار إلى أن القطاع العقاري في الإمارات لا يعتمد بشكل كبير على التمويل البنكي، ما يمنحه مرونة واستقراراً أكبر مقارنة بأسواق أخرى مثل الولايات المتحدة.
وتحدث العبار عن مشروع "هلا" الجديد الذي أطلقته إعمار بقيمة 100 مليار درهم، قائلاً: "الموقع استثنائي، بجوار دبي هيلز، وسنقدّم من خلاله منتجاً فاخراً ضمن فئة الـUltra Luxury. المشروع يعكس ثقتنا في السوق واستمرار الطلب على العقارات المتميزة."
وعن توجه المطورين العقاريين نحو الاستثمار في مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، قال العبار إن إعمار تركز على ما تتقنه، مضيفاً: "نحن مثل الطباخ الذي يُجيد إعداد الأطباق الإيطالية. نعرف كيف نبني مدناً، فنادق، مراكز تجارية، حدائق، وشققا. هذا هو مجالنا، ولا نلاحق كل صيحة جديدة".
وأوضح أن الشركة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات في عملياتها، لكنها لا تنوي الدخول كمطور مباشر في هذا القطاع، قائلاً: "لدينا مشاريع في 20 دولة، وكل مشروع يتطلب تركيزاً عالياً. لا يمكن أن نشتت أنفسنا. نترك الذكاء الاصطناعي للمتخصصين، ونركز نحن على بناء المدن."
وعن أزمة السكن في الولايات المتحدة، قال محمد العبار، إن أزمة السكن في الولايات المتحدة تمثل تهديداً حقيقياً للاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أن بإمكانه جمع 400 مليار دولار خلال أسبوع واحد فقط لحل هذه الأزمة، إذا توفرت الإرادة السياسية.
وأوضح العبار أن تصريحه لم يكن موجهاً للإدارة الأميركية بشكل مباشر، بل كان محاولة لنشر الوعي حول قضية لا تحظى بالاهتمام الكافي، رغم تأثيرها العميق على الاقتصاد الأميركي والعالمي.
وتابع: "نجاح أميركا مهم لنا جميعا، كما هو نجاح روسيا والصين. لكن للأسف، السياسة الأميركية تدور فقط حول الانتخابات، وليس حول الحلول الجذرية. أزمة السكن هناك ليست مجرد أزمة عقارية، بل أزمة اقتصادية واجتماعية."
وأشار إلى أن حل أزمة السكن يمكن أن يحقق عوائد ضريبية واقتصادية تفوق ما تحققه الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي أو الطاقة المتجددة، من حيث خلق الوظائف وزيادة دخل الأفراد.
وفي حديثه عن تجربته مع منصة "نون"، قال العبار إن المشروع لم يكن مجرد استثمار في التجارة الإلكترونية، بل تجربة تعليمية غيّرت طريقة تفكيره في إدارة الأعمال. متابعاً: "نون علّمتني كيف أستخدم التكنولوجيا بذكاء، كيف أكون دقيقًا في التكاليف، وكيف أطور أسلوب العمل. هذه الدروس انعكست على أداء إعمار، التي أصبحت اليوم من أكثر الشركات دقة في التنفيذ."
وأضاف أن "نون" تعتمد على الذكاء الاصطناعي منذ اليوم الأول، حيث تستقبل المنصة أكثر من 6 ملايين زائر يوميا، ما يتطلب أنظمة ذكية لإدارة العمليات بكفاءة.
الطروحات العامة.. "اترك شيئًا على الطاولة"
وحول إمكانية طرح "نون" للاكتتاب العام، قال العبار إن مجلس الإدارة يدرس هذا الخيار، لكن لا يوجد قرار نهائي حتى الآن، مشيرًا إلى أن الشركة مربحة، لكنها تستثمر باستمرار في مشاريع تطويرية جديدة.
"نحن لسنا صندوق استثمار خاص يهدف للخروج بعد خمس سنوات. نحن شركة وطنية، نؤمن بأن التكنولوجيا يجب أن تكون جزءا من مستقبلنا، ونريد أن نطرح الشركة عندما تكون جاهزة بكل المقاييس."
وانتقد العبار بعض الطروحات التي تتم بأسعار مرتفعة، قائلاً: "المستثمر الذي يطرح الشركة يجب أن يترك شيئًا على الطاولة. إذا كنت تبيع 20%، فدع الناس تستفيد قليلاً. الخير موجود، ولا يجب أن تأخذ كل شيء."
وفيما يتعلق باستخدام العملات الرقمية في مبيعات العقارات، خاصة في دبي، قال العبار إن "الكريبتو قادم لا محالة"، لكنه شدد على ضرورة وجود سياسات واضحة من البنوك المركزية والحكومات.
وتابع: "نحن لا نريد أن نغامر بسمعة شركاتنا. ننتظر قوانين واضحة من الجهات التنظيمية، وعندها سنتحرك. نحن نحب النظام، ونعمل في دول تحترم القانون، مثل السعودية والإمارات ومصر."
المصدر:
العربيّة