من المقرر أن تبدأ مصر، اعتبارًا من العام الدراسي المقبل 2025-2026 تطبيق نظام البكالوريا، ليحل محل نظام الثانوية العامة الذي استمر العمل به لأكثر من 50 عامًا، إذ ستطبقه وزارة التربية والتعليم على طلاب الصف الأول الثانوي، الذين يدرسون في الصف الثالث الإعدادي الآن.
وانطلق الحوار المجتمعي بشأن تطبيق هذا النظام، بمشاركة وزراء تعليم سابقين وحاليين، من بينهم الوزير السابق رضا حجازي والأسبق الهلالي الشربيني والأسبق أحمد زكي بدر، ونائب رئيس الوزراء الحالي الدكتور خالد عبد الغفار، ووزير التعليم العالي الدكتور أيمن عاشور، وأساتذة جامعيين وخبراء تربويين.
ومن المتوقع أن يوجه هذا الحوار رسالة طمأنة، خاصة بعدما أثار إعلان وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بشأن تطبيق نظام البكالوريا جدلًا واسعًا في مصر، لا سيما أن اسمه يتشابه مع نظام كانت تطبقه الدولة حتى خمسينيات القرن الماضي، قبل استبداله بنظام الثانوية العامة لاحقًا.
يحاكي الأنظمة التعليمية عالمية المستوى
وقال عضو في لجنة التعليم بمجلس النواب المصري، إن نظام البكالوريا الجديد في مصر من شأنه أن يحقق تقدمًا مهمًا على المستويين العملي والعلمي بالنسبة إلى الطلاب، فهو يحاكي الأنظمة التعليمية عالمية المستوى وفائقة الجودة.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الحوار المجتمعي الذي يجري حاليًا مرحلة أولى نحو تطوير نظام التعليم في مصر بالكامل، لافتة إلى أنه بعد انتهاء مجلس النواب المصري من مناقشة نظام البكالوريا الجديد، سيبدأ تطبيقه من العام الدراسي المقبل 2025-2026.
وأكد النائب، الذي اعتذر عن نشر اسمه لعدم تخويله بالحديث، أن النظام يأتي استجابة لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة تطوير منظومة التعليم بالكامل، سواء التعليم العام أو الفني، لتأهيل الطلاب لخوض تجربة التعليم الجامعي مسلحين باحتياجاتهم الكاملة من المعلومات التي تدعم دراستهم المستقبلية.
من جانبه، كشف مصدر في وزارة التربية والتعليم المصرية، عن فلسفة نظام البكالوريا الجديد، التي تمنح الطلاب فرصًا عديدة لتحسين درجاتهم وتنمية مهاراتهم في جوانب متعددة، بينها النقد والإبداع، لا سيما أنه يدمج المواد العلمية والأدبية بمواد أخرى فنية، فلن تكون هناك شعبات أدبية وعلمية كما كان يحدث سابقا.
ولفت، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أن نظام البكالوريا سيتم تطبيقه على جميع الطلاب في المدارس الرسمية العادية أو اللغات، وكذلك المدارس الخاصة، ولكنه لن يتم تطبيقه على طلاب المدارس الدولية ومدارس النيل المصرية وطلاب مدارس "آي بي إس".
وقال المصدر إن سنوات الدراسة ستنقسم إلى 3 سنوات، ويتضمن نظام البكالويا 4 مسارات علمية، هي: "الطب وعلوم الحياة" و"الهندسة وعلوم الحاسب" و"الأعمال" و"الآداب والفنون".
فرصًا إضافية
وأكد أن النظام يمنح الطلاب فرصًا إضافية، لخوض الامتحان الواحد 4 مرات في الصف الثانى الثانوي، ومرتين في الصف الثالث، وتمنحه الوزارة الدرجات الأعلى بين هذه المحاولات، ولكن المرة الأولى ستكون مجانية وبعدها يدفع 500 جنيه (10 دولارات) عن كل محاولة.
وأشار إلى أن هناك جدلًا في الوقت الحالي بشأن إضافة مادة "الدين" إلى المجموع، ولكن هذه النقطة تكفل للطالب تحقيق مزيدًا من الدرجات تدعمه في مساره الذي اختاره، جنبًا إلى جنب مع إضافة مادة اللغة الأجنبية الثانية، كما أن الطلب يمكنه أن يقضي في نظام البكالوريا 4 سنوات كحد أقصى لتحسين درجاته.
في المقابل، انتقد الأستاذ المساعد لعلم النفس التربوي بجامعة القاهرة الدكتور عاصم حجازي، نظام البكالوريا، قائلًا إن هناك ملاحظات حول تفاصيله، تجعله في حاجة لمراجعة شاملة، فهو لا يلائم المعايير الدولية، لعدم حصول بعض المدارس على الاعتماد المحلي من الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد.
وتوقع أن يترك النظام أثرًا سلبيًا على الطلاب، بما قد يؤدي إلى تسطيح معرفتهم، كما أنه يهدر جهودهم في دراسة اللغة الإنجليزية، التي سيتوقف تدريسها في الصف الثالث الثانوي، بجانب الحاجة إلى مزيد من المعلمين والفصول الدراسية.