سرايا - أكد استشاري الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة، الدكتور محمد حسن الطراونة، أن ما يتم تداوله حول ظهور ما يسمى بـ "سوبر إنفلونزا" هو تهويل إعلامي يفتقر للدقة العلمية، موضحاً أن السلالة الفرعية "K" المكتشفة مؤخراً هي جزء من التطور الطبيعي لفيروسات الإنفلونزا الموسمية المعروفة.
وقال الدكتور الطراونة في تصريحات صحفية: "إن السلالة الفرعية (K) ليست فيروساً جديداً بالكامل، بل هي تفرع جيني ضمن فيروس الإنفلونزا A (H3N2) الذي اعتدنا على التعامل معه في المواسم السابقة". وأضاف أن رصدها في منتصف عام 2025 وانتشارها الحالي مع دخول فصل الشتاء يعكس قدرة الفيروس المستمرة على التحور لضمان البقاء، وهو سلوك روتيني للفيروسات التنفسية.
الأعراض وشدة الإصابة
وحول خطورة هذه السلالة، طمأن الطراونة المواطنين قائلاً: "لا توجد حتى الآن دلائل علمية تثبت أن السلالة (K) أكثر فتكاً أو تسبب أعراضاً أشد من الإنفلونزا التقليدية". وأوضح أن الأعراض المسجلة تظل ضمن الإطار المعتاد، وتشمل:
الحمى الشديدة والسعال.
الإرهاق العام وآلام العضلات.
احتمالية حدوث مضاعفات لدى الفئات الهشة مثل كبار السن، الأطفال، وذوي الأمراض المزمنة.
وشدد الدكتور الطراونة على أن اللقاح الموسمي الحالي لا يزال يشكل أداة حماية فعالة، مشيراً إلى أن المعطيات الأولية تؤكد توفيره حماية جيدة ضد الحالات الشديدة التي قد تستدعي الدخول للمستشفيات، حتى مع وجود هذه التحورات.
واختتم الطراونة تصريحاته بالتأكيد على أن التحدي الحقيقي لا يكمن في الفيروس نفسه، بل في "تراخي الالتزام بالإجراءات الوقائية وضعف الإقبال على التطعيم". ودعا الجميع إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر، والالتزام بآداب العطس والسعال، وغسل الأيدي باستمرار، والتوجه لتلقي المطعوم الموسمي لتقليل الضغط على المنظومة الصحية، مؤكداً أن "اليقظة العلمية هي البديل الأمثل للذعر غير المبرر".
المصدر:
سرايا