أصبح من المهم في العصر الحالي من التكنولوجيا المتقدمة والاتصالات الرقمية؛ حماية خصوصيتك عبر الإنترنت لأنها من أهم القضايا التقنية في العصر الرقمي.
ومع تزايد الاعتماد على الإنترنت في مختلف جوانب الحياة، من التسوق الإلكتروني إلى التواصل الاجتماعي، ازدادت التهديدات التي تستهدف سرقة البيانات الشخصية أو التجسس على الأنشطة عبر الإنترنت. لذا، فإنك بحاجة إلى اتخاذ خطوات لحماية خصوصيتك الرقمية والتأكد من عدم تعرض بياناتك الحساسة للخطر.
ومن أجل حماية خصوصيتك، يجب اتباع مجموعة من الممارسات الأمنية والتقنية. ونحاول من خلال المقال التالي توضيح كيفية حماية خصوصيتك عبر الإنترنت مع تزويدك بالحقائق والأدوات والممارسات الفضلى حتى تستطيع حماية خصوصيتك وبياناتك وحياتك.
يخلط العديد من الأشخاص بين مفاهيم الخصوصية والأمان وإخفاء الهوية.
الخصوصية هي ضمان أن بياناتك لن يراها سوى الأطراف التي تريدها. وفي سياق برنامج المراسلة الفورية، على سبيل المثال، يوفر التشفير من طرف إلى طرف الخصوصية من خلال إبقاء رسالتك مرئية لك وللمتلقي فقط.
الأمان هو القدرة على الوثوق بالتطبيقات التي تستخدمها، وأن الأطراف المعنية هي من تدعي أنها كذلك، والحفاظ على أمان هذه التطبيقات. وفي سياق تصفح الويب، على سبيل المثال، يمكن توفير الأمان من خلال شهادات بروتوكول نقل النص التشعبي الآمن (HTTPS)، إذ تثبت الشهادات أنك تتحدث مباشرة إلى موقع الويب الذي تزوره، وتمنع المهاجمين عبر شبكتك من قراءة أو تعديل البيانات المرسلة إلى موقع الويب أو منه.
إخفاء الهوية، أو عدم الكشف عن الهوية، هو القدرة على التصرف بدون معرف ثابت مرتبط. وقد تتمكن من تحقيق ذلك عبر الإنترنت باستخدام "Tor"، الذي يسمح لك بتصفح الإنترنت باستخدام عنوان بروتوكول الإنترنت (IP) العشوائي واتصال شبكة بدلًا من عنوانك الخاص. ويُعد استخدام اسم مستعار مفهومًا مشابهًا، ولكنه يسمح لك بالحصول على معرف ثابت دون ربطه بهويتك الحقيقية.
في العصر الحديث القائم على استغلال البيانات الرقمية، أصبحت خصوصيتك بالغة الأهمية. وتتعلق الخصوصية بالمعلومات البشرية، وهذا مهم لأن المعلومات تمنح السلطة على البشر.
ويتمحور جزء كبير من مجتمعنا الحديث حول المعلومات. وعندما تتسوق عبر الإنترنت، أو تقرأ الأخبار، أو تبحث عن شيء ما، أو تصوّت، أو تبحث عن الاتجاهات، أو أي شيء آخر، فأنت تعتمد على المعلومات.
إذا كنا نعيش في مجتمع معلومات، فإن معلوماتنا مهمة، وبالتالي فإن الخصوصية مهمة.
تشير حماية الخصوصية إلى التدابير المتخذة لحماية معلوماتك من الوصول غير المصرح به أو الاستخدام أو السرقة، وقد يشمل ذلك المعلومات الشخصية، مثل الاسم والعنوان ورقم الهاتف ورقم الضمان الاجتماعي والمعلومات المالية، بالإضافة إلى معلومات أكثر حساسية، مثل السجلات الصحية وكلمات المرور وحسابات البريد الإلكتروني.
وتعني حماية الخصوصية قدرتك على تحديد كل ما يتعلق بمشاركة معلوماتك الشخصية مع الآخرين.
ومع زيادة استخدام الإنترنت على مر السنين، زادت أهمية حماية الخصوصية. وغالبًا ما تحتاج مواقع الويب والتطبيقات ومنصات الوسائط الاجتماعية إلى جمع وتخزين البيانات الشخصية عن المستخدمين من أجل تقديم الخدمات.
ومع ذلك، قد تتجاوز بعض التطبيقات والمنصات توقعات المستخدمين لجمع البيانات واستخدامها، مما يترك المستخدمين مع خصوصية أقل مما أدركوا.
وقد لا تُوفر التطبيقات والمنصات ضماناتٍ كافية للبيانات التي تجمعها، مما قد يؤدي إلى خرق البيانات الذي يعرض خصوصية المستخدم للخطر.
في العديد من الدول، تُعد حماية الخصوصية حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، وتوجد قوانين لحماية هذا الحق.
وتُعد حماية الخصوصية مهمة لأنه يمكن إساءة استخدام البيانات الشخصية بعدة طرق إذا لم يَجرِ الحفاظ عليها، أو إذا لم يكن لدى الأشخاص القدرة على التحكم في كيفية استخدام معلوماتهم:
ويعتقد العديد من الناس والدول أن الخصوصية لها قيمة جوهرية، إذ إن الخصوصية حق أساسي من حقوق الإنسان لمجتمع حر، مثل الحق في حرية التعبير.
مع تحسن قدرات جمع البيانات ومراقبتها بفضل التقدم التكنولوجي، بدأت الحكومات في جميع أنحاء العالم في إقرار قوانين تنظم نوع البيانات التي يمكن جمعها عن المستخدمين، وكيفية استخدام هذه البيانات، وكيفية تخزين البيانات وحمايتها.
وتتضمن بعض أهم قوانين الخصوصية التنظيمية التي يجب معرفتها ما يلي:
هل سبق لك أن تصفحت الإنترنت من جهاز حاسوب منزلي، ومن ثم تصفحت فيسبوك من هاتفك الذكي، ووجدت إعلانًا عن شيء تصفحته للتو عبر الإنترنت لدرجة جعلتك تشك في أن هاتفك الذكي يتنصت عليك؟
وهل تسوقت عبر الإنترنت لشراء شيء ما، ومن ثم عندما عدت إلى ذلك الموقع بعد شهر، وجدت أن العلامة التجارية توصي بمنتجات تشبه المنتجات التي اشتريتها؟
وهل ركبت سيارتك ذات يوم، ورغم عدم وجود شيء في تقويم هاتفك الذكي في ذلك الصباح، تلقيت إشعارًا مفيدًا يوضح أنك تستطيع الوصول إلى صالة الألعاب الرياضية خلال 12 دقيقة، مما يجعلك تتساءل كيف علم هاتفك أنك ذاهب إلى صالة الألعاب الرياضية؟
ترتبط كل هذه الأمور بالتسويق الذكي الحديث، إذ إن الغرض الرئيسي من جمع البيانات وتتبعها هو تخصيص الإعلانات حتى تقضي الشركات وقتًا أقل في التسويق لجمهور كبير غير مهتم بمنتجاتها، والمزيد من الوقت في استهداف تسويقها لأشخاص محددين يعرفون أنهم مهتمون، مما يساعد تلك الشركات في توفير الوقت وتقليل كمية الإعلانات غير ذات الصلة التي تراها.
هناك مجموعة من التحديات المرتبطة بحماية خصوصيتك عبر الإنترنت، ويشمل ذلك:
تتضمن البيانات التي تتبعها مواقع الويب أكثر من اسمك وعنوانك ورقم هاتفك، إذ إن قاعدة البيانات متنامية باستمرار والتي يمكن أن تتضمن:
المشتريات ونشاط التصفح
وسائل التواصل الاجتماعي
الأدوات الذكية
التسوق عبر الإنترنت واستخدام الوسائط
الرعاية الصحية واللياقة البدنية
المعلومات الشخصية الأخرى
من أجل تعزيز حماية خصوصيتك عبر الإنترنت على المدى الطويل، هناك 3 مراحل مهمة:
المرحلة الأولى: إجراء مراجعة متعمقة لأجهزتك وتطبيقاتك وحساباتك وتعزيز أساسك:
تسلط القائمة أدناه الضوء على الأدوات والتوصيات والممارسات التي يمكنك تنفيذها من أجل حماية خصوصيتك عبر الإنترنت. ويجب الأخذ في الحسبان أنه لا يوجد حل واحد لحماية خصوصيتك عبر الإنترنت. ومن أجل حماية نفسك، تحتاج إلى استخدام أسلحة دفاع متعددة.
الشبكة الخاصة الافتراضية (VPN)
تخفي الشبكة الخاصة الافتراضية (VPN) عنوان بروتوكول الإنترنت (IP) وتشفر تصفح الإنترنت وتحمي هويتك عبر الإنترنت، خاصة إذا كنت تستخدم شبكة لاسلكية عامة، حتى تتمكن من التصفح دون الكشف عن الهوية. وتقدم بعض برامج الأمان شبكة خاصة افتراضية كجزء من الحزمة، ولكنها ليست بالضرورة أفضل الخيارات.
وبدلًا من ذلك، قد ترغب في شراء حساب ضمن خدمة "VPN" موثوقة، مثل نورد في بي إن (NordVPN) أوبروتون في بي إن (ProtonVPN) أو برافت إنترنت آكسيس في بي إن (Private Internet Access VPN). ويجب الحذر من شبكات "VPN" المزيفة والشركات المشكوك فيها من خلال مراجعة سياسات الخصوصية والأذونات، والتحقق من مصادر الجهات الخارجية للإحالات. ووفقًا للخبراء، لا يشفر جميع مزودي "VPN" بياناتك، بل إن بعضهم يشاركها مع جهات خارجية مستقلة.
مانع الإعلانات والتتبع
تمنع هذه البرمجيات إعلانات الويب وملفات تعريف الارتباط المحتملة وقدرات التتبع الأخرى من الظهور عبر صفحة الويب أثناء التصفح، وهي بمنزلة ملحقات متصفح مجانية تقدمها معظم المتصفحات، مثل كروم وسفاري وفايرفوكس، ولكنها ليست دائمًا بنفس فعالية الخيارات الخارجية.
وسواء أحببتها أو كرهتها، فإن أدوات حظر الإعلانات تشكل دفاعًا مهمًا عن الأمان والخصوصية لأي مستخدم عبر الإنترنت، حتى إن مكتب التحقيقات الفيدرالي يقترح استخدام أداة حظر الإعلانات، نظرًا لارتفاع وتيرة الإعلانات الضارة المستخدمة في عمليات الاحتيال والنصب وتوصيل البرامج الضارة وبرامج التجسس.
ويمكنك تنزيل إصدار مجاني من جهة خارجية، مثل آدبلوك بلس (Adblock Plus) أو برايفسي بادجر (Privacy Badger) أو يو بلوك أورجن (uBlock Origin) أو غوستري (Ghostery) أو استخدام محرك بحث، مثل دك دك غو (DuckDuckGo) الذي يحتوي على مانعات تعقب مدمجة. ومن خلال حظر كل الإعلانات أو بعضها، يقل خطر التعرض للبرامج الضارة والتتبع، بالإضافة إلى أنها تمنحك تجربة تصفح سلسة حيث لن تتعرض للإعلانات أثناء التصفح.
وقد تعطل مانعات الإعلانات مزايا موقع الويب، مثل عروض الشرائح وتسجيل الدخول وحتى مقاطع الفيديو. وتمنحك معظم أدوات حظر الإعلانات خيار "القائمة البيضاء" لتعطيل أداة الحظر عبر المواقع التي تواجه فيها مشكلات. وبمجرد إعداد أداة حظر الإعلانات، فإن أداة كوفر يور تراكس (Cover Your Tracks) تتيح لك اختبار دفاعات مكافحة التتبع في متصفحك وتخبرك بما يمكنك فعله للمساعدة في تحسينها.
مدير كلمات المرور
تخزن هذه التطبيقات وتنشئ كلمات مرور معقدة يصعب تخمينها، وفريدة لكل موقع وتطبيق، حتى لا تضطر إلى تذكر الكثير منها. وكل ما عليك فعله هو تذكر كلمة مرور واحدة لفتح قفل تطبيق مدير كلمة المرور. كما تحمي العديد من برامج إدارة كلمات المرور أرقامَ التعريف الشخصية وأرقام بطاقات الائتمان ورموز سي في في "CVV" وإجابات الأسئلة الأمنية باستخدام التشفير. وتقدم بعض البرامج إصدارات مجانية، لكن هذه الإصدارات ليست قوية أو سهلة الاستخدام مثل الإصدارات المدفوعة.
وبالإضافة إلى إدارة كلمات المرور، تتمتع العديد من التطبيقات بقدرات فريدة. ويعمل 1 باسورد (1Password) مع عدد كبير من تطبيقات الأجهزة المحمولة ويتمتع بخيارات ممتازة لخصوصية كلمات المرور، في حين يفحص لاست باس (LastPass) جميع كلمات المرور ويخبرك بأي كلمة مرور ضعيفة أو مكررة، ويغيّرها تلقائيًا نيابة عنك. ويخبرك داش لين (Dashlane) إذا أبلغ أي من المواقع التي تزورها عن خرق للبيانات. ويمنحك بلور (Blur) القدرة على إنشاء أرقام للاستخدام مرة واحدة لبطاقات الائتمان والهاتف حتى لا تضطر أبدًا إلى مشاركة أرقامك الفعلية.
تطبيقات البريد الإلكتروني
يستقبل تطبيق البريد الإلكتروني الرسائل الإلكترونية ويرسلها وينظمها، مثل "جيميل" (Gmail) و"أوتلوك" (Outlook). وبالرغم من أن هذه البرامج مجانية الاستخدام وشائعة جدًا، فإنها لا تشفر تلقائيًا بيانات بريدك الإلكتروني ولا تشتهر بحماية خصوصية عملائها أو بياناتهم. ويعني التشفير أنه لا يمكن اعتراض رسائلك أو بيعها لأطراف خارجية، بل إنها مجهولة الهوية. ويمكنك تشغيل ميزة التشفير في تطبيقات البريد الإلكتروني التقليدية، لكن الأمر ليس بسيطًا.
وهناك خيارات أخرى تجعل حماية بيانات بريدك الإلكتروني أسهل كثيرًا. ويسمح لك إي أم كلينت (eM Client) بنقل رسائلك من "جيميل" وتطبيقات البريد الإلكتروني الأخرى، ويمنحك خيار استيراد جهات الاتصال والتقويم، كما يحتوي على مجموعة كبيرة من المزايا المتقدمة مجانًا. كما يشفر بروتون ميل (ProtonMail) تلقائيًا ويفكّ تشفير البريد الإلكتروني أثناء إرساله واستلامه دون طلب بيانات شخصية، بينما يُعد ميل برد (Mailbird) قابلًا للتخصيص بدرجة كبيرة ويتكامل مع العديد من تطبيقاتك، بما فيها تطبيقات المراسلة والتعاون والتقويم وتطبيقات التواصل الاجتماعي. أما ثندر بيرد (Thunderbird) فيتيح لك إضافة عدد كبير من حسابات البريد الإلكتروني، بما فيها عناوين البريد الإلكتروني المخصصة التي يمكنك إنشاؤها داخل التطبيق نفسه، بالإضافة إلى الملحقات الخارجية لإضافة تطبيقاتك المفضلة.
تطبيقات التراسل
تتيح لك هذه التطبيقات إرسال واستقبال الرسائل الفورية. وإذا كنت تريد رسائل فورية خاصة، فيجب عليك التخلي عن ماسنجر أو واتساب أو سناب شات. وبالرغم من أن هذه التطبيقات شائعة وسهلة الاستخدام، ولكنها ضعيفة فيما يتعلق بخصوصية البيانات والأمان. ويوفر iMessage وFaceTime درجات أفضل قليلاً فيما يتعلق بالأمان، إلا أنهما يفشلان في تلبية العديد من معايير الأمان.
وبحسب مؤسسة الحدود الإلكترونية -وهي منظمة غير ربحية تدافع عن الخصوصية الرقمية- فإن تطبيق المراسلة القوي يجب أن يكون مفتوح المصدر، أي يمكن لأي شخص التحقق من التعليمات البرمجية المصدرية والبروتوكول وواجهة برمجة التطبيقات بحثًا عن نقاط ضعف، ويقدم تشفيرًا لا يستطيع حتى المزود قراءته، بالإضافة إلى التحقق من هويات جهات الاتصال.
ويُعد "سغنال" (Signal) تطبيقًا مفتوح المصدر يشفر الرسائل النصية والمكالمات حتى لا يتمكن أي شخص آخر من قراءتها أو رؤيتها، وحتى التطبيق نفسه، ولا يمكن لخادمه الوصول إلى مكالماتك أو رسائلك، لذا فإنها لا تخزن أو تباع. كما أن "تلغرام" (Telegram) هو تطبيق مفتوح المصدر يقدم ميزة الدردشات السرية المحسنة التي تستخدم التشفير من طرف إلى طرف، ويمكنك أيضًا تعيين وقت لتدمير الرسائل ذاتيًا دون ترك أي أثر لها عبر الخوادم حتى لا يمكن إعادة توجيهها، في حين يُعد شتا سوكيور (ChatSecure) بمنزلة منصة مفتوحة المصدر مصممة لنظام التشغيل أي أو أس (iOS) وتروج لأكثر أساليب التشفير المتاحة أمانًا، بما يشمل التشفير من طرف إلى طرف، وبروتوكول التشفير خارج السجل أو آر تي (OTR).
تطبيقات التصفح
يُعد استخدام المتصفح الجيد أحد أفضل الطرق لتقليل كمية البيانات الشخصية التي يجري جمعها، ولكن لا تهتم جميع المتصفحات بخصوصيتك كثيرًا. وتوفر جميع المتصفحات وضع تصفح خاص يمكنك تشغيله يدويًا، لكنه قد لا يحمي بياناتك كما تفترض.
ولا تتعقب أوضاع التصفح المتخفي في كروم وإيدج وإكسبلورر عمليات البحث أو زيارات الصفحات أو البيانات التي تدخلها في النماذج أو الملفات التي تنزّلها، ولكنها تتطلب منك حذف هذه المعلومات يدويًا من جهاز الحاسوب بعد إغلاق وضع الخصوصية. ويمحو متصفح واتر فوكس (Waterfox) -وهو فرع من متصفح فاير فوكس (Firefox)- جميع المعلومات عبر الإنترنت تلقائيًا، بما فيها كلمات المرور وسجل التصفح وملفات تعريف الارتباط، دون الحاجة إلى إضافات.
ويمنع براف (Brave) الإعلانات غير المرغوب فيها وأدوات التتبع والبرامج الضارة وملفات تعريف الارتباط للحفاظ على أمان بياناتك أثناء التصفح، في حين يزيل متصفح إبك (Epic) العديد من المزايا المشكوك فيها التي قد تعرض الخصوصية للخطر، بما فيها ملفات تعريف الارتباط وأدوات التتبع وبصمات الأصابع، كما يستخدم اتصالات أس أس أل (SSL) عند توفرها والتشفير ولا يجمع بيانات المستخدم.
أما المتصفح المجاني المفتوح المصدر كلكز (Cliqz) فيركز على خصوصيتك من خلال عدم جمع أو تخزين أي من بياناتك الشخصية عبر خوادمه، كما يوفر لوحة تحكم شفافة حيث يمكنك معرفة البيانات التي يرسلها المتصفح إلى الشركة وما يحدث لتلك البيانات، في حين يُعد متصفح Tor من أكثر الأدوات أمانًا، حيث يستخدم شبكة موزعة من الخوادم لإخفاء هويتك عبر الإنترنت، كما يوفر حماية فعّالة ضد مراقبة الأنشطة.
وبغض النظر عن المتصفح الذي تختاره، يجب أن تفهم كيف تعمل بعض أدوات التتبع هذه. ويشرح موقع (Cookiesandyou.com) كل ما تحتاج إلى معرفته حول إيجابيات وسلبيات ملفات تعريف الارتباط، بالإضافة إلى كيفية التحكم فيها.
محركات البحث
تُعد محركات البحث بمنزلة الأداة التي تستخدمها للبحث في الإنترنت عن المعلومات. وفي كل مرة تبحث فيها عبر الإنترنت، يجري جمع بيانات البحث بناءً على عنوان بروتوكول الإنترنت الفريد المرتبط بجهازك.
ويساعدك اختيار محرك البحث في الحفاظ على عدم الكشف عن هويتك وعادات البحث من أجل منع تعقبك. ويُعد دك دك غو (DuckDuckGo) بمنزلة محرك بحث بديل لمحرك بحث غوغل، إذ لا يجمع بيانات البحث أو يخزنها أو يبيعها لأطراف خارجية، وهو يحظر أدوات تتبع الإعلانات ويحافظ على خصوصية سجل بحثك، كما يسجل نقاطًا لكل موقع ويب تزوره لإبقائك على اطلاع بمدى حماية شركة الموقع لخصوصية بياناتك.
ويمنحك محرك البحث ستارت بيج (Startpage) نتائج بحث غوغل في بيئة أكثر خصوصية. وبدلاً من البحث عبر غوغل بنفسك، يؤدي Startpage هذه المهمة نيابةً عنك، باستخدام بيانات بروتوكول إنترنت خاصة به بدلًا من بياناتك. كما أنه لا يُفلتر النتائج بناءً على ما يعتقد محرك البحث أنك تريد رؤيته أولًا، بما يمنحك مجموعة متنوعة من نتائج البحث، وهو لا يستخدم ملفات تعريف الارتباط أو سجل عمليات البحث.
أما ولفرام ألفا (WolframAlpha) فيتبع نهجًا مختلفًا قليلًا عن عمليات البحث العامة عبر الويب، بالرغم من أنه ليس محرك بحث تقليديا. ويستخدم هذا المتصفح خوارزميات خاصة لعرض محتوى اختاره الخبراء في عشرات الفئات، ولا يتتبع عمليات البحث وهو مفتوح المصدر.
التشفير
يحول التشفير اسم المستخدم وكلمات المرور والبيانات الشخصية الأخرى التي يمكن قراءتها من قبل البشر؛ إلى تعليمات برمجية غير قابلة للقراءة، ولا يستطيع المتسللون ومسوقو البيانات قراءتها.
ويمكنك شراء منتجات تشفير مستقلة تتجاوز ما يقدمه برنامج مكافحة الفيروسات. وتهدف هذه المنتجات إلى تشفير أكثر من حركة المرور عبر الإنترنت، كما تفعل شبكة في بي إن "VPN"، ولكنها تشفر أيضًا عناوين البريد الإلكتروني وكلمات المرور والملفات والمجلدات.
يتميز آكس كريبت (AxCrypt) بتشفير قوي للملفات والمجلدات، حتى عبر التطبيقات السحابية، مثل "دروب بوكس" (Dropbox)، كما يعمل بالعديد من اللغات المختلفة. وتقدم الشركة إصدارًا مجانيًا، ولكن إذا كنت تريد الإصدار الكامل القوة مع المزيد من المزايا، فاختر الإصدار المدفوع.
ويخزن سرتين سيف CertainSafe أي شيء تقريبًا ويشفره بأمان، بما فيها المستندات والرسائل والصور ومقاطع الفيديو. كما يوفر مصادقة ثنائية العوامل، مما يضيف طبقة إضافية من حماية الهوية. ويُعد سرتين سيف أغلى قليلًا من آكس كريبت ولكنه أرخص بكثير من العديد من الخيارات الأخرى.
وجرى تصميم فولدر لوك (Folder Lock) للأفراد، وتأتي النسخة الأساسية مجانًا، وهو فريد من نوعه لأنه موجه في المقام الأول للأجهزة المحمولة، إذ يشفر الملفات الشخصية والصور ومقاطع الفيديو، بالإضافة إلى أي بيانات ورسائل يمكنك الوصول إليها من جهازك المحمول.
يُعد استخدام المتصفح الجيد أحد أفضل الطرق لتقليل كمية البيانات الشخصية التي يجري جمعها. (Getty)بروتوكول نقل النص التشعبي الآمن (HTTPS)
يُعد بروتوكول نقل النص التشعبي الآمن و الذي يعرف اختصارا أتش تي تي بي أس (HTTPS) بمنزلة المعيار لتصفح الويب الذي يؤمن البيانات المشتركة بين المستخدمين ومواقع الويب، ويضمن هوية كلا الطرفين، كما يضمن تصفحًا أكثر أمانًا. وإذا كان الموقع يستخدم أتش تي تي بي أس، فلن يجري جمع بيانات سوى معلومة أنك زرت الموقع، وليس ما فعلته عبر الموقع، مثل المشتريات وبطاقة الائتمان المستخدمة وعنوان الشحن وما إلى ذلك.
ويمنع أتش تي تي بي أس مزود خدمة الإنترنت ومقدمي الخدمات الآخرين من رؤية ما تفعله، ولكن لا يزال بإمكان صانع المتصفح والمكونات الإضافية المختلفة ونظام التشغيل رؤية ما تفعله في متصفحك. وإذا لم يسبق عنوان الموقع أتش تي تي بي أس، فإن بإمكانك تنزيل ملحق للمتصفح يمكنه تحويله إلى أتش تي تي بي أس. ويُعد سمارت أتش تي تي بي أس (Smart HTTPS) بمنزلة ملحق أتش تي تي بي أس الأكثر شيوعًا والأسهل استخدامًا، ويمكن إضافته إلى متصفحات كروم وفايرفوكس وأوبرا.
بالنسبة لمعظم الأشخاص، فإن حركة مرور دي إن أس (DNS) غير المشفرة -التي قد تكشف عن المواقع التي تزورها والتطبيقات التي تستخدمها- تمر عادةً عبر مزود الإنترنت، الذي يمكنه -مثل المعلنين وشركات التكنولوجيا العملاقة- تحقيق الدخل من هذه البيانات وبيعها. ويُعد التبديل إلى خدمة دي إن أس المشفرة سريعا وبسيطا إلى حد ما، ويمكن أن يكون له تأثير فوري.
وبدأت بعض المتصفحات، مثل كروم وفايرفوكس، بتشفير حركة مرور دي إن أس افتراضيًا في عام 2020، وتضمنت منذ فترة طويلة خيارات لاستخدام مزود دي إن أس مشفر، مثل كلود فلار (Cloudflare) ونيكست دي إن أس (NextDNS)، للتعامل مع حركة مرور دي إن أس بدلًا من مزود الإنترنت المحلي. وتوفر بعض شركات توفير دي إن أس الكبيرة ضمانات معقولة للأمان والخصوصية.
ويمكنك تجاوز إعدادات متصفحك عن طريق تغيير خدمة دي إن أس في إعدادات جهازك من أجل تشفير كل حركة مرور دي إن أس عبر جهازك.
