آخر الأخبار

النفط الروسي عقبة في طريق التقارب بين أوروبا والهند

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

قد تُعرقل العلاقات الوثيقة بين نيودلهي وموسكو مسار التقارب الإستراتيجي الجاري بين الهند والاتحاد الأوروبي، في وقت ترى فيه بروكسل أن اعتماد الهند على النفط الروسي ومشاركتها في مناورات عسكرية إلى جانب موسكو يشكلان "عقبة" أمام تعزيز التعاون بين الجانبين.

وشهدت الأشهر الأخيرة نشاطا دبلوماسيا مكثفا بين بروكسل ونيودلهي في ظل التوترات التجارية مع الولايات المتحدة التي دفعت الاتحاد الأوروبي إلى بناء تحالفات جديدة.

في هذا السياق، تأمل المفوضية الأوروبية والحكومة الهندية في التوصل إلى اتفاق للتبادل الحر بحلول نهاية هذا العام، وهو اتفاق طال انتظاره ويجري الإعداد له منذ سنوات.

كما يجري النقاش حاليا بشأن الشراكة في مجالي الأمن والدفاع، وقد يعمد القادة الأوروبيون والهنود إلى إضفاء الطابع الرسمي على هذا التفاهم خلال قمة مرتقبة مطلع العام 2026.

مصدر الصورة ترى بروكسل أن اعتماد الهند على النفط الروسي ومشاركتها في مناورات عسكرية إلى جانب موسكو يشكلان "عقبة" أمام تعزيز التعاون بين الجانبين (شترستوك)

تدفّق الذهب الأسود

لكن العلاقات الوثيقة التي ما زالت الهند، كدولة غير منحازة تقليديا، تحرص على الحفاظ عليها مع روسيا رغم العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، تُعقّد بشكل كبير مسار المفاوضات، حسبما قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أمس الأربعاء.

وأضافت كالاس "شراكتنا لا تقوم فقط على التجارة، بل تهدف أيضا إلى الدفاع عن نظام دولي قائم على القواعد، لا على منطق القوة".

ويُشكّل إقبال الهند الكبير على شراء النفط الروسي أبرز مصادر التوتر. فمنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في العام 2022، أصبحت الهند ثاني أكبر مستورد للنفط الروسي بعد الصين، إذ تستورد نحو مليوني برميل يوميا في المتوسط، وفقا للوكالة الدولية للطاقة.

ويزعج تدفق الذهب الأسود بشكل متزايد حلفاء كييف الذين يسعون للحد من أحد أبرز مصادر تمويل الحرب الروسية في أوكرانيا.

إعلان

وفي هذا السياق، يعكف الاتحاد الأوروبي حاليا على وضع اللمسات الأخيرة على الحزمة الـ19 من العقوبات على روسيا، والتي يُفترض أن تتضمن إجراءات إضافية لتقليص إيرادات النفط الروسية.

كما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي فرض رسوما جمركية إضافية على واردات الهند لدفعها للحد من شرائها النفط الروسي، الأوروبيين إلى اتخاذ خطوات مماثلة.

وتُعد مشاركة وحدة عسكرية هندية في مناورات "زاباد-2025" الروسية البيلاروسية، والتي تُجرى أجزاء منها على أطراف الاتحاد الأوروبي، عقبة إضافية تزيد من مخاوف الأوروبيين.

"عائق أمام تعاوننا"

وخلال مؤتمر صحافي عُقد أمس الأربعاء في بروكسل، قالت كالاس إنها تناولت هذه المواضيع مع وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيوم جايشانكار، مضيفة "هذه الأمور تُشكّل عائقا أمام تعاوننا وتعزيز علاقتنا".

ورغم ذلك، أكدت أن الاتحاد الأوروبي لا ينوي وقف المحادثات مع الهند نظرا للأهمية الكبيرة للمصالح المشتركة بين الطرفين. وأوضح مفوّض التجارة في الاتحاد ماروس سيفكوفيتش أن توقيع اتفاق تجاري من شأنه أن يفتح "آفاقا واسعة" على الصعيد الاقتصادي.

ويعدّ الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول للهند، في حين تُعد الهند الشريك الأول للاتحاد خارج الدول المتقدمة.

وارتفع حجم التبادل التجاري للسلع بين الجانبين بنسبة 90% خلال العقد الماضي ليصل إلى 120 مليار يورو في العام 2024، إلى جانب 60 مليار يورو من خدمات التبادل التجاري.

ويعتقد الاتحاد الأوروبي أن اتفاقية التجارة الحرة ستعود عليه بفوائد كبيرة، خصوصا مع اقتراب الهند، بفضل نموها الاقتصادي، من أن تصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحلول العام 2030 بعد الولايات المتحدة والصين.

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في رسالة على منصة إكس "حان الوقت لتعزيز علاقتنا".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار