رفعت وكالة التصنيف الائتماني فيتش توقعاتها لل نمو الاقتصادي العالمي للعام الجاري إلى 2.4%، بزيادة قدرها 0.2 نقطة مئوية عن تقديراتها السابقة في يونيو/حزيران، رغم ما وصفته الوكالة بـ"دلائل واضحة على تباطؤ الاقتصاد الأميركي" ظهرت في البيانات الاقتصادية الصلبة، وفقا لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال.
وحتى مع هذه الزيادة، يبقى المعدل المتوقع دون مستوى 2.9% الذي تحقق عام 2024، مما يعكس استمرار حالة التباطؤ على المستوى العالمي.
وبحسب التحديث الصادر عن الوكالة، فإن أحد أبرز دوافع هذه المراجعة الإيجابية يتمثل في تراجع التشاؤم بشأن أداء الصين ومنطقة اليورو، إذ رفعت فيتش توقعاتها لنمو الاقتصاد الصيني هذا العام إلى 4.7% بدلا من 4.2% في تقديرات يونيو/حزيران، كما زادت تقديراتها لنمو منطقة اليورو إلى 1.1% بدلا من 0.8%.
وأوضحت الوكالة أن النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو تلقى دعما جزئيا من "حالة السباق لتفادي الرسوم الجمركية الأميركية"، وهو ما عزز بعض المؤشرات في التقارير الأخيرة.
وفيما يخص الولايات المتحدة ، أكدت فيتش وجود مؤشرات متزايدة على التباطؤ، لكنها رفعت توقعاتها لنمو الاقتصاد الأميركي لعام 2025 بشكل طفيف من 1.5% إلى 1.6%، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الغموض حول السياسة التجارية الأميركية بدأ يتراجع عقب سلسلة من الإعلانات الأخيرة.
وقدرت الوكالة متوسط المعدل الفعلي للرسوم الأميركية بنحو 16%، وهو ما يتماشى مع تقديراتها السابقة. لكن رئيس الخبراء الاقتصاديين في فيتش، براين كولتون، حذّر من أن هذا "لا يُغير من حقيقة أن هذه الرسوم ضخمة، وستؤدي إلى تقليص النمو العالمي".
وبحسب التقرير، فإن صادرات الصين أظهرت مرونة غير متوقعة في مواجهة الصدمة الجمركية الأميركية، مدعومة بانخفاض سعر صرف اليوان الحقيقي وتراجع أسعار الصادرات، مما ساعد على إعادة توجيه المبيعات الخارجية إلى أسواق بديلة.
في السياق نفسه، أشار التقييم إلى أن ضعف سوق العمل الأميركي قد يدفع مجلس الاحتياطي الفدرالي ( البنك المركزي الأميركي) إلى تسريع وتيرة خفض أسعار الفائدة مقارنة بالتوقعات السابقة.
وتتوقع فيتش أن يقوم الاحتياطي الفدرالي بتخفيض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل من سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الأول المقبلين، مع 3 تخفيضات إضافية خلال عام 2026.
وعلى المدى الأبعد، تتوقع فيتش أن يبلغ النمو العالمي لعام 2026 نحو 2.3%، وهو ما يمثل ارتفاعا طفيفا بمقدار 0.1% عن التقديرات السابقة.