آخر الأخبار

ماذا يخبرك البلغم عن صحتك؟

شارك

تحمي أعضاء الجسم مادة لزجة تسمى المخاط، وعندما يعاني الجسم من المرض يزيد من إفرازه فيصبح أكثر كثافة، وقد يتغير لونه فيصبح أبيض أو أخضر أو أصفر، أو ربما حتى بنيا، بعد أن كان شفافا، ونسميه بلغما، فما هو البلغم ومتى يجب أن نقلق منه؟

يُنتج المخاط بواسطة خلايا خاصة داخل النسيج الذي يبطن الأعضاء والتجاويف والأسطح في الجسم والتي تعرف بالبطانة الظهارية، بما في ذلك العينان والفم وفي الممرات الأنفية والرئتان، وتفرز خلايا هذه البطانة المخاط باستمرار.

ويعمل هذا المخاط كمادة زلقة تمنع جفاف الأنسجة، وكحاجز مادي يحجز جزيئات مثل الغبار ومسببات الحساسية والبكتيريا ، ويعمل كحاجز مناعي يحتوي على جزيئات مختلفة مضادة للميكروبات قادرة على القضاء على مجموعة واسعة من البكتيريا والفطريات وحتى الفيروسات.

ويعرف البلغم بأنه كمية زائدة عن المعدل الطبيعي من المخاط الكثيف الذي تنتجه الخلايا المبطنة للمجاري الهوائية العليا والرئتان، وقد ينجم تراكم البلغم عن عدوى أو تهيج أو مرض رئوي مزمن، وقد يسبب ألما في الصدر وسعالا.

لماذا يزيد إنتاج المخاط عند المرض؟

تعدّ خلايا البطانة الظهارية أحد خطوط الدفاع الأولى للجسم عند الإصابة بعدوى، فعندما تكتشف هذه الخلايا مسببا للمرض -سواء أكان بكتيريا أم فيروسا – فإنها تنتج المزيد من المخاط لتقوية الحواجز المادية والمناعية للجسم.

ويتراكم البلغم في الممرات الأنفية عند الإصابة بنزلة برد، وأحيانا في الرئتين عند الإصابة بعدوى في الصدر، وعادة ما تدفع أهداب الخلايا الظهارية -وهي شعيرات تظهر على سطح بعض الخلايا- هذا المخاط بعيدا وتحافظ على مجرى الهواء مفتوحا، ولكن قد تتلف العدوى الأهداب أو ترهقها، مما يضطر المريض للسعال أو النفخ في المنديل للتعامل مع هذا البلغم.

وعند الحساسية يحدث أمر مشابه، إذ يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله تجاه المواد غير الضارة (مثل الغبار وحبوب اللقاح وبعض الأطعمة) وينتج كميات زائدة من المخاط، ويؤثر فرط إفراز المخاط أيضا على الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل الربو و التليف الكيسي ومرض الانسداد الرئوي المزمن .

مصدر الصورة فرط إفراز المخاط يؤثر في المصابين بأمراض مزمنة مثل الربو والتليف الكيسي ومرض الانسداد الرئوي المزمن (غيتي)

لماذا تزداد كثافة المخاط؟

إعلان

ويمكن أن يؤثر المرض أيضا في قوام البلغم، فعند الشخص السليم يتكون المخاط من حوالي 90 إلى 95% ماء، والباقي يتكون من بروتينات مخاطية وأملاح. ولهذا السبب يكون المخاط عادة شفافا وسائلا. ولكن عندما يكون الشخص مريضا أو يتعافى من عدوى، ينتج جسمه المزيد من البروتينات المخاطية، والتي تزيد من كثافة البلغم.

يكون المخاط السميك الأبيض أو العكر عادة علامة مبكرة على وجود عدوى مثل نزلات البرد، وقد يشير أيضا إلى التهاب ناتج عن الحساسية أو أمراض مزمنة مثل الربو.

وفي المراحل المتأخرة من العدوى، يكون لون البلغم عادة أخضر أو أصفر أو حتى بنيا، ويأتي اللون الأصفر المخضرّ من إنزيم يسمى الميلوبيروكسيديز (myeloperoxidase) الذي تنتجه الخلايا المناعية التي تحارب العدوى.

ويحتوي المخاط البني المحمر عادة على دم، وقد يحدث هذا عندما تكون ممرات الأنف تالفة أو متهيجة، وغالبا بسبب كثرة النفخ أو بسبب جفافها، ولا ينبغي أن يسبب ذلك قلقا عند المريض، ولكن إذا كان المخاط يخرج من الفم، أي أن المريض يسعل دما، فقد يشير ذلك إلى حالة أكثر خطورة، بما في ذلك الإصابة بعدوى رئوية خطيرة أو حتى الإصابة بالسرطان، وهنا يجب استشارة طبيب مختص.

وفي حالات نادرة يكون المخاط أسود، وقد يكون علامة على عدوى فطرية، أو التعرض لملوثات مثل الفحم أو الغبار أو دخان السجائر، وتجب مراجعة الطبيب في هذه الحالة.

هل يحتاج المريض لمضاد حيوي لحل مشكلة البلغم؟

قد يسأل الطبيب عن البلغم لتشخيص الحالة؛ لونه، قوامه، وكميته، و قد يستخدم الطبيب مخطط ألوان البلغم للتمييز بين العدوى الفيروسية والبكتيرية، وتحديد ما إذا كان سيصف المضادات الحيوية.

وتشير بعض الأدلة إلى أن المخاط الأخضر المصفر قد يكون ناتجا عن عدوى بكتيرية، وهذا ليس صحيحا دائما، لذا فإن لون البلغم لا يكفي وحده لتشخيص العدوى بدقة وتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى مضادات حيوية.

ويساعد شرب الكثير من السوائل أو استخدام بخاخات مزيلة للاحتقان على المدى القصير، ويجب استشارة الطبيب إذا ترافق ذلك مع أعراض أخرى مثل الحمى أو التعب أو فقدان الشهية لأكثر من أسبوع أو أسبوعين.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار