في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
يواجه مايكل زوسمان، الحاخام الذي يوصف بالصهيوني التقدمي، عزلة ونبذا من مجتمعه اليهودي بعدما وصف ما تفعله إسرائيل في غزّة بالإبادة الجماعية، حيث تحول من مناضل محبوب اشتهر بوقوفه ضد عقوبة الإعدام إلى منبوذ يُتّهم بالخيانة لمجرد دفاعه عن الضحايا الفلسطينيين.
وقال زوسمان، في مقاله الذي نشره موقع كاونتر بانش الأميركي، إنه بدأ باستخدام كلمة " إبادة جماعية " علنا في يوليو/تموز 2025 لوصف أفعال الحكومة الإسرائيلية في غزة.
وكشف أن كثيرا من زملائه وأصدقائه ممن أشادوا به عقب منحه جائزة "بطل حقوق الإنسان الحاخامي" لجهوده في تعبئة المجتمع اليهودي ضد عقوبة الإعدام، شيطنوه بدعوى تكراره اتهامات معادية للسامية، بينما وصفه آخرون بالمجنون أو المريض النفسي.
وأشار الكاتب إلى أنه تعرّض لسنوات لهجمات لفظية شنيعة من مؤيدي عقوبة الإعدام، لكن شيئا لم يهيئه لهذا الكمّ من الكراهية والسخرية التي انهالت عليه من مختلف الأوساط اليهودية خلال الشهر الماضي.
وأضاف أنه أصبح شخصا غير مرغوب فيه في كثير من التجمعات التي كانت ترحب به كرجل ديني يهودي مرخّص له، وأصبح أصدقاؤه وزملاؤه يعاملونه كشخص منبوذ اجتماعيا.
وبحسب الكاتب، فقد يتساءل الناس عن سبب تعريض نفسه لهذا الوضع، ويجيب بأنه يفعل ذلك أولا، من أجل أطفال غزة الذين ما زالوا تحت القصف والجوع، وأيضا من أجل أطفاله، الذين يرى في وجوههم صور الأطفال تحت الأنقاض في غزة.
وأضاف أن الأطفال سيتساءلون عن موقف أسلافهم بينما كانت الإبادة الجماعية تجري أمام أعينهم، وسيتذكرون شخصيات مثل عضو الكنيست عوفر كاسيف الذي طُرد هذا الأسبوع من الكنيست لوصفه حملة الحكومة في غزة بأنها إبادة جماعية، أو الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان الذي استخدم المصطلح نفسه.
مايكل زوسمان حزين للطريقة التي ستنظر بها الأجيال القادمة إلى أولئك الذين لم يستطيعوا أو لم يرغبوا في رؤية حقيقة الإبادة الجماعية
وأوضح الكاتب أنه يختلف مع الرأي القائل بأن المصطلحات لا تهم عند التعامل مع الفظائع التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ، ويشدد على أن الكلمات مهمة، حيث يمكنها أن تشعل الحروب أو تصنع السلام، كما يمكنها أن تحرض على القتل أو تنقذ الأرواح.
وذكر أنه مع تصاعد رد الحكومة الإسرائيلية العسكري بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، اختار كلماته بعناية، حيث بدأ بالحديث عن "الانتقام"، ثم " التطهير العرقي "، والآن يستخدم عن قصد كلمة "إبادة جماعية".
وأكد مايكل زوسمان أنه حزين للطريقة التي ستنظر بها الأجيال القادمة إلى أولئك الذين لم يستطيعوا أو لم يرغبوا في رؤية حقيقة الإبادة الجماعية.
كما أعرب عن ندمه العميق على تأخره كثيرا في استخدام هذه الكلمة، آملا أن يغفر له أحفاده تأخر إدراكه لانتهاكات حقوق الإنسان الواضحة في غزة، وأن تكون رحلته درسا لهم للتحلي بالشجاعة للالتزام بالقيم رغم الانتقاد اللاذع.
ويعرف مايكل زوسمان نفسه بأنه ممارس معتمد للرعاية الروحية لدى الجمعية الكندية للرعاية الروحية، وقد حصل على صفته من المعهد اللاهوتي اليهودي الأميركي عام 2008.
وهو عضو في اللجنة الاستشارية في منظمة "مناهضة عقوبة الإعدام"، ومؤسس مشارك لمنظمة "يهود ضد عقوبة الإعدام".