آخر الأخبار

تطبيق ألعاب يقود ثورة في نيبال وينتخب رئيسة للوزراء

شارك





في خطوة غير مسبوقة على مستوى العالم، استخدم شباب نيبال ممن ينتمون لـ" جيل زد " الإنترنت والتقنيات الحديثة للإطاحة بالحكومة وتنظيم انتخابات عبر منصة رقمية لاختيار رئيسة وزراء مؤقتة.

فخلال أيام قليلة فقط، تحولت الاحتجاجات الشعبية إلى ثورة رقمية، حيث تم إسقاط الحكومة القديمة، وإقامة برلمان افتراضي على تطبيق ديسكورد، وانتخاب سوشيلا كاركي، القاضية السابقة المشهورة بنزاهتها، لتقود المرحلة الانتقالية، مما فتح آفاقا جديدة لفهم كيف يمكن للتكنولوجيا أن تصبح أداة مباشرة لتغيير الواقع السياسي.

وأثار تعيين الرئيسة السابقة للمحكمة العليا في نيبال، سوشيلا كاركي التي أدت -الجمعة الماضية- اليمين الدستورية رئيسة مؤقتة للوزراء، تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد احتجاجات دامية أطاحت بالحكومة السابقة.

أزمة الحظر والانطلاق إلى الثورة الرقمية

وتعود الأزمة إلى 4 سبتمبر/أيلول الجاري، حين أعلنت الحكومة حجب نحو 26 منصة للتواصل الاجتماعي، بينها فيسبوك ويوتيوب وواتساب وإكس، بحجة مخالفة قواعد التسجيل وضبط المحتوى، والحد من الحسابات الوهمية وخطاب الكراهية والاحتيال.

واندلعت الاحتجاجات يوم 8 من الشهر نفسه بعد الحظر الحكومي، وشهدت حملة قمع عنيفة من الشرطة التي فتحت النار على المتظاهرين، مما أسفر عن سقوط 25 قتيلا وإصابة 633 شخصا، حسب وزارة الصحة النيبالية.

وبينما كانت الشوارع تشهد العنف والقمع، استخدم الشباب (مواليد التسعينيات والألفين) الإنترنت والتقنيات الحديثة لتنظيم احتجاجاتهم السياسية على منصات رقمية، ففتحوا سيرفرا على تطبيق ديسكورد لمناقشة شؤون الحكومة، وأنشأوا برلمانا افتراضيا وأجروا تصويتا، ليتم اختيار كاركي رئيسة وزراء مؤقتة بعد إسقاط النظام السابق.

وتطبيق "ديسكورد" (Discord) هو منصة مجانية للتواصل تسمح للمستخدمين بالتواصل عبر الرسائل النصية، والمكالمات الصوتية، ومكالمات الفيديو في "خوادم" أو سيرفرات منظمة، وبدأ التطبيق كمساحة لمجتمع الألعاب، ولكنه توسع ليضم مختلف المجتمعات والاهتمامات الأخرى.

إعلان

جيل "زد" ينظم السياسة عبر تطبيق للألعاب

ورأى نشطاء أن ما حدث في نيبال هو أغرب خبر سمعوه هذا العام، معتبرين أن الشباب استخدموا الإنترنت والتقنيات الحديثة لتنظيم احتجاجاتهم السياسية بطريقة غير مسبوقة.

وأشاروا إلى أن اختيار الشباب لديسكورد جاء لأنه لم يكن محظورا من قبل الحكومة، بخلاف فيسبوك وإنستغرام، وأنه يدعم السيرفرات الكبيرة والمناقشات والتصويت غير الرسمي، مما ساعد في تنظيم الثورة وانتخاب كاركي، مع استخدام "في بي إن" (VPN) -شبكة افتراضية خاصة- لتجاوز أي قيود.



ووصف مغردون الحدث بالسابقة الغريبة، إذ أصبح تطبيق ديسكورد منصة لإجراء انتخابات واختيار رئيسة وزراء، والجيش ينصاع للنتائج وينفذها.

كما أكد آخرون أن الحدث جنوني، حيث استخدم الجيل الجديد الإنترنت منذ سن مبكرة وتكيف مع التكنولوجيا، ليصبح تفاعلهم على منصات التواصل جزءا أساسيا من حياتهم اليومية.

وأشار المغردون إلى أن الشعب النيبالي بدأ بالثورة على الحكومة، وأقام قبل أيام قليلة برلمانا افتراضيا داخل سيرفر على ديسكورد وانتخب الرئيس الجديد للحكومة، في خطوة اعتبرها البعض سخرية من الحكومة القديمة.



وكتب أحد النشطاء "رئيسة وزراء النيبال المؤقتة اختارها المحتجون الشباب على تطبيقهم للألعاب الإلكترونية"، وأضاف آخر "أول مرة أسمع أن دولة تختار رئيس وزراء مؤقتا عبر برنامج ديسكورد".



كما قال أحد النشطاء "تخيلوا في نيبال، شباب جيل زد نظموا مظاهرات ضخمة وأطاحوا بالحكومة خلال 48 ساعة فقط، واستخدموا الذكاء الاصطناعي لاختيار قيادة جديدة للبلاد، وصوّتوا على المرشحين عبر تطبيق ديسكورد. مشهد يوضح كيف أصبحت التقنية أداة بيد الشباب لتغيير الواقع".



إعلان

وأوضح مغردون أن الشباب استخدموا سيرفرا عاما باسم "الشباب ضد الفساد"، شارك فيه أكثر من 150 ألف مستخدم، وأجروا استفتاءات لاختيار قاضية سابقة معروفة بنزاهتها ونضالها ضد الفساد، سوشيلا كاركي، لتصبح أول امرأة تنتخب رئيسة وزراء مؤقتة عبر الإنترنت.



الدور الرقمي لمجموعة "هامي نيبال"

وسلط تقرير صحيفة تايمز البريطانية الضوء على مجموعة "هامي نيبال" الشبابية، التي لعبت دورا رئيسيا في توجيه الاحتجاجات، إذ كانت العقل المدبر وراء تنظيم الفعاليات والنقاشات الرقمية عبر مجموعة "شباب ضد الفساد" على تطبيق ديسكورد.

واستخدمت "هامي نيبال" تطبيق "شات جي بي تي" (ChatGPT) لتوليد قائمة بالمرشحين المحتملين مع مزايا وعيوب كل مرشح، وشملت القائمة الرئيسة السابقة للمحكمة العليا سوشيلا كاركي (73 عاما)، وعمدة العاصمة كاتماندو بالين شاه، والمهندس ساغار داكال، والسياسية سومانا شريستا، حسب الصحيفة.

وبعد نقاشات مكثفة، اختار المتظاهرون كاركي لتمثيلهم في التفاوض مع الجيش وإدارة الحكومة الانتقالية، وفق تايمز.

واعتبر المدونون أن أحداث نيبال الأخيرة تمثل درسا مهما، فقد حاولت الحكومة قطع الإنترنت عن الشباب لفرض أجندتها، إلا أن الجيل الجديد استخدم منصة رقمية لتنظيم المظاهرات وتحديد قيادة مؤقتة للحكومة بشكل مباشر وشفاف، في تجربة هي الأولى من نوعها في العالم.



وأشار آخرون إلى أن استخدام ديسكورد يدخل التاريخ، فهذه أول مرة تُجرى انتخابات مستعجلة في نيبال عبر منصة رقمية بعد الاضطرابات والاحتجاجات الشعبية، التي انتهت بإسقاط الحكومة والأحزاب الحاكمة، وحرق المقار الحكومية واقتحام بيوت المسؤولين الحكوميين.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا