آخر الأخبار

وثائق مسربة تكشف عن تعزيز دول عربية للتعاون العسكري مع إسرائيل أثناء حرب غزة – الواشنطن بوست

شارك
مصدر الصورة

في جولة الصحافة ليوم الأحد، ننشر لكم ملخصاً لتقرير أوردته الواشنطن بوست الأمريكية، يتحدث عن التعاون العسكري بين دول عربية وإسرائيل خلال حرب غزة، وفقاً لوثائق أمريكية مسربة. ثم ننتقل إلى الفايننشال تايمز البريطانية التي تجد في مقالها أن اتفاق غزة أوقف الحرب لكنه لم يحقق السلام، وأخيراً إلى الإندبندنت البريطانية التي ترى أن الواقع لا يزال "كئيباً"، على الفلسطينيين في غزة.

ونبدأ من تقرير الواشنطن بوست، للصحفي ديفيد كينر، وقال فيه إن دولاً عربية عززت التعاون مع الجيش الإسرائيلي طوال أشهر الحرب.

تعاونت صحيفة الواشنطن بوست والاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين في إعداد هذا التقرير. كما ساهم دان لاموث في إعداده.

وبحسب التقرير فإن مسؤولين عسكريين إسرائيليين وعرب اجتمعوا في لقاءات وتدريبات، بتسهيل من القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، تمحورت حول التهديدات الإقليمية وإيران والأنفاق تحت الأرض.

وتعود "بداية هذا التعاون إلى ثلاث سنوات مضت، إذ عقدت اجتماعات تخطيطية في البحرين ومصر والأردن وقطر بمشاركة ضباط رفيعي المستوى من الجانبين. وأوضحت الوثائق أنّ هذه العلاقات واجهت أزمة بعد الغارة الإسرائيلية على الدوحة في سبتمبر/أيلول، لكنها قد تلعب دوراً محورياً في مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في غزة"، وفق الصحيفة.

وتلفت الواشنطن بوست إلى أنه "رغم هذا التعاون السري، واصل القادة العرب انتقاد إسرائيل علناً، إذ وصف قادة مصر وقطر والسعودية والأردن حربها في غزة بأنها 'إبادة جماعية'، بينما اتّهم أمير قطر إسرائيل في الأمم المتحدة بأنها 'دولة معادية لبيئتها تبني نظام فصل عنصري'".

وبحسب الوثائق اجتمع كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين والعرب في قاعدة العديد الأمريكية في قطر، في مايو/أيار 2024، وأن الوفد الإسرائيلي ذهب إلى القاعدة الأمريكية مباشرة دون الدخول إلى قطر عبر المطارات حتى لا يتم كشفه.

وتُظهر الوثائق أن التهديد الذي تُشكله إيران كان الدافع وراء توثيق العلاقات، برعاية "سنتكوم".

وتقول الواشنطن بوست إن الوثائق المسربة التي اطلعت عليها، كان قد حصل عليها الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، وتتألف من خمسة عروض تقديمية من برنامج باوربوينت للقيادة المركزية الأمريكية.

وتتحدث الوثائق عن إنشاء ما يصفه الجيش الأمريكي بـ"الهيكل الأمني الإقليمي".

ويضم "الهيكل الأمني الإقليمي" إسرائيل وقطر والبحرين ومصر والأردن والسعودية والإمارات، مع اعتبار الكويت وعُمان "شريكين محتملين"، وفق الواشنطن بوست.

كما تشير الصحيفة إلى أن العروض التقديمية غير سرية ووُزّعت على الشركاء العرب، وفي بعض الحالات أيضاً على تحالف الاستخبارات "العيون الخمس" الذي يضم أستراليا وكندا ونيوزيلندا وبريطانيا والولايات المتحدة، وأعدت بين عامي 2022 و2025، أي قبل حرب غزة واستمرت بعد اندلاعها في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وعن تفاصيل التعاون كانت الولايات المتحدة قد أعلنت "إرسال 200 جندي إلى إسرائيل لدعم تنفيذ اتفاق الهدنة، إلى جانب قوات من بعض الدول العربية المشاركة في هذا التعاون الأمني. ويأتي ذلك بعد إعلان هذه الدول دعمها لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكوّنة من 20 نقطة لإنهاء الحرب، وتدعو إلى تشكيل قوة دولية في غزة لتدريب شرطة فلسطينية جديدة".

ويضيف التقرير أن من بين "التدريبات المشتركة، عُقدت دورة في قاعدة (فورت كامبل) في ولاية كنتاكي الأمريكية حول كيفية كشف وتحييد الأنفاق، وهو التكتيك الذي تستخدمه حركة حماس في غزة. كما عملت القيادة المركزية على تطوير خطط إعلامية لمواجهة الرواية الإيرانية...".

تحقق الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين وصحيفة الواشنطن بوست من صحة الوثائق من خلال مقارنة التفاصيل الرئيسية بسجلات وزارة الدفاع الرسمية والوثائق العسكرية المؤرشفة وغيرها من المصادر المفتوحة. تطابقت تواريخ ومواقع التدريبات والاجتماعات العسكرية المعلنة مع البيانات الرسمية الصادرة عن الجيش الأمريكي، كما تطابقت أسماء ورتب ومناصب المسؤولين العسكريين الأمريكيين والأجانب مع السجلات العامة.

وبحسب ما نشرت الصحيفة، رفض مسؤولو القيادة المركزية الأمريكية التعليق على التقرير. ولم تستجب إسرائيل والدول العربية الست المشاركة في هذا المشروع لطلبات التعليق.

وفي إشارة إلى الحساسية السياسية لهذا التعاون، تنص الوثائق على أن الشراكة "لا تشكل تحالفاً جديداً" وأن جميع الاجتماعات "ستُعقد في سرية تامة".

وتُظهر الوثائق أيضاً تنفيذ خطة دفاع جوي لمواجهة صواريخ وطائرات إيران المسيّرة، التي وقعت عليها إسرائيل والدول العربية في مؤتمر أمني عام 2022، واتفقوا على تنسيق التدريبات العسكرية وشراء المعدات اللازمة لإنجاحها...لكن رغم هذا لم يفعل نظام الدفاع الجوي شيئاً لحماية قطر من الضربة الإسرائيلية، تقول الصحيفة.

وتقول الصحيفة إن قطر والسعودية لعبتا دورا مهماً خلف الكواليس في هذه الشراكة الناشئة. وأكدت الوثائق أن مؤتمر الأمن الذي عُقد في مايو/آيار 2024 في قاعدة العديد الجوية كشف عن تنامي التعاون، حيث أجرى مسؤولون إسرائيليون مناقشات ثنائية مع ممثلين من كل دولة عربية مشاركة.

كما تبادلت السعودية المعلومات الاستخبارية مع إسرائيل والشركاء العرب حول مجموعة واسعة من القضايا الأمنية.

وفي اجتماع عُقد عام 2025، قدّم مسؤول سعودي ومسؤول استخبارات أمريكي "نظرة عامة استخباراتية" للشركاء حول التطورات السياسية في سوريا، والدور الذي تلعبه روسيا وتركيا والقوات الكردية. كما تناولت الإحاطة "التهديدات التي تشكلها جماعة الحوثي، المدعومة من إيران في اليمن، وعمليات تنظيم الدولة في سوريا والعراق".

صفقة ترامب "لم تحقق السلام بعد"

مصدر الصورة

تناولت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية الاتفاق بين إسرائيل وحماس على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإنهاء الحرب في غزة، ونشرت مقالاً للكاتب إميل حكيم، قال فيه إن "صفقة" ترامب أنهت الحرب - لكنها "لم تُحقق السلام بعد".

ويرى الكاتب وهو مدير قسم الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن هذه الخطة مهما كانت ناقصة، فإنها تمنع احتمالات أسوأ، خاصة "التطهير العرقي في غزة"، كما أنها تُحرر الرهائن الإسرائيليين، وتُوقف قتل المدنيين في غزة، وتُطلق سراح مئات السجناء الفلسطينيين. هذا بالإضافة إلى تسليم فوري للمساعدات التي تشتد الحاجة إليها، على الرغم من أن إسرائيل ستظل تسيطر على أكثر من نصف قطاع غزة في المستقبل المنظور.

ودفع الاتفاق بترامب للاحتفال بإنجازه، وسيسعى إلى "تحقيق المجد" خلال رحلته إلى إسرائيل، حيث يعمل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إقناع جمهوره بأنه حقق النتيجة المرجوة وأن الثمن كان يستحق ذلك. بينما بدأ الفلسطينيون المهمة الصعبة المتمثلة في السعي للتعافي والتعافي من أسوأ حرب مروا بها على الإطلاق، تقول الصحيفة في مقالها.

ويرى كاتب المقال أن الأمر كان بحاجة لضغط أمريكي وبمجرد أن طبقته واشنطن، صمتت المدافع بسرعة. وبعد أن تخلى ترامب "عن أوهامه السابقة حول ريفييرا غزة، استغل عزلة إسرائيل الدولية لمحاصرة نتنياهو، مطمئناً المصريين والأردنيين والقطريين والإماراتيين والسعوديين القلقين (بسبب الأوضاع)".

ومع ذلك يوضح الكاتب أن خطة ترامب "لا تتعلق بالسلام بعد، كما أنها ليست خطة مدروسة جيداً". فبعد المرحلة الأولى المتفق عليها، لا يزال هناك الكثير من الغموض، ومساحة للمساومة، وعقبات غير متوقعة.

ويرى أن "تصميم الصفقة فيه خلل"، لأنها "همّشت السلطة الفلسطينية -الحكومة المعترف بها رغم شيخوختها وضعفها-. كما أنه ينشئ نظام وصاية على غزة دون أي إشارة إلى القانون الدولي، ويضع مفاوضات مفتوحة الأمد مشروطة فقط بإصلاحات فلسطينية، على غرار محاولات فاشلة سابقة".

وأما حركة حماس فيرى الكاتب أنها الآن "أمام لحظة حساب. فالحركة الإسلامية هي الخاسر الأكبر في هذه الحرب: مقامرتها الدموية تحولت إلى مأساة مدمّرة للفلسطينيين. ومكانتها انهارت داخلياً وإقليمياً..."، وفق رأيه.

ومع تراجع دور حماس، "تقع المسؤولية الآن على إسرائيل. فنتنياهو قادر بسهولة على تقويض العملية لأن شروط الصفقة غامضة بما يكفي لذلك. يمكنه استئناف الحرب لأتفه الأسباب، أو تأجيل الانسحابات الإسرائيلية اللاحقة إلى أجل غير مسمى، أو الامتناع عن التفاوض حول المراحل التالية، كما فعل عندما أنهى محادثات وقف إطلاق النار في وقت سابق من هذا العام".

ورغم كل ما سبق يخلص الكاتب في نهاية مقاله إلى أن "الدولة الفلسطينية ليست قريبة بعد، لكن فرصها أفضل مما كانت عليه قبل أسبوعين، وهناك بصيص أمل ولو كان هشاً، من أجل سلام إقليمي".

"واقع كئيب للعائدين"

مصدر الصورة

اهتمت صحيفة الإندبندنت بأوضاع النازحين الفلسطينيين في غزة والتحديات أمام عودتهم إلى ديارهم مرة أخرى، ونشرت تقريراً مطولاً عن "الواقع الكئيب للفلسطينيين العائدين إلى ديارهم بعد وقف إطلاق النار"، كتبه نضال حمدونة وبيل ترو.

وقالت الصحيفة إن كل شيء "اختفى في غزة"، ويخوض عشرات الآلاف من الفلسطينيين مسيرة طويلة عائدين إلى ديارهم شمال غزة، ليجدوا أنفسهم وسط الرماد والأنقاض.

يعود العديد من الفلسطينيين إلى ديارهم ليجدوا أنه لا يوجد منزل، خاصة في بيت لاهيا في أقصى شمال غزة، إحدى أكثر المناطق دماراً في القطاع المُحاصر والمُدمر، يذكر المقال.

وقدّر تقييم مشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي أن تكلفة إعادة إعمار القطاع ستتجاوز 53 مليار دولار، وسوف تستغرق هذه العملية عقوداً، بل أجيالاً، وخلص مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، العام الماضي، بأنه حتى لو توقفت الحرب وإذا ظلت غزة تحت الحصار الإسرائيلي، فقد يستغرق الأمر 350 عاماً حتى يعود اقتصادها المنهك إلى مستويات ما قبل الحرب، كما تفلت الصحيفة.

وتفيد بأنه ستكون هناك أيضاً زيادة هائلة في المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة، إذ قال مرصد الجوع العالمي المدعوم من الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام إن "المجاعة قد تفشت".

وينقل المقال عن توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، قوله إن وكالات الأمم المتحدة لديها 170 ألف طن متري من الغذاء والأدوية والإمدادات الأخرى جاهزة للتوجه إلى غزة. لافتاً إلى أن الخطوة الأولى هي إدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات يومياً، لكن يخشى الكثيرون أن "يُشكّل ذلك تحدياً لوجستياً إذا استمرت إسرائيل في فرض القيود".

ومن دواعي القلق الأخرى الجرحى والمرضى في حالات حرجة داخل غزة. وحذرت منظمة الصحة العالمية بأن نظام الرعاية الصحية دُمر بعد عامين من الحرب.

كما نقلت الصحيفة عن ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قوله إنهم سيبدأون بتوسيع نطاق إيصال الإمدادات الطبية، لكن العبء لن "يخفّ بين عشية وضحاها". وسط مخاوف من عدم استمرار وقف إطلاق النار، أو أن تُواصل إسرائيل حصاراً جزئياً، مما يُعيق القدرة على الاستجابة للأزمة الطبية الهائلة، وفق ما أفاد به المقال.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا