بعد غياب دام 110 سنوات، عرضت بازيليك العذراء ببلدة ألبا دي تورميس أمام الجمهور الجسد المحنط للقديسة تيريزا دي أفيلا. وشهد الحدث إقبالاً كبيراً من المؤمنين الذين توافدوا من مختلف أنحاء إسبانيا لتكريم رفاتها، في إطار فعالية دينية مميزة نظمها الرهبان الكرمليون الحفاة.
وآخر مرة تم فيها فتح ضريح القديسة كانت عام 1914. وقد أصبح اليوم بإمكان الزوار معاينة رفاتها مجددًا في بلدة ألبا دي تورميس بإقليم سالامانكا التي توفيت فيه.
وهذه هي المرة الثالثة فقط التي يُعرض فيها جسد القديسة تيريزا مباشرة. الأولى كانت في عام 1914 والثانية عام 1970. وأوضح الأب ميغيل انخيل غونزاليس، رئيس دير الرهبان الكرمليين في ألبا دي تورميس، أن الرفات "ما زالت على حالها كما في المرات السابقة"، مشيرًا إلى أن شخصية تيريزا دي أفيلا "تمثل الجميع لأنها إرث إنساني عالمي".
و قال غونزاليس: "الإقبال تجاوز جميع توقعاتنا، لكن بفضل الدعم المؤسسي والتعاون مع الشركاء، نحن نعمل على تلبية الطلب على الإقبال ليتمكن الزوار من قضاء وقت في الصلاة والسلام داخل البازيليك".
ونظمت مراسم الافتتاح رهبانية الكرمليين الحفاة، بحضور شخصيات بارزة مثل أسقف سالامانكا خوسيه لويس ريتابا، ورئيس منطقة قشتالة وليون ألفونسو فرنانديث مانيويلو، وعمدة ألبا دي تورميس كونسيبسيون ميغيليز.
وخلال الحفل، تم تسليم "مفتاح البازيليك" رمزياً، وبعد كلمات الترحيب، دقت أجراس الكنيسة إيذانا بفتح الأبواب لاستقبال المؤمنين.
وُلدت القديسة تيريزا دي أفيلا، عام 1515 في مدينة Ávila باسم تيريزا دي سيبِدا وآهومادا، وتُعد واحدة من أبرز الشخصيات في الروحانية الكاثوليكية في العصر الذهبي الإسباني . وانضمت إلى رهبانية الكرمليين، حيث بدأت تعيش تجارب روحية ورؤى صوفية أثرت بعمق في مسيرتها.
بعد فترة غياب بسبب ظروف صحية ودون إذن والدها، عادت إلى حياة الرهبانية وأدخلت إصلاحًات في رهبانية الكرمل. كما أسست العديد من الأديرة ووضعت قواعد خاصة بالكرمليين الحفاة، والتي حازت لاحقًا على موافقة البابا بيوس الرابع. وتُعدّ أول امرأة تحصل على لقب طبيبة الكنيسة، كما تُعتبر من أبرز المتصوفين والفيلسوفات في تاريخ المسيحية.