آخر الأخبار

مشاهد من مجاعة غزة.. أطباء ينهارون و21 طفلا يموتون في 3 أيام

شارك
صراع يومي على الطعام الشحيح في خان يونس

يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل غير مسبوق، وسط تحذيرات من انهيار كامل للقطاع الصحي وبلوغ المجاعة مراحل حرجة، في ظل استمرار الحصار، ونقص الغذاء والدواء، وارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن الجوع وسوء التغذية.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، تسجيل 10 وفيات جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع إجمالي عدد الوفيات بسبب هذه الأسباب إلى 111 حالة منذ بداية الأزمة، وفق ما نُشر على الصفحة الرسمية للوزارة.

انهيار الطواقم الطبية

لا تقتصر الكارثة على المرضى فقط، إذ الكوادر الطبية نفسها تعاني من الجوع وسوء التغذية.

وقال مدير مستشفى الشفاء، الدكتور محمد أبو سلمية، لصحيفة "غارديان"، إن بعض الأطباء أغمي عليهم داخل غرف العمليات بسبب الإرهاق الحاد وعدم توفر الغذاء.

وأضاف أبو سلمية: "ستتأثر الخدمات الطبية لأن طاقمنا لن يتمكن من الصمود لفترة أطول في مواجهة هذه المجاعة".

وأكد أطباء في مستشفيات القطاع لصحيفتي "الغارديان" وشبكة "أريج" أنهم لم يتلقوا أي وجبة طعام خلال الـ48 ساعة الماضية، وبعضهم اضطر للعمل لمدة 24 ساعة متواصلة دون طعام، بينما تعاني أسرهم من انعدام كامل في المواد الغذائية.

وقال طبيب عام في مستشفى الشفاء: "لم آكل شيئا منذ الأمس، وعائلتي لا تملك شيئا. لا يوجد طعام في الأسواق، لا دقيق ولا عدس. لم نعد قادرين على المشي".

وفيات الأطفال تتزايد

وفي تطور مأساوي، كشف الدكتور أبو سلمية عن وفاة 21 طفلا بسبب الجوع وسوء التغذية خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط، مشيرا إلى أن بعض الأطفال "يموتون في خيامهم ومنازلهم دون أن يصلوا إلى المستشفى أو يعلم أحد بذلك".

ووفقا لـوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فإن حالات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعفت بين مارس ويونيو الماضيين، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر.

وأوضحت الأونروا أنها أجرت نحو 74 ألف فحص للأطفال في مراكزها الصحية، وحددت ما يقرب من 5500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل، وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم.

انهيار النظام الصحي

وقالت منظمة الصحة العالمية في تقرير سابق، إن ما لا يقل عن 94 بالمئة من مستشفيات قطاع غزة تعرضت لأضرار أو دُمرت بفعل الحرب المستمرة، ولم يتبق سوى 19 مستشفى يعمل من أصل 36.

في هذا السياق، أشار الدكتور معاذ السر، مدير منظمة "مراقبة عمال الرعاية الصحية"، للغارديان، إلى أن العاملين في القطاع الطبي يواجهون مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي، وانخفاض المناعة، والإغماء المتكرر أثناء العمليات الجراحية، مؤكدًا أن الوضع تجاوز حدود الإدانة، ويستدعي "تحركا عاجلا".

البحث عن الغذاء خطر بحد ذاته

وتحدّث بعض العاملين الصحيين عن صراع مرير بين أداء واجبهم الطبي والخروج بحثا عن الطعام لعائلاتهم. وقال آخرون إنهم يخشون التوجه إلى مراكز توزيع الأغذية التي تُشرف عليها قوات الجيش الإسرائيلي، خشية التعرض للاستهداف، بعد أن لقي أكثر من ألف شخص مصرعهم أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الإنسانية، بحسب تقارير أممية.

رسالة من داخل الجوع

بينما يدخل الصراع شهره العاشر، يقول أطباء وممرضون في غزة إن الجوع أصبح خصما مباشرا للرعاية الصحية. فالمستشفيات التي كانت تعج بالمصابين باتت مليئة أيضا بجوعى لا يجدون ما يسد رمقهم، والأطباء باتوا مرضى، والمرضى يُفقدون دون إنذار.

في ظل هذا المشهد القاتم، تتصاعد الأصوات المطالبة بتدخل دولي عاجل، ليس فقط لإنهاء العمليات العسكرية، بل لضمان وصول الإغاثة الأساسية ومنع مجاعة شاملة تهدد حياة مئات الآلاف في القطاع المحاصر.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا