تقول إفرات ماتشيكاوا: "أريد أن أنحت كلمة جديدة أصف بها الشعور – عندما تجتمع الفرحة مع القلق".
وكان غادي موسى، عمّ إفرات، قد أُخذ رهينة من منزله في جنوب إسرائيل على يد مسلحي حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023.
والآن يلوْح أمل حقيقي في إطلاق سراحه، بعد أن اتفقت إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
وعلى الرغم من الاتفاق، الذي يتعين بموجبه إطلاق سراح كل المحتجزين لدى حماس، فإن هناك عائلات إسرائيلية لا تزال متخوفة.
"تفاؤل مكبوت" هو التعبير الذي استخدمته إفرات لشرح شعورها عند سماع أخبار الاتفاق. وقد وصفت إفرات المفاوضات بأنها "لعبة قطار الموت" أو "رولر كوستر".
في ذلك، تقول إفرات: "بالكاد نلتقط أنفاسنا"، مضيفة أنه ليس لديها أية فكرة عن موعد إطلاق سراح عمّها غادي موسى.
وتضيف إفرات: "أعتقد أن غادي سيكون بخير. سيستغرق الأمر بعض الوقت لكن في انتظاره أحضان دافئة ومتأنّية. ومعاً سنتجاوز هذه المرحلة".
وفي تل أبيب، أمسى الميدان الذي لطالما شهد زحاماً للمتظاهرين المطالبين بإطلاق سراح الرهائن، فارغاً، بُعيد الإعلان عن وقف إطلاق النار وتبادُل الأسرى.
ومن المنتظر أن يحصل الاتفاق على موافقة الحكومة الإسرائيلية، على أن يتم وقف إطلاق النار بعد ذلك على ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى ستستمر لستة أسابيع، وستشهد مبادلة 33 رهينةً إسرائيلية -بينهم نساء وأطفال وكبار في السن- بمعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، التي من المتوقع أن تشهد إطلاق سراح بقية المحتجزين، في مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من غزة والعودة إلى "الهدوء المستدام" – من المقرر أن تبدأ في اليوم الـ 16 للاتفاق.
أما المرحلة الثالثة والنهائية، فسوف تشمل إعادة إعمار غزة وعودة أي جثامين متبقية للرهائن.
يوسي شنايدر، ابن عمّ المختطَفة شيري بيباس، التي اختُطفت مع طفليها وزوجها، يقول: "إننا حرفياً لا نعرف أي شيء. الموضع مرعب".
ويضيف يوسي: "لا نعرف ما إذا كانوا في القائمة، أو إذا كانوا سيعودون في المرحلة الأولى، أو إذا كانوا أحياء، أم لا؟".
يهودا كوهين، والد نمرود كوهين، وهو جندي إسرائيلي كان قد وقع في الأسر بأيدي مسلحي حماس، يقول: "لا وقت لديّ للعاطفة. بإمكاني أن أكون أباً لنمرود بمجرد أن يعود نمرود".
يضيف يهودا: "لم أتحدث إلى ولدي نمرود منذ 15 شهراً، لم أرَه، لم أسمع صوته... إنني أقاتل من أجل أن يعود لأكون أباً لنمرود".
ووفقاً لفريق تقصّي الحقائق في بي بي سي، لا يزال 94 من بين الـ 251 الذين اختُطفوا في 7 أكتوبر/تشرين الأول، محتجزين في غزة – ويُفترض أن 60 من هؤلاء لا يزالون أحياء وأن 34 بعداد القتلى.
وبالفعل، جرى إطلاق سراح 109 رهينة عبر المفاوضات، سواء على أساس إنساني أو في أثناء وقف مؤقت لإطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وتمكّن الجيش الإسرائيلي من تحرير ثمانية رهائن، كما تمكّن من استعادة جثامين 40 مختطفاً من غزة. ومن بين هؤلاء ثلاثة مختطفين لقوا مصرعهم بالخطأ على أيدي قوات الجيش الإسرائيلي في 15 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وشنّت إسرائيل حملة لتدمير حماس، رداً على هجوم مفاجئ وعابر للحدود في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لقي فيه نحو 1,200 شخصاً مصرعهم فيما اختُطف 251 آخرين.
في المقابل، قُتل أكثر من 46,700 شخصا في غزة منذ ذلك الحين، وفقاً لإحصاءات وزارة الصحة في القطاع.
وقد شرّدت الحرب معظم سكان القطاع البالغ تعداده 2.3 مليون نسمة، ودُمرّ معظم القطاع، فضلاً عن أنه يعاني نقصاً شديداً في الغذاء والوقود والدواء والمأوى بسبب تعذّر دخول المساعدات.