آخر الأخبار

ما هو الشكل الأنسب لقوة حفظ السلام في غزة، وقواعدها في الاشتباك؟ - مقال رأي في التليغراف

شارك
مصدر الصورة

نبدأ جولتنا الصحفية لهذا اليوم من صحيفة تليغراف البريطانية، ومقال بعنوان "على قوة غزة الجديدة أن تحافظ على هذا السلام الهش. إليكم كيف يجب تشكيلها"، كتبه هاميش دي بريتون-غوردون، وهو ضابط سابق في الجيش البريطاني.

يستذكر الكاتب تجربة مشاركته في قوة حفظ سلام دولية، في إقليم كوسوفو في منطقة البلقان، والذي أصبح لاحقا دولة تحظى باعتراف دولي جزئي. ويرى أن نوعاً من السلام يبدو قد تحقق في غزة وإسرائيل، لكن الحفاظ عليه قد يكون بنفس صعوبة الوصول إليه، وسيكون هو التحدي الأكثر صعوبة.

تشير كل من الأمم المتحدة وخطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المكونة من 20 نقطة إلى أن قوة دولية لتحقيق الاستقرار(ISF) مطلوبة للحفاظ على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبدء العملية الإنسانية الشاقة والمعقدة لإطعام الجائعين، وإعادة تشغيل الكهرباء والمياه، وبدء عمليات إعادة الإعمار، وإنشاء قوة شرطة فلسطينية محلية في الوقت المناسب، وفق الكاتب.

وكتب: "وللبدء، تقوم فرقة صغيرة من القيادة المركزية الأمريكية بإنشاء "مركز تنسيق مدني عسكري" لتحريك الأمور. ويقترح البعض، ومن بينهم أنا، أن تُحاكي قوة الاستقرار هياكل وأساليب قوة (KFOR)، التي شُكِّلت قبل نحو 25 عاماً للحفاظ على السلام في إقليم كوسوفو، وانخرطتُ فيها كضابط شاب في الجيش (البريطاني) لعدة سنوات".

يرى الكاتب أن التحدي الأول لقوات الأمن الداخلي المقترحة في غزة يتمثل في تركيبتها وبنيتها. ومن المرجح أن تتكون القوة في معظمها من جنود من دول شرق أوسطية مقبولة لدى إسرائيل والفلسطينيين على حد سواء.

يرجح الكاتب أن تسهم دولة قطر في هذه القوات، إلا أن هذه الدولة الخليجية الصغيرة لا تملك العدد الكافي من الجنود لتحمل المسؤولية بمفردها - إذ "ستكون هناك حاجة إلى حوالي 60 ألف جندي، كما هو الحال مع قوة كوسوفو الأصلية، لتوفير قوة استقرار فعالة".

"أول وأقرب الدول إلى هذا التحدي هي مصر، التي بدأت بالفعل بتقديم قوات مع قطر، لتبدأ بتوفير قوات أمنية للمهمة الأمريكية الأولية. ومن المرجح أيضاً أن تقدم السعودية، الأقرب إلى إسرائيل، بعضاً من القوات، إلى جانب دول خليجية أخرى مثل الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان".

ويرى الكاتب أن هذه الدول قادرة على القيام بمعظم المهام الشاقة، عندما يتعلق الأمر بالعناصر المساعدة، مثل طائرات النقل الثقيل C-17 ومروحيات النقل الثقيل. كما أبدت تركيا أيضاً اهتماماً بالغاً بالتدخل، وهو أمر يبدو منطقياً نظراً لموقعها الاستراتيجي بين الغرب والشرق الأوسط من نواحٍ عديدة، ثقافية وعرقية ودينية، وفق الكاتب.

قواعد الاشتباك

كما هو الحال مع قوة كوسوفو، ستكون قواعد الاشتباك (ROE) الخاصة بهذه القوة بالغة الأهمية، وفق الكاتب، وستمثل تحدياً هائلا.

"يجب أن تكون قواعد الاشتباك قوية بما يكفي لقمع أي محاولة من حماس، أو غيرها من الجماعات، لإعادة إشعال الصراع، وحساسة بما يكفي لعدم معاقبة أي تصرفات طائشة صغيرة من جانب سكان فقراء وجائعين بقسوة مفرطة".

"من الضروري أن تكون قوة الاستقرار الدولية فعّالة في ضمان كونها الجماعة المسلحة البارزة الوحيدة في غزة، حتى لا يشعر الإسرائيليون بالتهديد - أو يتعرضوا للهجمات - فيشعرون بالرغبة في التصرف بأنفسهم. يجب على قوة حفظ السلام أيضاً تجنب استعداء السكان المحليين والانخراط في حرب احتلال ضدهم".

ويرى الكاتب أنه بمجرد رسم الخطوط، ربما بنشر أربعة أو خمسة ألوية دولية في جميع أنحاء غزة، يمكن أن تبدأ مهمة المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار بجدية. سواءٌ أكانت هذه العملية انطلاقاً من مصر أم من إسرائيل، لكنه يرجح أن تأتي المساعدات الأولية الضخمة عبر مصر كما حدث العام الماضي.

وكتب: "هنا يجب على الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، أن يلعب دوره في توفير الموارد اللازمة لإيصال المساعدات وإعادة تشغيل البنية التحتية".

