آخر الأخبار

لوبس: المسيرات تغيّر وجه الحروب وتدفعها نحو نقطة اللاعودة

شارك

في مشهد متسارع يعكس تغيرات عميقة في موازين القوى العسكرية، تعيد الطائرات المسيرة تشكيل مفاهيم القتال باعتبارها أيقونة جديدة للحروب المعاصرة، وما الحرب في أوكرانيا إلا ساحة تجريبية لهذه التحولات، مع تصاعد دور المسيرات لتصبح السلاح الأبرز في هذا الصراع.

بهذه الجملة لخصت مجلة لوبس ما أحدثته المسيرات من تأثير في الحروب الحديثة، مستعيرة ما أبرزه الفيلم الأميركي "غود كيل" عن واقع استخدام الطائرات المسيرة، من خلال قصة طيار أميركي يقتل عن بعد في اليمن أو أفغانستان، قبل أن يعود لحياته اليومية في نيفادا، مما خلف لديه انفصاما، واضطرابا نفسيا يشبه ما يعيشه الجنود في ساحات المعارك.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 كاتب تركي: إسرائيل مصنع لمعاداة السامية وشعبيتها في أميركا تتراجع
* list 2 of 2 175 ألف ماسوني ببريطانيا.. هل يمارسون تأثيرا خفيا داخل مؤسسات الدولة؟ end of list

وتوضح المجلة -في تقرير بقلم بيير هاسكي- أن المسيرات باتت اليوم رمزا فعليا لعصر تتشابك فيه التكنولوجيا مع العنف بشكل غير مسبوق، وضربت مثالا بأوكرانيا التي انتقلت من استخدام طائرات مسيرة تجارية معدلة بأيدي هواة، إلى صناعة متقدمة تنتج ملايين الطائرات سنويا.

مصدر الصورة مهندسون يختبرون طائرة مسيرة رباعية المراوح من صنع أوكرانيا (أسوشيتد برس)

ونبهت المجلة إلى أن هناك ديناميكية مستمرة من الابتكار المضاد في "حرب المسيرات" بين روسيا وأوكرانيا، إذ يقابل كل تطور من طرف بتكتيك جديد من الطرف الآخر، مما غير مفاهيم أساسية، وضعت المسيرة مكان الجندي في الخطوط الأمامية، تخترق وتضرب وتعود أو تتحطم في مهمتها.

ولم تعد الحرب محصورة في جبهات القتال بسبب المسيرات -كما تقول الصحيفة- فقد اخترقت هذه الطائرات الأجواء البولندية والرومانية، وتسببت في إغلاق مطارات كبرى مثل كوبنهاغن وميونخ، وهي تنشر الذعر والارتباك، سواء من خلال التدمير المباشر أو التأثير النفسي والشعور الدائم بالتهديد.

وهذا التحول في طبيعة الحرب -كما يرى الكاتب- يعكس عالما تتحكم فيه التكنولوجيا بقدر متزايد، حيث أصبحت دول مثل تركيا وأوكرانيا قوى عظمى في تكنولوجيا المسيرات، وتفوقت جماعات مسلحة في أفريقيا على جيوش وطنية، في حين تسعى الدول الصناعية الكبرى إلى مواكبة السباق، دون جدوى حتى الآن.

الطائرة المسيرة، بكل ما تمثله من تطور وسرعة في التحول، أصبحت رمزا قاتما لعصر يعاد فيه تعريف الحرب والقيم وحتى حدود الإنسانية

بيد أن السيناريو المستقبلي الأكثر إثارة للقلق -حسب الكاتب- يتمثل في أسراب من الطائرات المسيرة الذكية، القادرة على اتخاذ قرارات ذاتية والتنسيق فيما بينها دون تدخل بشري، وعندها ستكون الحروب قد دخلت فصلا جديدا بالكامل، يختفي فيه "المقاتل" لصالح خوارزميات قاتلة.

إعلان

وذكرت المجلة أن بعض المنظمات الدولية غير الحكومية التي تسعى لحظر الأسلحة الذاتية التشغيل لا تجد جهودها أي صدى، مع تراجع القانون الدولي الإنساني، وانهيار اتفاقيات الحد من التسلح، وتراجع دور المؤسسات المتعددة الأطراف.

ويشير الخبير الأميركي بول شاري في كتابه "جيش من لا أحد" إلى عقلية تسود مراكز القرار في الدول الكبرى، حيث يقول أحد المسؤولين "لا نرغب في تطوير أسلحة ذاتية، إلا إذا امتلكها العدو"، وها نحن اليوم نعيش هذا الواقع.

وخلصت المجلة إلى أن حروب عام 2025 تتجه سريعا نحو نقطة اللاعودة، مدفوعة برغبة في تقليل الخسائر البشرية، لتصبح الطائرة المسيرة، بكل ما تمثله من تطور وسرعة في التحول، رمزا قاتما لعصر يعاد فيه تعريف الحرب والقيم وحتى حدود الإنسانية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا