على مدار السنوات الأربع الماضية، ظل بعض عملاء شركة أبل ينتظرون إعادة تصميم جذرية قبل شراء آيفون جديد. وقد حان الوقت لهؤلاء المستهلكين، مع طرح هواتف آيفون 17 برو وآيفون 17 برو ماكس وآيفون إير للبيع يوم الجمعة.
وهذه هي المرة الأولى منذ عام 2020 التي تطرح فيها "أبل" عدة تصميمات جديدة للهواتف مرة واحدة. وإلى جانب الهواتف الجديدة، طرحت "أبل" أيضًا "Watch SE" و"Watch Series 11" و"Watch Ultra 3" و"AirPods Pro 3" في المتاجر.
وجذبت الهواتف الجديدة، التي تتميز بمظهرها الجديد وتحسينات في عمر البطارية والكاميرات، طوابير طويلة أمام متاجر أبل من هونغ كونغ إلى لندن ومن نيويورك إلى لوس أنجلوس، بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ، اطلعت عليه "العربية Business".
وفي فرع الجادة الخامسة بمدينة مانهاتن، امتد طابور من الزبائن، الذين لم يطلبوا جهازًا مسبقًا لشراء هاتف، وصل إلى ماديسون أفنيو. وأشار العديد من المتسوقين إلى أنهم كانوا يقومون بالترقية من سلسلة آيفون 13 التي يبلغ عمرها أربع سنوات.
في فرانكفورت بألمانيا، تجمع حوالي 100 شخص عند منتصف النهار تقريبًا، من بينهم أشخاص سافروا مسافات طويلة.
وفي الواقع، كانت غالبية العملاء الذين قابلتهم "بلومبرغ" يخططون لشراء آيفون 17 برو أو برو ماكس، وليس بالضرورة آيفون إير فائق النحافة.
ويستهدف طرازا برو، خاصة برو ماكس، المستخدمين المحترفين، بمن في ذلك المتبنون الأوائل وعشاق التكنولوجيا، وهم تحديدًا الأشخاص الذين قد يصطفون أمام متجر عند الفجر.
في متجر "أبل" في الجادة الخامسة بنيويورك، لم يذكر سوى عدد قليل من المتسوقين هاتف آيفون إير. وقد نفدت معظم هواتف آيفون 17 برو ماكس في ذلك الفرع، مع توفر مخزون إضافي لهاتفي آيفون 17 برو وآيفون إير.
يأتي هذا الحماس تجاه طرازي آيفون 17 برو وبرو ماكس وسط تعليقات مبكرة من العملاء بأن الهواتف، وخاصةً باللون الأزرق الداكن، عُرضة للخدش بسهولة على الجهة الخلفية. وكذلك، فإن هاتف آيفون إير الأسود يظهر عليه بعض الخدوش، فضلًا عن أن شاحن "MagSafe" المغناطيسي من "أبل" يمكن أن يترك أثرًا دائريًا.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، تجمع حشد صغير في هونغ كونغ في متجر أبل الرئيسي للاطلاع على الهواتف الجديدة، واقتصرت عمليات الشراء المباشر على هاتف آيفون إير فقط.
تعيد إصدارات برو الجديدة هاتف آيفون إلى هيكل من الألومنيوم وظهر مُعاد تصميمه، بينما يُعد آيفون إير أول محاولة من "أبل" لتصميم مختلف جذريًا، حيث يُعدّ تصميمه الرقيق نقطة البيع الرئيسية.
وتُعتبر المخاطر كبيرة بالنسبة لشركة أبل؛ إذ تواجه توقعات عالية من وول ستريت بشأن مبيعات فترة الأعياد، على الرغم من المخاوف الاقتصادية العالمية وخطر ارتفاع الأسعار مستقبلًا بسبب الرسوم الجمركية.
وتحاول "أبل" إقناع المستهلكين بأنها استعادت بريقها بعد فشل استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي.
وسيكون لتفاعل واستجابة السوق الصينية للطرازات الجديدة أهمية كبيرة للشركة. فقد انخفضت المبيعات في المنطقة بنسبة 6% في الأسابيع التي سبقت إطلاق سلسلة الأجهزة الجديدة، مما يُمثل انخفاضًا حادًا غير معتاد. وبعد سنوات من النجاح في المنطقة على مدار العقد الماضي، لا تستحوذ "أبل" الآن إلا على 12% من السوق المحلية، متخلفةً عن شركات مثل أوبو، وهواوي، وشاومي، وغيرها.
يأتي إطلاق سلسلة هواتف آيفون الجديدة -وهو المنتج الذي ظهر لأول مرة عام 2007- في وقتٍ تتجه فيه شركة ميتا وغيرها إلى الأجهزة القابلة للارتداء المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك النظارات الذكية المزودة بشاشات عرض. وتأتي طرازات آيفون الجديدة بعد أسابيع من طرح شركتي "غوغل" و"سامسونغ" تحديثاتٍ لهواتفهما الذكية عالية المواصفات.
تُشكل "سامسونغ" على وجه الخصوص تهديدًا لهيمنة آيفون. فقد أطلقت الشركة نسخةً من الجيل السابع من هاتفها القابل للطي على شكل كتاب، والذي يبدو أنه حقق نجاحًا كبيرًا لدى المستهلكين بفضل هيكله الأكثر متانة ومظهره الأرق. ولن تطلق "أبل" هاتفًا قابلًا للطي حتى نهاية العام المقبل.
وتحظى سلسلة هواتف آيفون 17 برو بإقبالٍ كبيرٍ من المشترين نظرًا لخصائصها المُحسّنة التي يُفضلها المستخدمون في الهواتف الجديدة: عمر البطارية، وتقنية الكاميرا، والمتانة.
وقال جون بيلتون، مدير المحافظ في "Gabelli Funds"، التي تدير أصولًا بقيمة 33 مليار دولار: "الأسعار ترتفع فعليًا للمرة الأولى منذ عدة سنوات، لذا إذا شهدنا دورة استبدال نموذجية مع أسعار أعلى، بالإضافة إلى بعض التقدم في الذكاء الاصطناعي، فقد لا يكون هذا وضعًا محفزًا للسهم، لكنه مقبولًا".
من ناحية أخرى، قد لا يدفع آيفون إير المبيعات رغم الاهتمام الذي سيحظى به. يركز الهاتف البالغ سعره 999 دولارًا على المظهر النحيف، لكنه يعاني من عيوب في عمر البطارية والصوت والكاميرات. علاوة على ذلك فإن سعره يعادل سعر آيفون 17 برو عند إضافة الملحق الاختياري للبطارية المغناطيسية لزيادة التحمل.
في وقت سابق من هذا العام، أطلقت "سامسونغ" هاتف "Galaxy S25 Edge" النحيف بمفهوم يشبه آيفون إير، لكن حتى الآن، لم يحقق هاتف "Edge" مبيعات تُذكر.