"اللصوص تحولوا إلى حُماة"

مصدر الصورة

ننتقل إلى صحيفة الغارديان، ومقال رأي بعنوان "بينما يتظاهر مرتكبو الإبادة الجماعية في غزة بأنهم منقذوها، يعود الناجون إلى ديارهم - إلى أرض قاحلة"، كتبته نسرين مالك.

تشير الكاتبة إلى قمة شرم الشيخ التي تعقد، اليوم الإثنين، بمشاركة العديد من قادة العالم وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تستشهد الكاتبة بتعبير عربي باللغة الدراجة، "حاميها حراميها"، والذي يعني أن الشخص المكلف بحماية وتأمين شيء ما ضد سرقة اللصوص هو من يقوم بسرقته بدلا من اللصوص.

وترى نسرين مالك أن ذلك التعبير "يتبادر إلى الذهن، بينما يتجمع أولئك الذين زودوا إسرائيل بالسلاح بسخاء ليجدوا طريقة لتحقيق السلام في غزة".

وتتوقع الكاتبة أنه خلال الأسابيع والأشهر القادمة، ستظهر غزة أكثر دماراً مما عُرض للعالم حتى الآن. "لقد أصبح بالفعل الحجم الهائل لما يحتاج إلى إعادة بناء واضحاً. يعود الناس إلى منازلهم في مدينة غزة ليجدوا أرضاً قاحلة، سوّتها القنابل ثم الجرافات بالأرض".

ورغم أن الناس في غزة ربما قد تحرروا من الخوف من الموت، تتساءل الكاتبة: ماذا عن الحياة التي يواجهونها الآن؟ ماذا عن آلاف الأيتام، والأطفال الجرحى أو المشوهين الذين لا عائلات لهم على قيد الحياة؟

"من المؤكد أن عدد القتلى سيرتفع، حيث تُنتشل الجثث التي لم يكن من الممكن انتشالها من بين الأنقاض. ما لا يقل عن 10 في المئة من سكان غزة إما قُتلوا أو جُرحوا، وهذا تقدير متحفظ".

وتنتقد الكاتبة محاولة تبرئة من ارتكبوا تلك الجرائم في خضم الاحتفال بـ"صنع السلام".

"لقد بدأ دونالد ترامب بالفعل في الاحتفال بنصره في صنع السلام، بعد أن ساعد في ما حدث (بتزويد إسرائيل بالسلاح) طيلة أشهر. أشاد جاريد كوشنر بسلوك إسرائيل... أشاد (رئيس الوزراء البريطاني) كير ستارمر بترامب لتأمينه الاتفاق، وركز على أهمية السماح بدخول المساعدات الإنسانية، وقال مكتبه إنه سيُشيد "بشكل خاص" بالرئيس الأمريكي في شرم الشيخ".

وأضافت: "وهكذا أصبح لدينا الآن جريمة بلا مجرمين، إبادة جماعية بلا مرتكبيها، شعب بائس علينا أن نصدق أن حماس هي من أذلته، ويجب إطعامه وسقيه بينما يقرر العالم ماذا سوف يفعل به (شعب غزة)".

"لكن الكثيرين حول العالم ممن شهدوا المذبحة، وكل ما استُخدم لاستمرارها لمدة عامين كاملين، لن ينسوا بسهولة. إن المستقبل الآمن لسكان غزة، وفلسطين عموماً، ليس أمراً يمكن أن يوفره اللصوص الذين تحولوا إلى حماة".

"لحظة أمل نادرة في الشرق الأوسط"

أخيراً، نختتم جولتنا من صحيفة فايننشال تايمز وافتتاحية بعنوان "لحظة أمل نادرة في الشرق الأوسط".

تقول الصحيفة إنه على مدار عامين، جسّد الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة الصدمة الشديدة، التي ألحقها هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بالمجتمع الإسرائيلي، ومن ثم فإن إطلاق سراح الرهائن، ضمن المرحلة الأولى من خطة ترامب لإنهاء الحرب، يجب أن يكون خطوة نحو إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وكتبت: "بافتراض أن كل شيء يسير كما هو مخطط له، فيجب أن تكون هذه لحظة شفاء لإسرائيل، لحظة فرح ممزوج بالحزن على أولئك الذين فُقدوا. كما ستمثل أهم إنجاز في السياسة الخارجية لولاية ترامب الثانية المضطربة. وبالقدر نفسه من الأهمية، فإن وقف إطلاق النار سيجلب الراحة لأكثر من مليوني من سكان غزة اليائسين، الذين عاشوا القصف اليومي والنزوح الجماعي والمجاعة على نطاق واسع".

أشادت الصحيفة بترامب على مساعيه لإنهاء الحرب. "لقد نجح متأخراً في القيام بما بدا غير راغب فيه: الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك حماس، لوقف الحرب كجزء من خطته المكونة من عشرين نقطة والتي عُرضت الشهر الماضي. كما تستحق قطر ومصر وتركيا الثناء لإقناع حماس بالموافقة".

واختتمت: "إن إطلاق سراح الرهائن لحظةٌ بالغة الأهمية. إنها مجرد خطوة أولى نحو السلام. لا تزال هناك عقبات صعبة تنتظر ترامب إذا أراد ضمان تسوية دائمة وقادرة على الصمود في غزة، كما وعدت خطته".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا