قال الجيش الإسرائيلي الأحد إنه عثر على جثة قائد حماس في غزة محمد السنوار وتحقق من هويتها، وذلك بعد أيام من إعلان إسرائيل أنها اغتالته في غارة جوية في القطاع.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي إنه "بعد استكمال عملية التشخيص على الجثة، تأكد العثور على جثة الإرهابي المدعو محمد السنوار في مسار النفق تحت الأرض الواقع أسفل المستشفى الأوروبي في خان يونس" في جنوب قطاع غزة.
وأشار الجيش الى أن العثور على الجثة جرى "في عملية دقيقة" نفذها مع جهاز الشاباك، مشيراً الى أن السنوار "تمت تصفيته" بغارة جوية في 13 مايو/أيار، مع آخرين بينهم محمد شبانة، قائد لواء رفح في كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس.
ووفقاً لموقع يديعوت أحرونوت الإسرائيلي، فإن العملية الموجهة استخباراتياً قادتها الفرقة 36 في الجيش الإسرائيلي، بالتنسيق مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، وشارك فيها لواء غولاني، ووحدة النخبة "ياهلوم"، وقوات استخباراتية أخرى، بحسب التقرير.
ونقل الموقع عن الجيش الإسرائيلي قوله إنه عُثر على بنية تحتية تحت الأرض، بالإضافة إلى اكتشافات أخرى مهمة "من بينها مراكز قيادة، ومخابئ أسلحة، ومواد استخباراتية إضافية".
وقال المتحدث باسم الجيش إيفي ديفرين في تصريح لصحافيين خلال جولة نظّمتها القوات الإسرائيلية في الموقع الأحد إنه تم التأكد "بواسطة فحوص الحمض النووي وغيرها" من أن الجثة هي بالفعل لمحمد السنوار.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن يوم الأربعاء 28 من مايو/أيار من العام الجاري، مقتل محمد السنوار، "أحد أبرز المطلوبين لإسرائيل" والشقيق الأصغر لزعيم الحركة الراحل يحيى السنوار.
وإلى الآن لم يصدر أي رد عن حركة حماس يؤكد هذه التصريحات أو ينفيها.
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأحد، عن تزويد مجمع الشفاء الطبي بكميات محدودة من الوقود، تكفي لتشغيل المولدات الكهربائية لمدة لا تتجاوز ثلاثة أيام، في ظل استمرار أزمة الوقود التي تهدد قدرة المستشفيات على تقديم الرعاية الصحية.
وأوضحت الوزارة في بيان صحفي أن "الإجراءات الإسعافية والحلول المؤقتة لا يمكن لها أن تتيح استمرار تقديم الخدمة الصحية مع تزايد احتياج الجرحى والمرضى للمتابعة الحثيثة"، مشيرة إلى أن الأزمة تتفاقم إلى "مستويات خطيرة" في ما تبقى من المستشفيات العاملة في القطاع.
وجددت وزارة الصحة نداءها العاجل إلى كافة الجهات المعنية بضرورة ضمان وصول كميات كافية ومنتظمة من الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات، محذرة من انعكاسات كارثية على المرضى والجرحى في حال استمرار شح الإمدادات.
وعلى الصعيد الإنساني، أفاد مسؤولون بالوزارة بمقتل ما لا يقل عن 95 شخصاً في هجمات إسرائيلية على القطاع يومَي الجمعة والسبت.
وقال جهاز الدفاع المدني في غزة، السبت، إن قوات إسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 36 فلسطينياً، ستة منهم رمياً بالرصاص، قُرب مركز لتوزيع المساعدات تديره "منظمة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، إن ستة أشخاص قُتلوا، فيما أصيب كثيرون بنيران قوات إسرائيلية قُرب منطقة "دوّار العالم"، في رفح جنوبي القطاع حيث كانوا قد تجمّعوا للحصول على مساعدات إنسانية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقتْ "طلقات تحذيرية" صوب أفراد كانوا "يتقدّمون على نحو يُشكّل خطورة على القوات" الإسرائيلية، وفق ما نقلت الوكالة الفرنسية للأنباء.
تُشير التقارير الواردة من داخل غزة إلى مقتل المزيد من الفلسطينيين بالرصاص بالقرب من مراكز توزيع الغذاء التي تديرها منظمة إغاثة "مُثيرة للجدل".
وأفادت التقارير بمقتل أربعة أشخاص على الأقل يوم الأحد أثناء توجههم إلى مواقع تديرها مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
قيل إن الحوادث وقعت في وسط وجنوب غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق طلقات تحذيرية على أشخاص اقتربوا من قواته بعد أن تلقى تحذيرًا شفهيًا بمغادرة المنطقة، التي كانت تُعتبر منطقة عسكرية نشطة آنذاك.
وقُتل عشرات الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة في مراكز إغاثة تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، التي انتقدتها الأمم المتحدة لكونها "غير نزيهة ولا محايدة".
ومنذ 27 مايو/أيار المنصرم، وصل عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا بنيران إسرائيلية في أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات من "منظمة غزة الإنسانية"، إلى 115 شخصاً، فيما أصيب أكثر من 580 آخرين، بالإضافة إلى تسعة مفقودين، وفقاً لوكالة الأناضول للأنباء.
وأكّدت سُلطات في غزة جهوزيتها لتأمين قوافل المساعدات الإنسانية، بما يضمن وصولها إلى عائلات في حاجة ماسّة إليها، بحسب ما أعلن مسؤولون يوم السبت.
وشدّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان، على أهمية دور الأمم المتحدة باعتبارها منظمة دولية شرعية لديها خبرة امتدتْ لعقود في خدمة اللاجئين الفلسطينيين وحماية حقوقهم.
في الوقت نفسه، أدان البيان مبادرات مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل تخضع لإشراف الجيش الإسرائيلي، في إشارة إلى منظمة غزة الإنسانية، مُتهماً إياها بـ "الفشل الذريع".