آخر الأخبار

توماس فريدمان: شعوب تقاوم الاستبداد وترامب يعصف بالديمقراطية

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في مقال جديد يحمل نبرة تحذير ودعوة إلى التحرك، كتب الصحفي والمفكر الأميركي توماس فريدمان من العاصمة الأوكرانية كييف مقالا بصحيفة نيويورك تايمز يقارن فيه بين التصميم الذي تبديه شعوب -مثل أوكرانيا – لحماية مؤسساتها الديمقراطية، وبين ما يعتبره حالة من اللامبالاة والتقاعس في الداخل الأميركي أمام نزعة الرئيس دونالد ترامب السلطوية.

يستهل فريدمان مقاله بمشهد من قلب الحرب الأوكرانية، حيث طوّرت كييف، تحت القصف الروسي، صناعة مسيّرات محلية مرنة قادرة على التكيّف بسرعة مع تكتيكات العدو.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 صحف عالمية: الاعتراف بدولة فلسطين جيد وجهود أوروبا يقابلها تردد ترامب
* list 2 of 2 إعلام إسرائيلي: ندفع أثمانا باهظة للهجوم على قطر ونواجه عقوبات صامتة end of list

ويصف كيف شاهد في مؤتمر إستراتيجية يالطا الأوروبية الذي عُقد مؤخرا في العاصمة الأوكرانية، خط إنتاج بسيطا يصنع نحو مئة طائرة مسيّرة خلال يومين فقط، بفضل مهندسين يعيدون برمجة هذه الطائرات بين هجوم وآخر لمواجهة تكتيكات روسيا المتغيرة.

هذه الروح الابتكارية -كما يقول- تجسد رفض الأوكرانيين فكرة الانتظار حتى يأتي "الخلاص الأميركي"، خاصة في ظل مواقف ترامب المتقلبة تجاه الحرب، الذي "يلقي باللوم تارة على أوكرانيا ، ويتوعد روسيا بالعقوبات على صادراتها النفطية تارة أخرى"، وينفي مسؤولية الولايات المتحدة ، ثم يعلن أن أوكرانيا يمكن أن تستعيد كامل أراضيها، دون أن يقدم دعما حقيقيا لها.

ويرى فريدمان أن المفارقة هنا صارخة بين أوكرانيا وإسرائيل من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، حيث يقول: "عندما تنظر إلى أميركا اليوم من كييف أو تل أبيب، تلاحظ إلى أي مدى كان الأوكرانيون والإسرائيليون المحبون للديمقراطية مستعدين للنزول إلى الشوارع -في قلب حروب ساخنة- للتصدي لطغاة محتملين يحاولون تقويض مؤسساتهم الديمقراطية".

أما في الولايات المتحدة -يضيف الكاتب- فيكتفي كثير من الأميركيين اليوم بـ"الاحتجاج عبر التغريدات"، وهو ما يشبّهه فريدمان بإطلاق "قذيفة هاون نحو مجرة درب التبانة"، في إشارة إلى عدم الجدوى والخطورة الكامنة في هذا النوع من السلبية السياسية.

إعلان

ويورد مثالا من وقت سابق هذا العام حين دفع حزب "خادم الشعب" الحاكم بزعامة الرئيس فولوديمير زيلينسكي باتجاه تمرير قانون ينزع عن الهيئات المستقلة لمكافحة الفساد سلطة البت في من يمكن مقاضاته في قضايا الفساد الكبرى، وينقلها إلى المدعي العام المعيّن من الرئيس، الأمر الذي كان من شأنه أن يقوّض جهود ملاحقة الفساد رفيع المستوى.

وعلى الرغم من دعم زيلينسكي ومستشاره القوي أندري يرماك للقانون، خرج الشباب الأوكرانيون إلى الشوارع في مظاهرات هادرة رغم الهجمات الروسية، مما اضطر البرلمان في غضون أيام، إلى التراجع عن قراره وصوّت بالإجماع لصالح إلغاء القانون الجديد وأعاد لتلك الهيئات استقلاليتها، بحسب مقال نيويورك تايمز.

ومن رحم تلك الاحتجاجات برزت شخصيات مدنية جديدة مثل الناشطة زينايدا أفيرينا (23 عاما)، كما أفاد الكاتب الذي أضاف أن هذا الانتصار لم يكن مرتبطا فقط بالحفاظ على الديمقراطية، بل أيضا بشروط الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ، واعتبر فريدمان أن ما حدث "انتصارا رائعا للديمقراطية" في زمن الحرب.

وفي مقارنة لافتة، أشار فريدمان إلى أن أحد أبرز الصحفيين الأوكرانيين يدعى فيتالي سيتش، أخبره أثناء وجوده في كييف أن ما فعله الأوكرانيون في استعادة قوانين مكافحة الفساد "أمر جيد لأوكرانيا"، لكنه أضاف أنه ظل في حالة اندهاش وذهول من الأميركيين الذين استسلموا بهذه السهولة والسرعة ومهّدوا الطريق لرئيس غير كفؤ وغريب ومدمر".

كما لفت كاتب المقال إلى أن الإسرائيليين نظموا احتجاجات استمرت لأشهر ضد محاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجريد المحكمة العليا من سلطتها في كبح جماح السياسيين، وما زالوا يتظاهرون أسبوعيا للمطالبة بإنهاء حرب غزة واستعادة الأسرى، لكنهم يواجهون حاليا مستبدَّيْن يعملان معا هما نتنياهو وترامب.

ترامب منح نتنياهو تفويضا مفتوحا لتدمير غزة، رغم انتقاد قائد الجيش الإسرائيلي نفسه خطة الحرب للخروج واعتبرها متهورة لأنها "بلا استراتيجية خروج".

ويقول فريدمان إن ترامب منح نتنياهو تفويضا مفتوحا لتدمير غزة، رغم انتقاد قائد الجيش الإسرائيلي نفسه خطة الحرب للخروج واعتبرها متهورة لأنها "بلا إستراتيجية خروج".

كما سعى ترامب -وفق الكاتب- لتقويض السلطة الفلسطينية من خلال منع الرئيس محمود عباس من حضور اجتماعات الأمم المتحدة ، وسمح بتوسيع المستوطنات في منطقة "إي 1" (E1) لربط مستوطنة معاليه أدوميم بمدينة القدس المحتلة وفصلها عن محيطها الفلسطيني.

وانتقد المقال سفير ترامب القس الإنجيلي مايك هاكابي "الذي يلقي بثقله بالكامل لصالح حركة المستوطنين، ويتعامل بلا اكتراث مع الإسرائيليين الأكثر علمانية وليبرالية الذين ما زالوا يأملون في نوع من الانفصال الآمن عن غزة والضفة الغربية ".

وواصل هجومه على هاكابي، الذي يصفه بالصهيوني المسيحي، قائلا إنه "يتصرف بشكل مخزٍ وكأنه سفير إسرائيل في أميركا، لا باعتباره مبعوثا لأميركا لدى إسرائيل".

هاكابي يتصرف بشكل مخزٍ وكأنه سفير إسرائيل في أميركا، لا باعتباره مبعوثا لأميركا لدى إسرائيل

وبحسب فريدمان، فإن هذا السلوك يعكس "محبة لإسرائيل حتى الموت"، محذرا أن هذا النوع من الحب لا يمكن أن ينتهي إلا باحتلال عسكري دائم لغزة، ليترافق مع الاحتلال الدائم للضفة.

"وهذا يعني -في أفضل الأحوال- أننا سنرى نحو 7 ملايين يهودي إسرائيلي يحاولون حكم 7 ملايين فلسطيني عربي بين النهر والبحر إلى الأبد".

إعلان

ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى طرد ملايين الفلسطينيين من الضفة وغزة، مما سيزعزع -في تقديره- استقرار اثنين من أوثق حلفاء أميركا العرب، هما مصر والأردن .

ووفقا للمقال، ففي كلتا الحالتين، ستجد إسرائيل نفسها في حرب دائمة تُبث على الهواء مباشرة، مما يجعلها "واحدة من أكثر الدول المنبوذة في العالم"، وليس أدل على ذلك من قرارات دول كبرى مثل بريطانيا وكندا والبرتغال وأستراليا بالاعتراف بدولة فلسطين .

ووجّه فريدمان رسالة إلى الأميركيين دعاهم فيها إلى تسجيل أسمائهم في قوائم الناخبين للتصويت في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقبلة لدعم أي مرشح يضع الديمقراطية فوق نزعة ترامب السلطوية أو أرباح وادي السيليكون .

وحثهم قائلا "لا تكتفوا بالنشاط الرمزي على الإنترنت"، بل سارعوا إلى تسجيل أسمائكم.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا