آخر الأخبار

السويداء: الحكومة السورية تسحب قواتها "بالكامل" من المحافظة، وحصيلة الاشتباكات تتجاوز 500 قتيل

شارك
مصدر الصورة

سحبت السلطات السورية قواتها بالكامل من محافظة السويداء في جنوب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان وشهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسيّة، تزامناً مع إعلان رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع تكليف "فصائل درزية" مسؤولية الأمن، وتنديده بالتدخل الاسرائيلي.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "السلطات السورية سحبت قواتها العسكرية من مدينة السويداء وكافة أنحاء المحافظة".

ونقلت الوكالة الفرنسية عن مقاتلين حكوميين على أطراف المحافظة أن "القوات الحكومية أنهت انسحابها فجراً".

وأفاد رئيس تحرير شبكة (السويداء 24) ريان معروف، بُعيد جولة في مدينة السويداء، بأنها "بدت خالية من القوات الحكومية، لكن الوضع كارثي مع وجود جثث في الشوارع".

وكان الشرع قد أعلن في كلمة مسجلة للسوريين، فجر الخميس، تكليف "فصائل محليّة" ورجال دين دروز "مسؤولية حفظ الأمن في السويداء"، موضحاً أن "هذا القرار نابع من إدراكنا العميق بخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية وتجنّب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة".

وأضاف أن "تدخلاً فعّالاً لوساطة أمريكية وعربية وتركية، أنقذ المنطقة من مصير مجهول"، مشيراً إلى أن إسرائيل تسعى لتحويل سوريا إلى "ساحة فوضى غير منتهية عبر تفكيك وحدة الشعب السوري... وتمزيقه".

وقال الشرع إنَّ السوريين لا يخشون الحرب، وأنّ الموقف كان بين خيارين، إما "مواجهة مفتوحة مع إسرائيل على حساب أمن الدروز... وإما فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم، وتغليب المصلحة الوطنية على من يريد تشويه سمعة أهل الجبل".

وبينما شدّد الشرع على أنّ الدولة غلّبت مصلحة السوريين في تجنب الدمار، قال إنّها نجحت بإعادة الاستقرار و"طرد الفصائل الخارجة عن القانون في السويداء، رغم التدخلات الإسرائيلية".

وفي أول تصريح نقله التلفزيون لرئيس المرحلة الانتقالية بعد الغارات الجوية الإسرائيلية القوية على دمشق يوم الأربعاء، تعهد الشرع بحماية المواطنين الدروز معتبراً حقوقهم من الأولويات.

وأكد الشرع اتخاذ إجراءات لمحاسبة كل من أساء للدروز، ورفض أي مسعى يهدف لجرّهم إلى "طرف خارجي أو إحداث انقسام" داخل الصف السوري.

"360 قتيلاً في السويداء خلال 90 ساعة"

مصدر الصورة

قال أسامة البالغ 32 عاماً لوكالة الأنباء الفرنسية، متحفّظاً عن كشف هويته خشية على سلامته؛ "أنا في قلب مدينة السويداء، لكنّني لا أفكر بالخروج، ولا إمكان للهروب أساساً بسبب الخشية من أيّ عملية تصفية".

وقال مصور لوكالة فرانس برس إنه أحصى صباح الخميس 15 جثة على الأقل في وسط مدينة السويداء في جنوب سوريا، بُعيد انسحاب القوات الحكومية من المدينة إثر اشتباكات دامية مع مسلحين دروز.

وأفاد بأن بعض تلك الجثث منتفخة، ما يؤشر الى مقتلها قبل أيام، من دون أن يتمكن من تحديد إذا كانت تعود لمدنيين أو مقاتلين محليين.

وتجاوزت حصيلة القتلى جراء الاقتتال الذي شهدته محافظة السويداء في جنوب سوريا خلال الأيام الماضية 500 قتيل، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس، بُعيد انسحاب القوات الحكومية من المنطقة.

وأحصى المرصد في عِداد القتلى 79 مسلحاً درزياً و154 مدنياً من السويداء، ضمنهم 83 شخصاً "أُعدموا ميدانياً برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية" خلال الاشتباكات، التي أودت كذلك بـ 243 عنصراً من القوات الحكومية و18 مسلحاً بدوياً، إضافة الى ثلاثة من أبناء عشائر البدو "أُعدموا ميدانياً على يد مسلحين دروز".

كما قُتل 15 عنصراً من القوات الحكومية جراء الغارات الاسرائيلية في دمشق، وفقاً للمرصد.

وجاء إعلان دمشق بدء انسحاب قواتها من المحافظة بعدما أشارت وزارة الداخلية مساء الأربعاء إلى التوصّل لاتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، يضمّ 14 بنداً، ينصّ أبرزها على إيقاف كل العمليات العسكرية بشكل فوري وتشكيل لجنة مراقبة من الدولة السورية وشيوخ دروز للإشراف على عملية التنفيذ.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التوصّل إلى توافق على "خطوات محدّدة من شأنها أن تضع حدّاً الليلة للوضع المضطرب والمرعب"، متوقعاً أن "يفي جميع الأطراف بالتزاماتهم".

قيادي عسكري لبي بي سي: اتفاق السويداء جنّب سوريا حرباً جديدة

مصدر الصورة

قال قيادي عسكري سوري إن "الضغوطات الإسرائيلية السياسية والعسكرية التي تمثلت باستهداف الجيش السوري والقوى الأمنية على الأرض لعبت دوراً اساسياً في تغيير المعادلة في السويداء".

وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه في تصريح لـبي بي سي أن استهداف قصر الرئاسة بغارات تحذيرية وتدمير مبنى قيادة الأركان وسط دمشق "كانت بداية لمرحلة صعبة كنا على وشك أن ندخلها في ذاك الوقت، لذلك كان علينا الهدوء والاتفاق على تجنيب البلاد أي مأساة جديدة".

وتابع المصدر أن "أهمية الاتفاقية التي وقّعناها في السويداء هي تجنيب الدولة السورية حروباً اضافية أخرى،" بينما تمر البلاد الآن في طور التعافي من حرب دامت أربعة عشر عاماً"، على حد تعبيره. وجدد رفض السلطات السورية لأي "انفصال في سوريا، ولا في المستقبل. الدولة السورية ستكون موحدة ضمن قيادة واحدة وهي الدولة السورية الحالية".

الأربعاء، شن الجيش الإسرائيلي هجماتٍ جوية على مقر رئاسة الأركان في دمشق وعلى ما وصفه بـ"هدف عسكري" في محيط القصر الرئاسي، فيما أفادت السلطات السورية بسقوط ثلاثة قتلى.

وقال مصدر عسكري في وزارة الداخلية السورية لفرانس برس إنّ القصف طال "محيط مطار المزة حيث توجد بعض مستودعات الذخيرة".

بدوره أصدر قائد أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زمير تعليمات تقضي بـ"تعزيز إضافي لقدرات الاستخبارات والضربات بغية رفع وتيرة الهجمات في سوريا في حال الضرورة". وقال زمير: "لن نسمح لجنوب سوريا بأن يتحول إلى بؤرة إرهاب، لن نعتمد على أي طرف آخر، بل سندافع بأنفسنا عن المجتمعات المحاذية للحدود".

وتقول إسرائيل إنها تريد "حماية" الدروز، مشددة على أنها لن تسمح بوجود عسكري في جنوب سوريا قرب حدودها.

واندلعت اشتباكات عنيفة في حي المقوس شرقي السويداء الذي تقطنه عائلات بدوية، بعد هجوم نفّذه مسلحون دروز لتحرير نحو 10 أشخاص احتجزهم عناصر من البدو صباح الأحد الماضي، ردّاً على احتجاز مسلحين دروز لأشخاص من البدو على خلفية اعتداءٍ تعرّض له سائق شاحنة درزي في ريف دمشق، وفقاً للتقارير.

ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية الاثنين تدخلها في المحافظة لفض الاشتباكات، لكن بحسب المرصد وشهود وفصائل درزية، فقد تدخلت مجموعات من هذه القوات إلى جانب البدو، مما أدى لاتساع دائرة الاشتباكات ووقوع مئات القتلى والجرحى.

"الهجمات على سوريا تستحق إدانة قويّة"

مصدر الصورة

وتوالت ردود الفعل الدولية على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت سوريا، ومناطق في العاصمة دمشق. إذ اعتبرت روسيا الخميس الضربات الإسرائيلية "انتهاكاً" لسيادة سوريا والقانون الدولي، وتستحق إدانة قويّة، بحسب الخارجية الروسية.

بدورها، دعت الصين إلى احترام سيادة سوريا بعدما شنت إسرائيل ضربات على مواقع تابعة للسلطة السورية دعماً للدروز.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية لين جيان "يجب احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها"، مضيفاً "في ظل الاضطرابات المتواصلة في الشرق الأوسط يجب تجنب الأفعال التي تسهم في تصعيد الوضع".

أما الرئيس اللبناني جوزاف عون فأكد أن استمرار ما سماه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية يُعرّض أمن المنطقة واستقرارها لمزيد من التوتر والتصعيد، مُعرباً عن تضامن لبنان الكامل مع سوريا شعباً ودولة.

وحث الاتحادُ الأوروبي إسرائيل على ضرورة وقف ضرباتها فوراً في سوريا، فيما أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسون عن أمله بـ"تهدئة حقيقية" في محافظة السويداء، داعياً إسرائيل إلى "الوقف الفوري لجميع الانتهاكات لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، والامتناع عن أي إجراءات أحادية الجانب تؤدي لتفاقم الصراع".

كما نددت طهران بما وصفته "العدوان السافر" للجيش الإسرائيلي على الأراضي السورية.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد حثت القوات الحكومية السورية على مغادرة منطقة النزاع في جنوب سوريا "لخفض التوترات".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس في تصريح لصحفيين "ندعو الحكومة السورية، في الواقع، إلى سحب قواتها العسكرية لتمكين جميع الأطراف من احتواء التصعيد وإيجاد سبيل للمضي قدماً".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا