ارتفعت أسعار الذهب -اليوم الجمعة- وتتجه لتسجيل رابع ارتفاع أسبوعي على التوالي، إذ طغى تزايد المخاوف بشأن ضعف سوق العمل في الولايات المتحدة على المخاوف بشأن التضخم قبل خفض متوقع بقوة لأسعار الفائدة الأميركية الأسبوع المقبل.
وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.5% إلى 3651.7 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 10:54 بتوقيت غرينتش.
ويحوم الذهب بالقرب من أعلى مستوياته على الإطلاق عند 3673.95 دولارا الذي سجله يوم الثلاثاء.
وصعد المعدن النفيس نحو 1.8% منذ بداية الأسبوع وحتى الآن.
وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول 0.5% عند 3689.9 دولارا.
وقال كيلفن وونج محلل الأسواق لدى أواندا إن "السوق تتطلع الآن إلى فرصة كبيرة لخفض أسعار الفائدة 3 مرات على الأقل قبل نهاية عام 2025، وهو ما يفوق بكثير التوقعات السابقة قبل شهرين"، مضيفا أن هذا يساعد الذهب في الوقت الحالي.
وارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة 0.4% في أغسطس/آب، وهو أكبر ارتفاع شهري في 7 أشهر، في حين أظهرت بيانات يوم الأربعاء انخفاضا غير متوقع في أسعار المنتجين الأميركيين خلال الشهر الماضي.
وزادت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأسبوع الماضي، مما يؤكد وجود ضعف جوهري في ظروف سوق العمل.
ومن المتوقع أن يخفض مجلس الاحتياطي الفدرالي ( البنك المركزي الأميركي) معدل الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس في 17 سبتمبر/أيلول، مع احتمال ضئيل بخفض 50 نقطة أساس، وفقا لأداة فيد ووتش التي تتبع "سي إم إي".
وعادة ما يُنظر للذهب على أنه وسيلة للتحوط في أوقات الضبابية الاقتصادية ويميل للارتفاع في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
وارتفع المعدن الأصفر بنحو 39% حتى الآن هذا العام، مدفوعا بضعف الدولار وعمليات الشراء القوية من البنوك المركزية وتوجهات تيسير السياسة النقدية وتزايد حالة الضبابية العالمية.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى:
وانخفضت أسعار النفط -اليوم الجمعة- مواصلة الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في الجلسة السابقة قبل أن تقلص جزءا من هذه الخسارات، وسط مخاوف من فائض المعروض وضعف الطلب الأميركي، وقد فاق ذلك أثر القلق إزاء تعطل الإمدادات بسبب الصراع في الشرق الأوسط و أوكرانيا .
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 0.83% إلى 65.82 دولارا للبرميل في التعاملات المبكرة قبل أن تعود للارتفاع.
ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي أيضا 0.9% إلى 61.80 دولارا قبل أن يستعيد جزءا من عافيته.
ويتداول خام برنت -حتى كتابة هذا التقرير- عند 67.2 دولارا، كما يتداول الخام الأميركي عند 63 دولارا للبرميل.
وقالت بريانكا ساشديفا كبيرة محللي السوق في شركة فيليب نوفا للوساطة: "لا يبدو أن معركة التضخم (الأميركي) انتهت تماما، مما يضعف آفاق الطلب على النفط من أكبر اقتصادات العالم".
وأضافت "حتى الاضطرابات الجيوسياسية لا تدعم أسعار النفط، إذ تشير الأساسيات إلى فائض في المعروض وضعف في الطلب".
وأظهرت تقارير حكومية صادرة أمس الخميس ارتفاع أسعار المستهلكين الأميركيين في أغسطس/آب بأعلى وتيرة خلال 7 أشهر، وارتفاعا في الطلبات المقدمة لأول مرة للحصول على إعانة البطالة الأسبوع الماضي.
وعززت البيانات التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) سيخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل في محاولة لتعزيز النمو الاقتصادي ، مما سيزيد بدوره الطلب على النفط.
وصعدت أسعار النفط بما يصل إلى 2% في وقت سابق من هذا الأسبوع، على خلفية احتمالية حدوث اضطرابات في الإنتاج أو تدفقات التجارة بسبب الصراعات، لكن المؤشرات بدأت بالانخفاض أمس الخميس، مما أدى إلى تبديد تلك المكاسب.
وجاءت خسائر أمس الخميس في الوقت الذي قالت فيه وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري إن المعروض العالمي من النفط سيرتفع بسرعة أكبر من المتوقع هذا العام بسبب زيادات الإنتاج المخطط لها من منظمة البلدان المصدرة للبترول ( أوبك ) وحلفاء من بينهم روسيا ، في إطار التحالف المعروف باسم أوبك بلس .
أما التقرير الصادر عن أوبك، فلم يُدخل أي تغيير على توقعات المنظمة المرتفعة نسبيا لنمو الطلب العالمي على النفط لعامي 2025 و2026، وأشارت أوبك إلى أن الاقتصاد العالمي يحافظ على اتجاه نمو قوي.
وقرر تحالف أوبك بلس يوم الأحد زيادة حصص إنتاج النفط اعتبارا من أكتوبر تشرين/الأول في الوقت الذي تسعى فيه السعودية (قائدة التحالف) إلى استعادة حصتها السوقية.