إضافات المتصفح
صممت إضافة نو سكربت سكيرتي سوت (NoScript Security Suite) لمتصفح فايرفوكس وغيره من متصفحات موزيلا، بغرض تعطيل المحتوى النشط، بما يشمل جافا سكربت، الذي قد يستخدم لتتبع نشاطك عبر الإنترنت. وتوفر إضافة ديسكونيكت (Disconnect) دليلاً مرئيًا لمواقع الويب التي تتعقب نشاطك.
ويمكن حظر المتتبعات غير المرئية التي تراقبك وقد تعرضك أيضًا لمحتوى ضار. وتستحق إضافة فيسبوك كونتانر (Facebook Container) التنزيل إذا كنت قلقًا بشأن تتبع شبكة الوسائط الاجتماعية لزياراتك لمواقع الويب الأخرى، إذ تعزل الإضافة حسابك ضمن فيسبوك وتنشئ شكلًا من أشكال الحاوية المستندة إلى المتصفح لمنع المعلنين من الجهات الخارجية وتتبع فيسبوك خارج الشبكة.
وتركز إضافة برايفسي بادجر (Privacy Badger) على منع شبكات الإعلانات من تتبعك، وتراقب الجهات الخارجية التي تحاول تتبعك من خلال ملفات تعريف الارتباط وبصمات الأصابع الرقمية، وتحظر تلقائيًا الجهات الخارجية التي تستخدم تقنيات تتبع متعددة.
تستطيع معرفة إذا كان بريدك الإلكتروني وكلمات المرور قد تعرضت للاختراق عبر الإنترنت من خلال الانتقال إلى موقع (have i been pwned). وفي غضون ثوانٍ، يمكنك معرفة إذا كنت ضحية حتى تتمكن من تغيير كلمات المرور المخترقة على الفور.
لا شك في أن قراءة سياسات خصوصية المواقع الإلكترونية والتطبيقات أمر مرهق وقليل من الناس من يقرؤها، ولكن يجب أن تعرف كيف تتعامل هذه الشركات مع بياناتك، حيث إن النقر فوق قبول يمنحها حرية التصرف.
وغالبًا ما تحاول الشركات جمع بيانات أكثر بكثير مما تحتاج إليه لتقديم خدماتها. وتستطيع تثبيت الإضافة المجانية برايفسي مونتر (Privacy Monitor) لرؤية درجات خصوصية البيانات، التي جرى تقييمها من قبل المحامين الذين قرؤوا سياسة الخصوصية، عبر كل موقع تزوره، حتى تتمكن من تحديد إن كنت تريد استخدام هذا الموقع أو العثور على موقع آخر يؤدي المهمة نفسها مع حماية خصوصيتك.
غالبًا ما تحاول الشركات جمع بيانات أكثر بكثير مما تحتاج إليه لتقديم خدماتها.(غيتي)ما هي حماية الخصوصية؟
حماية الخصوصية هي ممارسة حماية البيانات الشخصية والحساسة من الوصول غير المصرح به أو الاستخدام أو الكشف أو الاستغلال.
لماذا تعد حماية الخصوصية مهمة في مجال الأمن السيبراني؟
تعتبر حماية الخصوصية أمرًا بالغ الأهمية في مجال الأمن السيبراني حيث يبحث مجرمو الإنترنت باستمرار عن طرق للوصول إلى البيانات الحساسة. تضمن حماية الخصوصية أن تكون البيانات الحساسة آمنة من خلال منع الوصول غير المصرح به أو الاستخدام أو الكشف.
ما هي مزايا حماية الخصوصية الموجودة في برامج مكافحة الفيروسات الحديثة؟
تأتي برامج مكافحة الفيروسات الحديثة مع العديد من مزايا حماية الخصوصية، بما فيها الحماية من هجمات التصيد الاحتيالي وبرامج الفدية، ومرشحات البريد الإلكتروني والويب، وجدران الحماية. كما أنها توفر تصفحًا آمنًا واستخدام شبكات "VPN" لتزويد المستخدمين بحماية إضافية.
كيف يمكن تعزيز حماية الخصوصية عبر الإنترنت؟
يمكن تعزيز حماية الخصوصية عبر الإنترنت من خلال استخدام كلمات مرور قوية وفريدة من نوعها، وتمكين المصادقة الثنائية، وتثبيت برامج مكافحة الفيروسات، من بين أمور أخرى. يجب أيضًا توخي الحذر عند مشاركة المعلومات الشخصية وتجنب استخدام الشبكات اللاسلكية العامة.
ما هي المعلومات الشخصية القابلة للتحديد؟
قد تتضمن المعلومات الشخصية القابلة للتحديد اسمك وعنوان منزلك وعنوان بريدك الإلكتروني وأرقام هاتفك وتاريخ ميلادك والحالة الاجتماعية وأرقام الضمان الاجتماعي والمعرفات الحكومية الأخرى، كما قد تتضمن السجلات الطبية والمعلومات حول أفراد عائلتك وأطفالك وحالة عملك.
لماذا يجب حماية البريد الإلكتروني؟
غالبًا ما تكون حسابات البريد الإلكتروني بمنزلة المسار الذي قد يوفر رابطًا لجميع حساباتنا القيمة الأخرى، بالإضافة إلى سجل اتصالاتنا مع الأصدقاء والعائلات والزملاء.
لماذا يجب حماية رقم الهاتف؟
يحاول المحتالون سرقة رقم الهاتف من أجل الحصول على رموز المصادقة الثنائية وسرقة أي حساب عبر الإنترنت مرتبط بهذا الرقم.
لماذا يجب حماية المعلومات المالية؟
بمجرد سرقة معلومات بيانات الخدمات المالية أو معلومات بطاقة الائتمان، يمكن إجراء معاملات غير مصرح بها، وقد يجري إنشاء بطاقات مستنسخة، أو قد يجري بيع هذه البيانات للآخرين عبر الويب المظلم.
هل استخدام الشبكة اللاسلكية العامة آمن؟
قد تخاطر بخصوصيتك وأمنك إذا استخدمت شبكة لاسلكية عامة دون اتخاذ الاحتياطات المناسبة لأنها سهلة الوصول، مما يسمح للمهاجمين بتنفيذ هجمات للتنصت على أنشطتك وسرقة معلوماتك أو إرسالك إلى مواقع ويب ضارة، وقد يتمكن المتسللون من الوصول إلى المعلومات التي ترسلها، بما فيها رسائل البريد الإلكتروني والمعلومات المالية وبيانات الحساب.
هل المصادقة الثنائية مهمة؟
المصادقة الثنائية -المعروفة أيضًا باسم التحقق بخطوتين أو المصادقة المتعددة العوامل- هي طريقة تنفذ على نطاق واسع لإضافة طبقة إضافية من الأمان إلى حساباتك وخدماتك بعد تقديم كلمة مرور. ويؤدي استخدام المصادقة الثنائية إلى إنشاء خطوة إضافية للوصول إلى حساباتك وبياناتك.
ما هو اختطاف بطاقة الاتصال؟
يحدث اختراق بطاقة الاتصال عندما ينتحل مجرم إلكتروني هويتك أمام مزود الخدمة باستخدام تقنيات الهندسة الاجتماعية والمعلومات التي جمعها عنك لخداع الموظفين في نقل ملكية رقم هاتفك المحمول. وبمجرد السيطرة على رقم هاتفك، يمكن للمهاجمين اختطاف حساباتك واعتراض رموز المصادقة الثنائية.
هل مفاتيح الأمان المادية مهمة؟
توفر مفاتيح الأمان مصادقة تعتمد على الأجهزة وطبقة إضافية من الأمان لا يمكن التحايل عليها ما لم يتمكن مجرم إلكتروني من الوصول المادي إلى المفتاح. وحتى لو تمكن مجرم إلكتروني من سرقة اسم مستخدم وكلمة مرور لأحد حساباتك عبر الإنترنت، أو حتى اخترق جهازك المحمول، فإن اقتحام حسابك يصبح أكثر صعوبة.
في الختام، فإن الخصوصية هي حقك ويجب عليك معرفة كيفية حمايتها عبر الإنترنت من خلال معرفة البيانات الشخصية التي تجمعها الشركات عنك، وفهم كيفية إدارتها لبياناتك الشخصية، وما إذا كانت تبيعها لأطراف خارجية، ورفض بيع بياناتك الشخصية، والوصول إلى جميع البيانات التي تمتلكها الشركة عنك، وطلب حذف هذه البيانات بالكامل من أنظمتها.
وتتطلب حماية الخصوصية عبر الإنترنت استخدام مزيج من الأدوات والممارسات الأمنية. ومن الضروري توخي الحذر في التعامل مع المعلومات الشخصية ومشاركة البيانات، والاعتماد على تقنيات التشفير، والتحكم في إعدادات الخصوصية. وباتباع هذه الخطوات، يمكنك تقليل المخاطر المحتملة وضمان تجربة أكثر أمانًا عبر الإنترنت.