(CNN)-- أصدرت اللجنة المسؤولة عن التحقيق في الانفجار الذي حدث، السبت، بميناء "الشهيد رجائي" في مدينة بندر عباس بجنوب إيران، بيانا، الاثنين، أرجعت فيه الحادث إلى"عدم مراعاة مبادئ السلامة".
ووفقا لوسائل الإعلام الإيرانية، ذكر البيان أنه "تم إثبات عدم مراعاة مبادئ السلامة"، وأضاف: "يتطلب تحديد السبب الدقيق لهذا الحادث تحقيقًا كاملاً وشاملاً في جوانبه المختلفة، وهو ما يتطلب، نظرًا لمتطلبات الخبراء، عمليات فنية".
وأشار البيان أيضًا إلى "تناقضات" في البيانات المقدمة للجنة، لكنه لم يوضح ماهيتها أو مصدرها .
وأسفر الانفجار والحريق الذي تلاه عن مقتل 70 شخصًا على الأقل، وفقًا لحصيلة أعلنتها السلطات، الاثنين .
وأفادت وكالة أسوشيتد برس للأنباء، نقلاً عن التلفزيون الرسمي ، بإصابة ما لا يقل عن ألف شخص.
وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر، بير حسين كوليوند، إن من بين الجرحى 190شخصًا لا يزالون في المستشفى .
وكان المرشد علي خامنئي أمر بالتحقيق في الحادث، وقال، الأحد، في بيان إن "حادث الحريق المؤلم سبب حزنًا وقلقًا، وعلى المسؤولين الأمنيين والقضائيين القيام بالتحقيق الشامل للكشف عن أي إهمال أو تعمد ومتابعته وفقًا للقوانين المرعية".
وأضاف: "يجب على جميع المسؤولين اعتبار أنفسهم ملزمين بمنع وقوع الحوادث المريرة والمسببة للأضرار".
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمر بإجراء تحقيق في أسباب الحادث الذي دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ في المدينة جراء الارتفاع الكبير في نسبة تلوث الهواء.
وتشير روايات شهود عيان ومقاطع فيديو إلى اشتعال مواد كيميائية في منطقة حاويات الشحن، مما أدى إلى انفجار أكبر بكثير.
ويُظهر مقطع فيديو من كاميرات المراقبة، نشرته وكالة أنباء فارس، اندلاع حريق صغير بين حاويات، مع ابتعاد عدد من العمال عن موقع الحادث، قبل أن يُنهي انفجار هائل بث الفيديو .
وسبق أن أفادت شبكة CNN أن مئات الأطنان من مادة كيميائية حيوية لتغذية برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وصلت إلى الميناء في فبراير/ شباط، وأفادت التقارير بوصول شحنة أخرى في مارس/ آذار .
وصرح وزير الداخلية إسكندر مؤمني، الاثنين، بأن السلطات "أُبلغت ببعض أوجه القصور في الميناء ".
ونقلت وكالة "تسنيم" شبه الرسمية للأنباء عنه قوله: "لم تُطبّق احتياطات السلامة ولم تُؤخذ على محمل الجد في الميناء"، مضيفًا أن الحريق "تحت السيطرة"، وتابع أنه تم استدعاء بعض الأشخاص كجزء من التحقيق .
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" عن مسؤول قوله إن الانفجار ناجم على الأرجح عن حاويات مواد كيميائية، دون تحدد نوع المواد.
وقالت الوكالة في وقت متأخر من يوم السبت إن إدارة الجمارك الإيرانية ألقت باللوم في الانفجار على "مخزون من البضائع الخطرة والمواد الكيميائية المخزنة في منطقة الميناء " .
وقالت شركة النفط الوطنية الإيرانية إن الانفجار الذي وقع في الميناء "لا علاقة له بمصافي التكرير أو خزانات الوقود أو خطوط أنابيب النفط" في المنطقة .
ونفى المسؤولون الإيرانيون وجود أي مواد عسكرية في الميناء.
وذكر المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، في منشور له الأحد، أنه وفقًا للتقارير الأولية، فإن الانفجار "لا علاقة له بقطاع الدفاع".
ووفقًا لوسائل الإعلام الرسمية، وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى بندر عباس بعد ظهر الأحد للتحقيق في الوضع والإشراف على جهود الإغاثة كما التقى الرئيس بالمصابين في انفجار .
وقال بزشكيان في اجتماع مع المسؤولين بثه التلفزيون الرسمي الإيراني: "علينا معرفة سبب حدوث الحادث " .
وأعلن محافظ المنطقة، محمد عاشوري، الحداد لمدة ثلاثة أيام .
تقارير عن وجود "وقود كيميائي للصواريخ "
يأتي الانفجار في وقت يشهد توترات شديدة في الشرق الأوسط ومحادثات جارية بين إيران والولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي، لكن لم تُشر أي شخصية بارزة في إيران إلى أن الانفجار كان هجومًا .
وتُظهر مقاطع فيديو وصور من موقع الحادث، والتي حددت شبكة CNN موقع بعضها جغرافيًا، دخانًا برتقاليًا مائلًا للبني يتصاعد من جزء من الميناء حيث كانت الحاويات مكدسة.
ويشير هذا اللون إلى استخدام مادة كيميائية مثل الصوديوم أو الأمونيا .
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز الأحد أن شخصًا "على صلة بالحرس الثوري" قال إن ما انفجر كان بيركلورات الصوديوم، وهو مكون رئيسي في الوقود الصلب للصواريخ، وتحدث هذا الشخص شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسائل أمنية .
لا تستطيع CNN تأكيد طبيعة المواد الكيميائية التي كانت مخزنة في المنطقة وقت الانفجار، ومن غير الواضح سبب الاحتفاظ بهذه المواد الكيميائية في الميناء لفترة طويلة .
وأشار خبراء آخرون إلى أن مواد كيميائية أكثر بساطة قد تفسر الانفجار الضخم .
وقالت أستاذة الكيمياء في كلية لندن الجامعية أندريا سيلا: "يحمل هذا الحادث سمات انفجار نترات الأمونيوم، التي تُستخدم على نطاق واسع كسماد ومتفجر صناعي، ولكن من المعروف أن سوء التخزين يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر حدوث انفجار في حالة نشوب حريق".
وأضافت: "المادة تشتعل وتحترق بشدة بعد أقل من دقيقة، ويتبعها بعد ثوانٍ انفجار مدمر، وتنتج عن الانفجار موجة الضغط الأسرع من الصوت كفيلة بتحطيم النوافذ."
لكن دان كازيتا، خبير الأسلحة الكيميائية الذي راجع مقاطع فيديو من موقع الحادث، قال إن تقارير عن بيركلورات الصوديوم "يمكن أن تقدم تفسيرًا لكيفية بدء الانفجار، حيث تُستخدم بيركلورات الصوديوم في مواد مثل وقود الصواريخ والألعاب النارية."
وأضاف لشبكة CNN : "من الصعب أن تنفجر نترات الأمونيوم من تلقاء نفسها دون مشاركة مواد كيميائية أخرى في التفاعل."
وفي فبراير، أفادت شبكة CNN أن أول سفينة من أصل سفينتين تحملان ألف طن من مادة كيميائية صينية الصنع، والتي قد تكون مكونًا رئيسيًا في وقود برنامج الصواريخ العسكرية الإيرانية، قد رست خارج بندر عباس.
غادرت السفينة "جولبون" ميناء تايكانغ الصيني في يناير/كانون الثاني محملة بمعظم شحنة وزنها ألف طن من بيركلورات الصوديوم، المادة الأولية الرئيسية في الوقود الصلب الذي يُشغّل الصواريخ الإيرانية التقليدية متوسطة المدى، وفقًا لمصدرين استخباراتيين أوروبيين تحدثا مع CNN .
ويمكن أن يسمح بيركلورات الصوديوم بإنتاج وقود كافٍ لنحو 260 محرك صاروخي يعمل بالوقود الصلب لصواريخ خيبر شيخان الإيرانية أو 200 صاروخ باليستي من طراز "قاسم"، وفقًا لمصادر استخباراتية.
وفي فبراير، قالت وزارة الخارجية الصينية لشبكة CNN إن بلادها " التزمت باستمرار بضوابط التصدير على المواد ذات الاستخدام المزدوج وفقًا لالتزاماتها الدولية والقوانين واللوائح المحلية"، مضيفة أن "بيركلورات الصوديوم ليست مادة خاضعة لسيطرة الصين، وأن تصديرها يعتبر تجارة طبيعية".