اختتمت في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض الخميس 2 تشرين الأول/أكتوبر أعمال مؤتمر الاستثمار الثقافي 2025، الذي نظمته وزارة الثقافة السعودية بمشاركة أكثر من 100 متحدث و1500 مشارك من صناع القرار وخبراء الثقافة والاستثمار من داخل المملكة وخارجها.
أعلن وزير الثقافة السعودي بدر بن عبدالله بن فرحان خلال المؤتمر عن إطلاق جامعة الرياض للفنون، التي تهدف إلى أن تكون قاعدة للتعليم الإبداعي ودعم المواهب المحلية في مجالات الفنون والثقافة.
كما كشفت الوزارة عن استثمارات في البنية التحتية الثقافية تتجاوز قيمتها الإجمالية 81 مليار ريال منذ انطلاق رؤية المملكة 2030، بمساهمات من القطاعين العام والخاص والقطاع غير الربحي.
شهد المؤتمر، أكثر من 38 جلسة نقاشية تناولت قضايا الاستثمار في الثقافة ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز الهوية الوطنية.
وفي اليوم الأول، تناولت جلسة وزارية مشتركة بين وزير الاستثمار خالد الفالح ووزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم موضوع "الثقافة كاستثمار استراتيجي – من السياسة إلى الازدهار"، وطرحت خريطة طريق للنمو المرتكز على الثقافة.
كما تناولت جلسات أخرى محاور متعددة مثل الاقتصاد الثقافي العالمي، وتحول المبادرات الثقافية، والثقافة كفئة أصول استثمارية جديدة، إلى جانب نقاشات حول رأس المال الثقافي، والشراكات بين القطاعين العام والخاص في صون التراث.
افتتحت السفيرة السعودية في الولايات المتحدة ريما بنت بندر بن سلطان فعاليات اليوم الثاني بكلمة مسجلة بعنوان "الاستثمار في الثقافة والهوية – بصمة سعودية عالمية".
تضمنت الجلسات لاحقًا نقاشات حول الثقافة كمحرك للنمو الاقتصادي بمشاركة مسؤولين من وزارات الثقافة والتعليم والرياضة والاقتصاد والتخطيط، إضافة إلى جلسات تناولت موضوعات مثل الابتكار الثقافي، والقوة الناعمة العالمية للثقافة، والضيافة كقيمة اقتصادية، والمشروعات الكبرى كواجهة للثقافة السعودية عالميًا.
شهد المؤتمر توقيع 89 اتفاقية بقيمة إجمالية بلغت 4.3 مليار ريال لدعم الاقتصاد الثقافي والإبداعي.
-تأسيس صندوق استثماري ثانٍ لقطاع الأفلام بالشراكة بين الصندوق الثقافي وشركة بي إس إف كابيتال.
-إنشاء أول صندوق استثماري للأزياء بالشراكة مع ميراك كابيتال.
-إطلاق صندوق الأصول الثقافية، الذي يركّز على الفنون البصرية والأزياء والمحتوى الرقمي والإعلامي.
كما وُقّعت مذكرات تفاهم بين وزارة الاستثمار والصندوق الثقافي لجذب الشركات العالمية، وبين معهد وِرث ومدارس المملكة لتطوير التعليم الحرفي، إضافة إلى اتفاقيات لتطوير معالم ثقافية جديدة في الرياض، وتعزيز التنمية في محافظة العلا.
أعلن الصندوق الثقافي عن منتج تمويل مشترك جديد بقيمة تتجاوز مليار ريال بالشراكة مع القطاع الخاص، كما جرى تدشين صندوق عوده كابيتال للفنون كأول صندوق استثمار فني خاضع للرقابة في المنطقة.
من جهتها، أعلنت مجموعة أوري الصينية عن افتتاح مقرها الإقليمي في المملكة باستثمار يتجاوز ملياري ريال يركّز على قطاعات الأفلام والتعليم والأزياء والسياحة والفعاليات الثقافية.
يُعد هذا المؤتمر الأول من نوعه في السعودية ، وجاء ليؤكد مكانتها كمنصة عالمية لاستشراف مستقبل الاستثمار الثقافي ودوره في بناء اقتصاد إبداعي مستدام متوافق مع رؤية 2030.
ركز المؤتمر على تحفيز الشراكات وتطوير نماذج تمويل مبتكرة في الصناعات الإبداعية، وعلى إبراز الثقافة كعنصر فاعل في تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز الهوية الثقافية وتوسيع التأثير الثقافي السعودي عالميًا.