في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أن يوقع عدد من أكبر نجوم هوليود في العصر الحالي، ومعهم آلاف المهنيين من صناع السينما عبر العالم على تعهد بمقاطعة كل المؤسسات السينمائية الإسرائيلية بسبب الحرب على غزة ، هو حدث مهم وغير مسبوق، لذلك كانت آثاره لافتة داخل إسرائيل وبين داعميها من المؤسسات السينمائية الدولية.
ويدعو التعهد -الذي أصدرته في وقت سابق من هذا الأسبوع مجموعة عمال السينما من أجل فلسطين ووقعه أكثر من 4000 ممثل ومخرج ومنتج من جميع أنحاء العالم- المهنيين في مجال السينما العالمية إلى مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية، بما في ذلك المهرجانات ودور السينما والمحطات الإذاعية وشركات الإنتاج.
وحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فقد تضاعف عدد الموقعين على المبادرة أكثر من 3 أضعاف منذ إصدارها لأول مرة يوم الاثنين، عندما وقع عليها 1300 من العاملين في هذا المجال.
ومن أبرز من وقعوا على المبادرة -تتابع الصحيفة الإسرائيلية- أوليفيا كولمان، وإيما ستون، ومارك روفالو، وتيلدا سوينتون، وريز أحمد، وخافيير بارديم، وأفا دوفيرناي، ويورغوس لانثيموس.
وذكرت الكاتبة حنين مجدلي -في عمودها بهآرتس- أن رابطة منتجي الأفلام والتلفزيون الإسرائيليين سارعت لإصدار بيان تؤكد فيه أن الموقعين على التعهد يستهدفون الأشخاص الخطأ، إذ زعموا أن الفنانين هم الأصوات الرئيسية التي تسمح للجمهور بسماع ومشاهدة تعقيدات الصراع، بما في ذلك الروايات الفلسطينية وانتقادات سياسات الدولة الإسرائيلية.
وتحدثت مجدلي عن أفلام تتعارض مع الرواية الإسرائيلية الرسمية، ومن بينها أفلام تناولت نكبة 1948 ، لكنها استغربت أن يرى صانعو الأفلام الإسرائيليون أنفسهم ضحايا في هذه القصة، وتساءلت: "هل يعبّر صانعو الأفلام الإسرائيليون عن معارضتهم بشكل ملموس عن طريق رفضهم الخدمة في جيش الاحتلال والمشاركة في نظام يرتكب جرائم ضد الإنسانية ؟ أم أن احتجاجهم يقتصر فقط على مجال الإبداع الفني؟".
حسب مجموعة "عمال السينما من أجل فلسطين"، إذا أرادت المؤسسات السينمائية الإسرائيلية مواصلة العمل مع الموقعين على التعهد بالمقاطعة، فإن خيارهم واضح: إنهاء التواطؤ في الإبادة الجماعية والفصل العنصري في إسرائيل، والاعتراف بالحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني
وأكدت أن اليسار مثلا يبدي معارضة للاحتلال، لكنه لا يزال يلتزم بواجباته عندما يصدر الجيش إخطارات استدعاء طارئة.
وقالت: "أنا على دراية كبيرة بهذا المنطق المختل. جوهره بسيط: معارضة الاحتلال، والإيمان بصدق أنه خطأ وغير أخلاقي، لكن دون اتخاذ أي إجراء ملموس، مثل رفض الخدمة في الجيش أو الالتحاق بالخدمة الاحتياطية".
وشددت على أن الإسرائيليين، بمن فيهم اليساريون، إما غير قادرين أو غير راغبين في ممارسة ضغط كاف على الحكومة لوقف الإبادة الجماعية، مبرزة أنه لهذا السبب يجب على العالم أن يتدخل حيث يفشل الإسرائيليون.
وأوضحت أن المقاطعة ليست عملا انتقاميا "بل آلية تصحيحية"، وخاطبت الغاضبين قائلة: "المقاطعة قد تعزلكم وتجعلكم منبوذين على الساحة الدولية، ولكن فقط إلى أن تدركوا أن إعلانا أجوف مثل (ليس باسمي) أبعد ما يكون كافيا، لأنها، في الحقيقة، باسمكم".
من جهتها، سارعت مجموعة باراماونت لإدانة مقاطعة المؤسسات السينمائية الإسرائيلية بسبب الحرب على غزة، وقالت في بيان إن "إسكات الفنانين المبدعين على أساس جنسيتهم لا يخدم قضية السلام"، وفقا لهآرتس.
وباراماونت هي مجموعة إعلامية أميركية ضخمة متعددة الأنشطة مقرها مدينة نيويورك، وتدير أكثر من 170 شبكة إعلامية وفنية.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن باراماونت دانت تعهد آلاف الممثلين والمخرجين والمنتجين من أنحاء العالم المختلفة بمقاطعة المؤسسات السينمائية الإسرائيلية التي يقولون إنها متواطئة في الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
وقالت باراماونت في بيان لها: "نحن لا نتفق مع الجهود الأخيرة لمقاطعة صانعي الأفلام الإسرائيليين"، وتابعت أن "إسكات الفنانين المبدعين الأفراد على أساس جنسيتهم لا يعزز التفاهم أو يخدم قضية السلام، نحن بحاجة إلى مزيد من المشاركة والتواصل، وليس أقل".
في حين أكدت "مجموعة عمال السينما من أجل فلسطين" -لوكالة أسوشيتد برس- أن مبادرتها "تستند إلى نضالات تاريخية"، لا سيما الحركة الدولية الناجحة لإنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ، حسب ما أوردته هآرتس.
وشددت على أنه إذا أرادت المؤسسات السينمائية الإسرائيلية مواصلة العمل مع الموقعين على التعهد، فإن خيارهم واضح: "إنهاء التواطؤ في الإبادة الجماعية و الفصل العنصري في إسرائيل، والاعتراف بالحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني بموجب القانون الدولي ".